حمدان بن علي البادي | أحاول أن أستحضر كل ما قيل من كلمات الفقد والرثاء لعلي أواسي بها نفسي، لكن ما قيل لا يلامس القلب ولا يطفىء وجعه، حتى الكلمات استعصت على التشكيل لتنطق بما وقر في القلب فغيابك يا مولاي وسيدي المعظم مؤلم وعزاؤنا إنك مع الرحمن الرحيم حي باقِ في قلوبنا تنير لنا الدرب التي نسير عليها بعد أن رسمت معالمها بدقة لا يمكن أن نَضِل أو نُضَـل من بعدك فنحن أبناؤك ولدنا ونشأنا ورعايتك تحفنا وعلى عهدك ونهجك ماضون.
بحكمتك يا مولاي أصبحت عُمان تعانق العالم حكمة وسلام وأمن واستقرار وقبلة العالم التي يشدون رحالهم إلى موطنها لينعمون بدفئها وسلامها ويعيشون الحداثة والهوية المتفردة ويقتفون أثر الحضارة التي مرت من هنا ليعودوا إلى بلدانهم محمّلين بقصص يروونها لأصدقائهم وتفاصيل أنتَ وقودها بعد أن أفنيتَ عمرك في صناعة الإنسان وطوعت السهول والجبال والبحر لبناء نهضة عُمان الحديثة محافظاً على هوية المكان وأصالته بعد أن بسطت يدك للجميع وغدت بفضلك عُمان وجهة العالم وقبلة السلام.
اسمك يامولاي جواز عبور وتأشيرة سلام تسبقنا في بلدان العالم نمشي مرفوعي الهامة فنحن من بلاد قابوس المعظم الذي مد جسور السلام والمحبة والوئام بين شعوب العالم فأنت سلطان القلوب وقبس من نور لا يمكن أن ينطفي أسمك ورسمك وذكرك فأنت مع العليين الذين خلدهم التاريخ وبقى أسمهم وذكرهم شاهدا على مر التاريخ.
لتنعم روحك الطاهرة في الجنة بالسلام فنحن على العهد باقين نستلهم من أقوالك وأعمالك القوة والعزيمة لنواصل المسير خلف من أستوصيته بنا خيرا، جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم، حفظه الله ورعاه، مجديدين له العهد والولاء معاهدين الله أن نواصل المسير تحت قيادته على نهجك وشرعك نحو عُمان التي نريد.
اللهم إنّا نسألك نعيماً سرمدياً لوالدنا الحبيب وسلطاننا العادل، اللهم إنّا نستودعك روحه الطاهرة فأجعله من الضاحكين المستبشرين بروح وريحان وجنة نعيم.