زوايا | قابوس قصة وطن لن تأفل

د. رجب بن علي العويسي | خمسة عقود ذهبية من التطور والتقدم، حكت قصة أمة عظيمة كان لها في التأريخ شأنا وحضارة، وفي الساحة الدولية حضورا مؤثرا، وشعب كافح من أجل إعادة أمجاده، منجزات في صورة معجزات شهدتها أرض عُمان جعلت منها مفخرة كل عماني والعالم أجمع وحسن تقديره لها.  فقد بناها جلالة السلطان قابوس، طيب الله ثراه، على أسس راسخة من التخطيط السليم والفكر الحكيم والقيم الأصيلة وعالمية التوجه آخذة بتراث الأجداد، وعمل على صناعة الإنسان العماني القادر على امتلاك أدوات الحاضر والمستقبل والتفاعل مع تحدياتهما واستشراف مستجداتهما والتعامل الواعي مع متغيراتهما بروح وقادة وعزيمة نافذة وفكر واثق.

خمسة عقود مضت، شكلت قصة نجاح ومنظومة من العمل والكفاح، في عالم تلاطمت فيه التحديات وزادت فيه الانتكاسات، لترسم الحكمة القابوسية مسار العمل وسير الخطط وتحدد خريطة التوجه ومستقبله، في نهج متفرد نأى بعمان عن كل المخاطر والفتن، وأعطت الإنسان العماني القوة والفرصة ليكتشف سر الانجاز والإنتاج، في سهر القائد الذي وجد في عمان صحته وعافيته وحياته وموته فلا يشغله عن عمان وأهلها أي شيء؛ فأفنى شبابه وصحته وعافيته ومرض وعانى وهو يخدم عمان قلبا وقالبا؛ كأروع ما يكون نماذج واقعية، وتجارب عملية، وعمل متصل دؤوب، وأدوات مبتكره وشراكة واقعية، وممارسة شورية أصيلة، وتواصل دولي حضاري متوازن، وعمل وطني متكامل، وسياسة خارجية قائمة على ثبات المبادئ ومصداقية الثوابت، قواعد راسخة من العمل الجاد المثمر في بناء دولة المؤسسات والقانون.

إن واقع الإنجازات الميمونة الخالدة في ذاكرة التاريخ لتعبر عن ذاتها وتفصح عما بداخلها، فلا تحتاج لتبيان وكل شيء فيها يسعى إلى استقرار، فلقد بدأت نهضة عمان من الصفر وها هو اليوم يودعها أرقاماً يصعب حصرها يفخر بها كل عماني تعاون مع قيادته حتى أصبحت عُمان ملء السمع والبصر وحضن وحصن المواطن العماني وكل من يعيش فيها أو يزورها، فإن الذي تحقق على الأرض العمانية أقوى وأعلى صوتا من أي أقوال، وأن الذي أُنجز أروع وأصدق من أي كلام.

وها هي الخمسون عاما تنهي حججها، ويأخذ ريب المنون من شيد أركان الدولة، وأسس معالمها وصاغ رؤيتها ورسم خارطة نجاحها، مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، معاهدين الله عز وجل أن نسير على نهجه، وأن نحفظ وده، وأن نصون عهده، ونحافظ على ما أنجز وزيادة، فسلام سلاما لك سيد عمان في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*