محمية الديمانيات – محمد سعد /
تشكل محمية الديمانيات الطبيعية، احد الروافد والوجهات السياحية المهمة في السلطنة، نظرا لكونها ذات طبيعة خلابة، وتمتاز بتعدد جزرها التي تمتاز كل واحدة منها بميزات متنوعة عن الاخرى. وتعتبر موطن طبيعي لمجموعات فريدة من الحياة الفطرية التى تحيط بها المياه الزرقاء الصافية والشواطئ الرملية النقية ، ويؤمها الكثير من الكائنات الحية المهددة بالانقراض الى جانب الطيور والاعشاب المرجانية المتنوعة .
٩ جزر
محمية جزر الديمانيات الطبيعية، عبارة عن عدة جزر تقع قبالة الساحل الممتد من محافظة مسقط وحتى محافظة شمال الباطنة وبالتحديد من ولاية السيب إلى ولاية بركاء حيث أن موقع تلك الجزر يقدر ابتعاده عن الشاطئ ما يقارب من (16) إلى (18) كيلومترا. ونظراً لأهميتها عينت محمية طبيعية بموجب مرسوم سلطاني سامي رقم (23/96) الصادر بتاريخ 14/ ذو القعدة سنة 1416 هـ الموافق 3 أبريل سنة 1996م باسم ( محمية جزر الديمانيات الطبيعية) وتبلغ مساحتها الكلية ( 203)2 كم وتحوي المحمية عدة جزر ازدانت بالبقع الخضراء الموجودة على تربتها الصخرية ومرتفعاتها ومنخفضاتها أيضاً وأسراب الطيور المتنوعة وشواطئها البيضاء التي تحتضن السلاحف في اغلب أيام السنة وكذلك الشعاب المرجانية التي تحيطها من كل جهة وأعشاش العقاب النساري المنتشرة في كل الجزر والطيور المهاجرة أيضاً التي تتوافد صيفاً والتي تضيف جمالاً سحرياً إلى المحمية ناهيك عن الجو الممتع والذي تزداد رومانسيته جمالاً عند طلوع وغروب الشمس وكذلك عن الخيران والخلجان التي تتخلل جنبات المحمية كل ذلك يعكس طبيعة هذه المحمية .
مجموعة حزر
جزر المحمية ليست في موقع واحد فقط وإنما تأتي جزيرة الديمانية الأولى من جهة الشرق وتبعد عن مجموعة الجزر القريبة جداً من بعضها وهي جزيرة حايوت والقفصية والجبل الكبير والغرفة والسليل وقصمه تباعاً نحو جهة الغرب حوالي عشر دقائق سيراً بالقارب وكذلك جزيرتي أولاد لجون وجزيرة لجون تبعد عن المجموعة ما يقارب عشر دقائق أيضاً علماً بأن هاتين الجزيرتين أول الجزر من جهة الغرب.
مسميات محلية للجزر
جزيرة الديمانية: تعود تسميتها بهذا الاسم من قبل الصيادين لبعدها عن المنطقة وعدم توفر المحركات البحرية وكان الإبحار في ذلك الوقت يتم بالمجداف فيكون الوصول إليها صعباً للغاية مما يلاقي الصيادين الإجهاد إذ ما رغبوا في الوصول إلى تلك الجزيرة ولهذا تكون شبه مقطوعة.
وتتحول الجزيرة في فصل الصيف إلى بانوراما من الطيور والتي تعشش فيها بكثافة بينما يعشش العقاب النساري في فصل الشتاء كذلك تقصدها السلاحف بكثرة في أوقات كثيرة من السنة خاصة في موسم التكاثر . وتوجد بها الكثير من النباتات والتي تشكل بقعة خضراء واسعة حيث تغطي أكبر مساحة من الجزيرة . كما تزيدها ابتهاجاً الشعاب المرجانية المحيطة بها .
جزيرة حايوت : عبارة عن رأس جبلي مستطيل الشكل مرتفع ولا يوجد له شاطئ رملي حيث أنه شديد الانحدار وتحيط به الشعاب المرجانية كما يعشش عليه العقاب النساري وكذلك تقصده الطيور الأخرى كالبلشون الأبيض ومالك الحزين والبلشون الرمادي .
جزيرة القفصية: تقع قريبة جداً من جزيرة الجبل الكبير من الجهة الشرقية ويتوارث اسمها عن عدة أجيال مضت ونظراً لصغرها فانه يوجد بها شاطئ رملي واحد فقط ويقع في جهة الجنوب كما يوجد شاطئ صخري من جهة الغرب وتتكاثر بها الطيور والسلاحف أيضاً وتحيطها الشعاب المرجانية من كل الجهات .
جزيرة الجبل الكبير : ترجع تسميتها إلى كبر مساحتها وتعد أكبر الجزر مساحة وتوجد بها عدة أنواع من النباتات تشكل بقع خضراء متفرقة في أنحاء الجزيرة وتتميز بالمرتفعات والمنخفضات ويوجد بها مقر الوزارة لمراقبي الحياة الفطرية على هذه الجزر . وتحتل الجزيرة المرتبة الثانية على مستوى المحمية من حيث كثرة الطيور المعششة فيها والتي تزداد في فصل الصيف وتقصدها اغلب أنواع الطيور المهاجرة والمقيمة أيضاً ، كما تحتل المرتبة الأولى من حيث السلاحف وذلك يرجع إلى كثرة شواطئها المختلفة المساحات حيث يبلغ عددها تسعة عشرة شاطئا.
كما تنتشر في هذه الجزيرة بعض الثعابين والعقارب و الزواحف و يلجأ إليها الصيادين في حالة هيجان البحر طالبين للنجاة حيث إنها تعد كموقع آمن لهم ولقواربهم وذلك لتشكيلتها الرائعة ممثلة كاسر أمواج طبيعي وهي واحدة من صور الإبداع الرباني المتمثل في وجود تلك الجزيرة الطبيعية الواقعة في عرض خليج عمان .
الجبل الصغير ( الغرفة ) : تقع هذه الجزيرة مباشرة بعد جزيرة الجبل الكبير من جهة الغرب وبها خمسة شواطئ وتحيط بها الشعاب المرجانية من كل الجهات وتعد أكثر الجزر ارتياداً لهواة الغوص حيث أنها تنفرد بجمالٍ رومانسي من حيث كثرة تنوع المرجان فيها ، كما تتكاثر فيها الطيور والسلاحف أيضاً .
جزيرة السليل (المملحة ): جزيرة صغيرة المساحة تقع غرب جزيرة الغرفة مباشرة تتكاثر فيها الطيور خاصة العقاب النساري وهي خالية من السلاحف وذلك بسبب عدم وجود شواطئ فيها حيث أن كل جوانبها صخرية ومتوسطة الانحدار كما يوجد جبل صغير منفصل عنها في جهتها الشمالية الغربية يسمى (اللومية) وترجع تسميته إلى شكله الذي يشبه شجرة الليمون في حالة ظهوره أثناء عملية المد والجزر وهو مشهورا بهذا الاسم بين الصيادين ونظراً لصغره فان بعض الطيور كالخرشنة والنورس والبلشونات تتخذه كمحطة استراحة قصيرة
جزيرة قصمه : تعد جزيرة قصمه من الجزر الغنية بالمرتفعات والمنخفضات الكثيرة وكذلك البقع الخضراء كما تتكاثر فيها الطيور كالعقاب النساري والخرشنة والصقر الأصخم وغيرها من الطيور وتبيض فيها السلاحف بكثرة . وتحيط بجزيرة قصمه الشعاب المرجانية من كل الجهات وهي لا تقل أهمية عن باقي الجزر من الروعة والجمال .
جزيرة ولاد الجون : عبارة عن جبلين منفصلين عن بعضيهما يسمى الأول (حايوت الصغير) بينما يسمى الثاني(حايوت العود ) وموقعهما في الجهة الشرقية من جزيرة ( لجون ) وهما مستطيلي الشكل ، يعيش العقاب النساري على هذه الجزيرة وتقصدها الطيور كالنورس والبلشونات ومالك الحزين ونظراً لعدم وجود شواطئ بالجزيرة فان السلاحف لا ترتادها . كما لا يوجد بها بقع خضراء وذلك لصلابة صخورها بينما توجد هنالك نباتات بسيطة جداً ومتفرقة تنمو فقط عند هطول الأمطار وتحيط بالجزيرة الشعاب المرجانية من كل الجهات وهي لا تقل أهمية بالنسبة للصيادين من حيث وفرت الأسماك حولها .
جزيرة الجون : جزيرة مستطيلة الشكل بالاتجاه الشرقي الغربي تنتشر في أنحاءها النباتات والتي تكثر بعد هطول الأمطار ويحتضن شاطئها الوحيد السلاحف في موسم التكاثر بشكل يومي والجزيرة تعد من اكبر الجزر ارتفاعا حيث يستغل العقاب النساري ذلك الارتفاع ليضع أعشاشه في أماكن متفرقة من الجزيرة وتتواجد البلشونات بكثرة ومالك الحزين وطائر اللقلق والبط البحري والصقر الاسخم وكذلك الخرشنة والنورس وباقي الطيور المهاجرة الأخرى .
سلاحف بحرية
تشكل الحياة الفطرية الغنية وموائلها مختبرا حيا وطبيعيا للأبحاث العلمية فجزر الديمانيات الطبيعية تعتبر محطة عالمية أساسية لتعشيش السلاحف البحرية ، حيث تتوافد السلاحف البحرية كل عام للتعشيش ووضع البيض. ومنها سلاحف الشرفاف والسلاحف الخضراء. وتعتبر السلاحف البحرية من مجموعة الزواحف البالغة القدم التي تعيش في البحار والمحيطات حيث تقصد الإناث الشواطئ لوضع البيض وتبقي الذكور في المياه طوال حياتها تقريباً ولا يمكن للمرء أن يتصور تاريخ تلك السلاحف وهي تستطيع التأقلم مع كل الظروف والمتغيرات البيئية والمناخية التي تصاحب تطور الحياة كارتفاع وانخفاض مناسب البحار والمحيطات وغيرها من التغيرات . وتعتمد السلاحف على ذاكرتها في اختيار وارتياد شواطئ محدده التي تغدو إليها في هيئة مجموعات وذلك طلباً للغذاء والتزاوج وكذلك وضع البيض .
شعاب مرجانية
تمثل الشعاب المرجانية بأشكالها المختلفة هيئة حواجز وحافات وهي بذلك توفر الحماية لسواحل البحار والمحيطات لتشكل أنظمة دفاعية وبيئة مهمة لنمو وتغذية جميع أنواع الأسماك.
وتتأثر الشعاب المرجانية من الإفراط في صيد الأسماك وعدم اتباع الطرق الصحيحة لعمليات الصيد فوق المرجان وذلك باستخدام الشباك والأقفاص الحديدية وكذلك الأقفاص البلاستيكية ورمى المرساة ( الانكر ) فوق المرجان لتثبيت القارب مشكلين بذلك خطراً جسيماً وتهديداً صارخا لنمو تلك الشعاب مما يسبب القضاء عليها بصفة دائمة ونتيجة ذلك تقل كمية الأسماك وعدم تنوعها وهذا ما نلاحظه اليوم بشكل بارز فالكثير من الصيادين يشكون قلة عدد الأسماك وندرة تنوعها هذا مما يتوجب على كل شخص الحفاظ على المرجان واتباع الطرق المثلى لصيد الأسماك وذلك حتى نحافظ على ثروتنا السمكية.
ان الشعاب المرجانية بمحمية جزر الديمانيات الطبيعية تحوي الكثير والعديد من الأنواع وقد تفوق العشرين نوعاً كما أنها تنفرد ببعض الأنواع بين بقاع العالم.
حشائش واعشاب بحرية
تتوفر الحشائش والأعشاب البحرية وأنواع عديدة من الطحالب البحرية بمحمية جزر الديمانيات الطبيعية والتي تعًد مصدرا غذائيا للعديد من الكائنات البحرية مثل السلاحف والثدييات، كما تتوفر بعض النباتات البرية على اليابسة لتكون غذاء غنيا للكثير من الطيور البحرية. ويوجد بالمحمية ما يقارب من خمسة عشر نوعا من النباتات البرية حيث تتواجد في اغلب الجزر وخاصة في جزيرة الجبل الكبير والديمانية . وتستغل بعض أنواع الطيور وخاصة خطاف البحر الشامخ الأنف (الخرشنة ) تلك النباتات لتعشش تحتها وذلك لكثافتها ، حيث إنها تغطى بعض أجزاء الجزر إذا ما هطلت عليها أمطار غزيرة لتساعدها على النمو .
اللافقاريات
تشكل مناطق الجزر بيئة غنية باللافقاريات مثل السرطان والديدان وقناديل البحر والرخويات ، والتي تلعب جميعها دورا أساسيا في إكمال السلسلة الغذائية .
ثدييات بحرية
يوجد في المحمية عدة أنواع من الثدييات البحرية كالدولفين السبنر ( الدوار ) والدولفين ذو الأنف القنيني وكذلك الدولفين الشائع محلياً وكما يلاحظ الحوت الأحدب علماً بأنه لا توجد أي ثدييات بريه على ارض المحمية.
أسماك وطيور
تشكل الحياة الفطرية الغنية وموائلها أحد أسباب توفر الكثير من أنواع الأسماك ، ويأوي إلى الشعاب المرجانية الموجودة في محمية جزر الديمانيات الطبيعية الكثير من أنواع الأسماك وذلك لغرض الغذاء والتكاثر .
وتسود محمية جزر الديمانيات الطبيعية الطيور البحرية التي تعشش الكثير منها في الجزر وذلك في فصل الصيف حيث تتواجد الآلاف من الطيور التي تشاهد وهي تؤدي حركاتها الرائعة .
وتحتكر بعض أنواع الخرشنة وهو خطاف البحر الشامخ الأنف الشجيرات الصغيرة للتعشيش ووضع البيض بينما نجد بعض الأنواع الأخرى من الخرشنة تعشش في الأراضي والمسطحات الجبلية المكشوفة بالقرب من الأشجار وتفضل الطيور الاستوائية حمراء البطن ( الخطاف ذو الذيل الطويل ) المنحدرات البارزة وتتمركز هذه الطيور في جزر الجبل الكبير وجزيرة الديمانية وجزيرة الغرفة وكذلك جزيرة قصمه و كما يعشش العقاب النساري في فصل الشتاء ويلاحظ منتشراً في جميع جزر المحمية