استطلاع -يوسف بن احمد البلوشي | شهد مركز عمان الدولي للمعارض الاسبوع الماضي أعمال مؤتمر ومعرض عُمان الدولي للصحة 2015 والذي يقام للسنة الخامسة على التوالي وتنظمه وزارة الصحة بالتعاون مع شركة أعمال المعارض العُمانية “عُمان اكسبو” لمدة ثلاثة أيام.
وهدف مؤتمر ومعرض عُمان الدولي للصحة الذي رعى افتتاح أعماله الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة إلى إيجاد منصة تكون بمثابة بوابة مهنية وصلة وصل لمد جسور التعاون بين كافة الجهات المعنية الداخلية والخارجية لدعم المبادرات الحكومية وتعزيز خطط وزارة الصحة لاسيما رؤية 2050 المتكاملة والهادفة لرفع مستوى الرعاية والتقديمات الصحية بالسلطنة.
كما هدف المعرض إلى تسليط الضوء على أحدث التقنيات والحلول الطبية ويعد المعرض فرصة لكبرى الشركات العالمية للتعرف على إحتياجات السوق العمانية وعرض ما يتناسب مع خطط السلطنة لتطوير القطاع. وبات قطاع الصحة يشكل احد القطاعات الداعمة للقطاع السياحي من خلال ما يعرف بالسياحة العلاجية التي اصبحت تركز عليها الدول في تعزي قطاعها الصحي من جانب ورفد قطاعها السياحي من جانب اخر.
وتسعى السلطنة من خلال هذه المعارض ان تسهم في رفد القطاع السياحي بتوثيق العلاقة مع القطاع الصحي ليشكل قطاع سياحيا صحيا يسهم في جذب المستشفيات الدولية الى السلطنة وجذب السياح من جانب اخر.
“وجهات” استطلعت آراء عدد من المشاركين في مؤتمر ومعرض عمان الدولي للصحة 2015، للوقوف على ارائهم عن اهمية السياحة العلاجية وكيف يمكن ان تسهم هذه السياحة في جذب اعداد كبيرة من السياح كما هو حاصل اليوم في دول عدة مثل تايلاند والمانيا ولندن على جه الخصوص.
علاقة قوية
فتقول آمال عارف تنفيذي تسويق من مستشفى الزهراء في دبي، اننا نشارك في المعرض للتعريف بالخدمات التي يوفرها المستشفى، ونحن نعرف ان كثير من العمانيين يزورون دبي سواء للسياحة او ايضا للعلاج.
وتضيف: ان المريض لما يسافر الى الخارج للعلاج يسافر ايضا للسياحة والطبيعة التي تساعد في علاجه وهناك علاقة قوية بين الطبيعة والصحة. وخاصة مرضى السرطان، فهم بحاجة الى علاج نفسي والى مكان ذي طبيعة تساهم في مرحلة العلاج. كما ان التسهيلات التي تقدم للمرضى وسرعة العلاج والمواعيد والامان تساهم في جذب المريض، لانه لا يريد مواعيد لفترات طويلة، فالمريض لا يحب الانتظار، وهو جاء لهدف محدد ويريد العلاج بسرعة .
وقالت امال: اذا ما وجدت المستشفيات والمواقع السياحية الجاذبة والخدمات الطبية التي تعزز انجذاب السياح الى ذلك البلد عن بلد اخر، وهو امر مهم يعزز الجانبين السياحي والعلاجي للارتباط الكبير بينهما.
اسعار معقولة
بينما تقول صافيناز محمد، تنفيذي تسويق من مستشفى الزهراء في دبي، ان الاسعار يجب ان تكون معقولة لجذب المرضى للعلاج والسياحة، فجانب ان المريض يبحث عن علاج، ايضا يبحث عن مكان سكن مثل الفنادق الرخيصة بحيث تكون الاسعار عقلانية. وتضيف هناك بين 35 % إلى 65 % من السياحة العلاجية في دبي. ودعت صافيناز دول الخليج الى تقريب الاسعار والتنافس مع دول مثل الهند وتايلاند حتى يجد المريض راحة وان تكون لدينا خدمات طبية متكاملة تسهم في اقناع السياح والمرضى باننا لا نقل عن تلك الدول في مسألة العلاج الخارجي.
سوق صحي
ويشاركنا في الحوار انس الفرج من مستشفى ” سويس ميديكل ” من سويسرا، فيقول: تأتي مشاركتنا في هذا المعرض لاهمية السلطنة لنا كسوق صحي، حيث يأتي إلينا عدد من العمانيين للعلاج في سويسرا وايضا من تدول الخليج. وهناك ما يقارب 70 % من المرضى يأتون من منطقة الخليج والدول العربية.
ويضيف، نحن متخصصون في علاج الخلايا الجذعية والعصبية المستعصية والسكري، ولدينا فروع حاليا في صربيا، وموسكو، بجانب سويسرا، واننا نفكر في فتح فروع لنا في السلطنة ايضا او احدى دول الخليج. وان المعرض مهم للترويج للسياحة العلاجية وان اكثر الناس حاليا يسافرون الى شرق اسيا واوروبا وامريكا، ونحن نهتم بالسياحة العلاجية ونسعى لاستقطاب عدد من السياح الينا.
أما فاتح بادم من مستشفى دويتاجوس في اسطنبول، فيقول، ان هذه المعارض مهمة للغاية لتعريف الناس بما لدينا من خدمات طبية، وان كثير من الخليجيين يزورون تركيا لكن لا يعرفون عن الخدمات الطبية التي لدينا، الا ان هناك نسبة 40 % من السياح بدأوا اليوم يتعرفون على خدماتنا الطبية في تركيا وخاصة لعلاج العيون حيث لدينا مستشفى متخصص لعلاج العيون وهناك فروع لنا في امستردام واذربيجان وندرس فتح فرع في السلطنة اذا ما وجدنا اهمية للاستثمار في هذه السوق الخليجية. وقال، ان هناك علاقة قوية ومرتبطة بين السياحة والصحة، واصبح القطاع السياحي يسهم في جذب السياح وبالتالي تستفيد البلاد من السياح الذين يأتون للعلاج والاستجمام.
عضلات
وتعرض ريم مختار في جناح يقدم خدمات لتقوية العضلات، فهي تسوق بروتينات ومنتجات لمحبي التعضيل، وتقول، اننا لاول مرة في سلطنة عمان، ونعرض منتجات تقوية العضلات، وهناك فئة تحب تقلد الامريكان في الاجسام والعضلات، لذلك نحن نقدم متنجات وبروتينات لتقوية العضلات. وتقول ان السوق العماني سوق واعد، لكن هناك طلب اكثر على منتجاتنا في دبي، لوجوج كثير من الشباب يحبون “ستايل امريكا”، ونسعى لان نكون في هذه السوق من خلال هذا المعرض.
كيش
ومن شركة سينايار للسياحة الطبية العلاجية من جزيرة كيش الايرانية، تحدثنا مع الدكتور زاهر طه ، فقال: ان العالم اليوم يتجه الى ما يعرف الى السياحة العلاجية، وان كثير من الدول تستقطب السياح ضمن وفود تأتي للعلاج، كما هو الحال لسياحة المؤتمرات والحوافز.
واضاف: ان الخدمات الطبية التي تتوفر في بلد ما تسهم في جذب السياح من جانب والمرضى من جانب اخرى، ليشكلان سياحة علاجية. مؤكدا ان توفر العلاج والمواعيد السهلة والاسعار تعتبر من العوامل الجاذبة للسياح في هكذا حال، لذلك نسعى في جزيرة كيش الى جذب عدد من السياح لهذه النوعية من السياحة والتي تتوفر بشكل جيد. وقال: نحن نهتم بعملية زرع الشعر الطبيعي وتجميل الانف، وعلاج العيون والعقم والجراحات العصبية والعظمية.
علاج العيون
بينما محمد سلماني اخصائي قياس بصر من مستشفى مسقط لعلاج العيون بالليزر فيقول: يشكل هذا المعرض اهمية كبيرة نظرا لان السلطنة تنفرد بعدد من المستشفيات الخاصة، خاصة ان بعض المستشفيات الخاصة لا يوجد لديها تخصص علاج عيون.
واشار الى ان دراسة قمنا بها في عام 1997 ووجدنا انه بين 60 % الى 70 % من العمانيين لديه ضعف نظر لذلك وجدنا من الاهمية اقامة قسم خاص للنظر وهو استثمار مهم لنا في هذا القطاع .
واكد انه من المهم ايجاد التكنولوجيا واطباء ذوي كفاءة عالية خاصة في علاج النظر والماء الابيض، وعملنا على جذب اكفأ الاطباء العالميين للمستشفى حتى ان البعض من دول الخليج العالم يأتون الينا حينما يكون لدينا دكتور زائر، مما اسهم في التعريف بالسلطنة وجذب اعداد من السياح في هذا الجانب.
وقال، ان السلطنة بلد استثماري مهم خاصة ما تقدمه وزارة الصحة من تسهيلات لانشاء العيادات والمراكز والمستشفيات الصحية، مما يجعل السلطنة احد البلدان المهمة في المستقبل لاستقطاب السياحة العلاجية.
تدريب
ويقول الدكتور بيتر رش مدير عام معهد تارجت لخدمات التدريب الطبي، ان السلطنة بها الكثير من المقومات التي تجعل منها بلدا للسياحة العلاجية، خاصة ان مقومات الطبيعية متعددة ووجود مستشفيات صحية توفر خدمات طبية مهم للناس حتى يأتوا الى عمان، ونحن لدينا عدد من الطلاب يأتون للتدريب لدينا وهو امر مهم لجذب الطلاب للدراسة وهو جزء من السياحة العلاجية والدراسية ايضا. وقال ان هذا المعرض مهم للتعريف بما تملكه المؤسسات الطبية وايضا السلطنة من فنادق وخدمات متعددة ونأمل ان يتوسع المعرض في السنوات المقبلة.