جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
نجلاء الرحبية | ساد الصمت وعم الهدوء وتناثرت صفحات الرثاء وأُجهشت الأعين بالبكاء، فالقلب مفجوعٌ موجوع، فإنه رحيلٌ وفقدانٌ لم نرجوه يوما. أبانا، سيدنا ومولانا، يا قرة العين، رحمة الله تغشاك وجنة الفردوس سكناك، إنما هو قضاء الله وأمره، إنا لله وإنا إليه راجعون. فراقك علينا عصيبٌ ولين بهين، فكنت لنا الوالد الفقيه، القائد الحكيم، الحاكم الصامد، الباني للنهضة العمانية، ففي الثالث والعشرون من يوليو 1970 توليت الحكم فوعدت شعبك بأن تجعلهم سعداء لمستقبل أفضل ووعدتهم بأن الفجر سيشرق على عُمان وبأنك ستعمل على ذلك بأسرع ما يمكن، فكان وعدك حقا، فصعدت بالوطن بحكمتك وحُسن تدبيرك وتعاملك النبيه مع أبناء شعبك والشعوب الأخرى، دعوتنا بأن نسعى معاً إلى السلام ورسمت لنا الدروب التعليمية والتثقيفية والسلوكية التي أمرتنا بأن نسلكها لتحمُل مسؤوليات المستقبل.
سعيت بكل حب وإخلاص للتغيير وللصعود بالمنجزات فبفضلٍ من الله ثم بفضلك أُنشئت المدارس، وأُقيمت المستشفيات، وبُنيت المؤسسات وعُمِرَ الوطن، وحرصت كل الحرص على إسعاد أبناء شعبك وتوجيههم التوجه العامر بالخيرات والوافر بالسكينة والتواضع والتصالح والكرم والخلق العالي الرفيع. لتصبح عُمان أرض السلام والأمن والأمان، وعِشقاً أبدياً لمن عرفها وعرف شعبها وعرف قائدها ومؤسسها وبانيها.
خمسون عاماً مسيرةٌ ذات إنجازات أُنجزت بفطنة حاكمٍ حباه الله بالحكمة التي شهدت لها كل روحٍ قد سكنت هذا الوطن العزيز، وشهدت لها الدول الأخرى. فالأدوار التي صعدت بنا قد غُرست وحُرِثت بكل إخلاص لتعطي انتاجاً يثني عليه الجميع، فلك الثناء الخالص مولاي لما سعيت لأجله وحققته على أرض هذا الوطن الغالي وما قدمته للدول الصديقة، وبإذن الله للمسير مكملين وبمن أوصيت مستبشرين.
نسأل الله أن يبعث الصبر والسلوان لقلوبنا المحزونة، ولوالدنا وفقيدنا، جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد، طيب الله ثراه، أن يتغمده برحمته ويسكنه الفردوس الأعلى فلِله ما أخذ وله ما أعطى وكل شىء عنده بأجل مسمى ولروحك السلام يا رجل السلام، ونرجو المولى عز وجل بأن يعين جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم، حفظه الله ورعاه، على حمل الأمانة وأن يكون كافلًا لهذا الوطن الذي تيتم بفقدان الوالد الفقيد السلطان قابوس بن سعيد، وأن يجعله خير خلف للوطن الغالي عُمان وللشعب الذي قد بايعه بكل صدق وإخلاص على الولاء والطاعة.
