دبي – وجهات |
كان تنامي الطلب على “سياحة المهرجانات” من أهم ملامح المشهد السياحي خلال الفترة الماضية، خاصة بين المسافرين من الشباب المتعطش لخوض تجارب فريدة ورائعة، وذلك وفق خبراء السفر في ويجو، سوق السفر الإلكترونية الأولى في الشرق الأوسط وآسيا.
وقال مأمون حميدان، مدير عام ويجو لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والهند: يحرص المسافر اليوم، من أغلب دول العالم، على تخصيص جزء لا يستهان به من ميزانية الرحلة لحضور ومعايشة المهرجانات الموسمية والموسيقية والثقافية وحتى مهرجانات التسوق في الوجهة التي يسافر إليها. ونلحظ أن المسافرين الشباب بالأخص على استعداد لإشباع شغفه وتحقيق أحلامه بحضور احتفاليات ومهرجانات بعينها، حتى لو استدعى منه ذلك أن يحلق في رحلة إلى قارة أخرى.
مهرجانات الموسيقى تتصدر
وأشار حميدان إلى أن المهرجانات الموسيقية أضحت واحدة من أهم عوامل جذب السياح في الآونة الأخيرة، حيث يجد المسافر العديد من العوامل التي تشجعه على الترتيب لرحلة يحضر خلالها مهرجانات شهيرة؛ من قبيل “تومورو لاند” في بلجيكا، “إكزيت” في صربيا، موازين في المغرب، وجرش في الأردن، وكذلك مهرجان كوتشيلا في الولايات المتحدة.
كما لاحظ خبراء السفر اتجاهاً صاعداً بقفزات كبيرة في عمليات البحث عن سبل السفر إلى الدول المضيفة لمثل تلك المهرجانات حول العالم، وخاصة في الأشهر التي تسبق موعد انطلاق تلك الفعاليات الموسيقية. فعلى سبيل المثال، تشير الأرقام الخاصة بإنجلترا، باعتبارها البلد التي تشهد أكبر عدد من المهرجانات الموسيقية على مستوى العالم، إلى تنامي سياحة المهرجانات الموسيقية بنسبة 20 بالمائة في عام 2016 بالمقارنة بالعام الذي سبقه، وفقاً لبحث أجرته مؤسسة “يو كيه ميوزك”.
يعقب حميدان، قائلاً: المهرجانات الموسيقية الشهيرة قادرة بكل تأكيد على اجتذاب أعداد كبيرة من السائحين، بل وقد تتفوق على بعض الفعاليات الرياضية العالمية لجهة أعداد الحضور. ولأننا نعيش في عصر منصات التواصل الاجتماعي، فإن المسافرين الشباب يسعون إلى تخليد ذكريات حضورهم لتلك المهرجانات الموسيقية ومشاركتها الأصدقاء عبر حساباتهم، مما يشجعهم بدورهم على السعي إلى حضورها.
طفرة في الشرق الأوسط
في معرض حديثه عن منطقة الشرق الأوسط، نوّه حميدان إلى الأهمية التي بدأت تكتسبها المهرجانات التي تقيمها بلدان المنطقة، ومنها مهرجان دبي للتسوق، حتى أضحت وجهةً للسياح من مختلف دول العالم.
وخلال فعاليات مهرجان دبي للتسوق هذا العام، شهدت ويجو زيادة لافتة في عمليات البحث عن الرحلات إلى دبي، بلغت نسبتها 20 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي.
يقول حميدان: كان لمهرجانات عائلية كبرى جذابة من قبيل مفاجآت صيف دبي، ومهرجان صيف أبوظبي دور كبير في تنامي عدد السياح إلى المنطقة على نحو لافت للغاية. فهي بمثابة فرصة سياحية كبيرة وجذابة لتعزيز صورة الدولة سياحياً وخاصة في بقية مواسم العام.
وعلى المنوال نفسه، تسعى بقية دول الخليج إلى الاستثمار فيما لديها من عوامل جذب لسياحة المهرجانات، سواءً للسياح من المنطقة أو على نطاق عالمي. ففي المملكة العربية السعودية، تقام عدة مهرجانات ثقافية؛ ومن أهمها مهرجان الجنادرية، سوق عكاظ، ومهرجان صيف جدة.
وجهات جاذبة
وبهدف مواكبة رواج سياحة المهرجانات، تحول مزودو خدمات السفر إلى الترويج لوجهات واعدة جديدة في سياحة المهرجانات، ومنها مهرجان ساراواك لموسيقى الغابات المطيرة في بورنيو بماليزيا، وبطولة العالم لموسيقى الجيتار في فنلندا، ومهرجان هورنبيل الذي يقام في شمال شرق الهند.
وظهرت صيحة مهرجانات وسباقات السيارات الكلاسيكية (وخاصة في بريطانيا)، واكتسبت حيزاً من اهتمام المسافرين من عشاق وهواة السيارات الكلاسيكية والرياضية. إضافة إلى ذلك، فقد اسهم تزايد الاهتمام بسياحة الطعام في اجتذاب شرائح متنوعة من السياح الذين صاروا يخططون للسفر في عطلاتهم إلى البلدان التي تحتضن مهرجانات فنون المطبخ العالمي، ومنها مهرجان دبي للمأكولات في الإمارات؛ وبيتزافيست في نابولي الإيطالية؛ ومهرجان الروبيان في ولاية ماين الأمريكية؛ ومهرجان الأطباق النباتية في تايلاند.