تذوق الاكلات المحلية من أيدي النساء العمانيات اللاتي يتفنن في الطبخ بمهارة تشكل شراكة المجتمع اهمية في استراتيجية وزارة السياحة، ونظرا لاهمية الدور المجتمعي في رفد القطاع السياحي، بجهود كبيرة وكونه اساس اي عملية تنمية تخطو اليها الحكومة، فكان لا بد من جعل المجتمع الشريك الاساس لاي تنمية سياحية.
جورج وزوجته وابنته الصغيرة جاؤوا من وليز الى مسقط، من اجل البحث عن شيء يتخلف عما يريده كثير من السياح من حيث البحر والشمس. البحث عن حميمية العيش بين احضان الانسان العماني، وحياته اليومية، من اول الصباح الى ما بعد غروب الشمس. برنامج عمل طويل، للتعرف عن حياة انسان عمان، ولا يتأتى ذلك الا من خلال ان تعيش فترة من الزمن في بيت عماني او مزرعة او مخيم في صحراء عمان.
وزارة السياحة استحدثت مؤخرا منتجات سياحية جديدة تعزز من دور القطاع السياحي، ونظرا لتفرد السلطنة بالعناصر المعمارية التاريخية المتميزة والمساحات الخضراء المنتشرة في كافة ربوع البلاد ومراعاة للعديد من الجوانب التنظيمية ومعايير الجودة والخدمة جاءت فكرة استحداث منتجات ايوائية جديدة لم تكن مدرجة ضمن تصنيف المنشآت الايوائية الحالية، حيث قامت الوزارة مؤخرا بالاعلان عن ثلاثة أنواع من منتجات الإيواء السياحي تحت مسمى (النزل التراثية)، (النزل الخضراء) و (بيوت الضيافة).
ويأتي إطلاق هذه المنتجات الجديدة مواكبا مع ما تشهده صناعة السياحة العالمية من تطور ومنافسة، وتطبيقا لمعايير الاستدامة في المقومات السياحية والتي ترتكز على عوامل الجذب السياحي بما تمتلكه من مقومات طبيعية وحضارية وثقافية متميزة.
وبهدف إبراز الجانب المعماري التراثي للسلطنة وما يحتويه من عناصر جمالية وتفاصيل غنية بتاريخ عمان العريق، ولتوفير فرصة للسائح ليعيش تجربة الانسان العماني عن قرب ويتعرف على العادات والتقاليد الاجتماعية والثقافية والصناعات الحرفية في عملية دمج وربط بين السائح والبيئة العمانية الأصيلة، جاءت فكرة طرح منتج سياحي بمسمى النزل التراثية والذي يعتمد على استثمارالبيوت التراثية القديمة التي حافظت على عناصرها وخصائصها وطابعها التراثي في الحارات والقرى العمانية القديمة، لكي تحكي وتحاكي عبر مكوناتها وعناصرها تفاصيل حياة المجتمع العماني وتسليط الضوء على لمحة من هذا التراث الثقافي والحضاري الثري.
إن تجربة النزل التراثية ستعمل على اعطاء تجربة مهمة للسياح من أجل العيش بين احضان الريف في سلطنة عمان، وكيف يعيش انسان عمان يومه في بيته العماني في القرية وتذوق الاكلات العمانية من أيدي النساء العمانيات اللاتي يجيدن الطبخ المحلي.
اما المنتج الايوائي السياحي الاخر يتناغم مع اقتصاد ونشاط المجتمع الزراعي في سلطنة عمان، فقد اطلق عليه مسمى( النزل الأخضر). ويهدف هذا المنتج إلى استثمار الأرضي الزراعية للأغراض السياحية من دون الاخلال بنظامها الحيوي أو التعرض لغطائها النباتي بل بهدف تشجيع المواطنين على الاهتمام والعناية بالمسطحات الخضراء وتطويرها وإعادة إحياء العديد من مظاهر المجتمع الزراعي العماني، حتى يرى السياح الحياة العمانية مع كل صباح ومساء، وكيف كان يقضي كل فرد حياته الاجتماعية اليومية بحب وتفان.
وتناغما مع احتفاء الانسان العماني بالضيف، وكرم الضيافة الذي عرف عنه، جاء اطلاق المنتج الثالث تحت مسمى (بيت الضيافة) والذي يركز على توفير الإيواء السياحي في المناطق التي لا تحتوي على منشآت إيوائية سياحية وذلك عن طريق استخدام بعض البيوت كمرافق إيواء سياحي في تماس مباشر مع السائح لتقديم المنتج بجودة وإتقان .
ونظرا لما تواجهه بعض المواقع السياحية من تحديات تتمثل في عدم وجود منشأت فندقية وتردد المستثمرين، فقد جاءت فكرة بيوت الضيافة ولكن بأعداد محدودة لتراعي الأهداف التي دشن من أجلها هذا المنتج ، وأن تكون الأولوية لمناطق الجذب السياحي المفضلة لدى السياح وذلك مراعاة لمعيار التوازن بين العرض والطلب لضمان نجاح الفكرة، بالإضافة إلى أن من أهم الشروط الأساسية لمنتج بيت الضيافة هو تخصيص المكان المناسب وتوفير خدمة ذات جودة والالتزام بمعايير النظافة وسلامة النزلاء وسهولة الوصول إلى هذه البيوت وسهولة الحركة داخلها.
ومن المؤمل أن تسهم هذه المنتجات الايوائية الثلاثة في توفير فرص عمل للشباب العماني الجاد ، وتوفير دخل لاصحاب هذه المشاريع ، بالإضافة إلى مشاركة المجتمع المحلي في التعريف بالمجتمع العماني وبتفاصيله ومكوناته الثرية من عادات وتقاليد وفنون وغيرها من العناصر التي تمتاز بها كل محافظة عن الأخرى كما ستعمل على تشجيع المزارعين على تسويق منتجاتهم الزراعية في مختلف القرى العمانية، والمحافظة على المساحات الخضراء، وترميم البيوت والمواقع التاريخية والتراثية وحفظها من الاندثار، بالإضافة إلى إدراك أهمية السياحة كمصدر من مصادر الدخل المهمة والمباشرة للمواطن .