إستطلاع: حمدان بن علي البادي | حصن بيت المراح بولاية ينقل يعود إلى فترة حكم النباهنة كأحد الحصون التي لعبت دوراً مهما في التاريخ العماني كمركز حكم مستقل وذلك منذ أكثر من 700 سنة كما تشير المصادر وحتى عهد قريب قبل أن تتسلمه وزارة التراث والثقافة للترميم والصيانة .
حصن بين المراح يقع تحت ظلال جبل الحوراء هذا الجبل الدي يقف شامخا وشاهدا لكل ما يدور داخل أسوار الحصن بأحداثه ومداولاته حيث يقع في أول البلاد في مركز الولاية كنقطة بداية لأمتداد النخل الباسقات يقف شامخا على ضفاف وادي ينقل الذي تصب فيه أغلب أودية الولاية .
“حصن بيت المراح” يشكل نقطة ألتقاء لأربع وجهات رئيسية للقادمين من داخل عمان عن طريق عبري أو للقادمين من ساحل الباطنة عن طريق صحار وصحم أو للقادمين عن طريق الوادي من ولاية ضنك أو للقادمين من الشمال وتحديدا من البريمي عن طريق وادي الفتح كل الطرق من وإلى الولاية امتدادها يقود إلى ” حصن بيت المراح ” مركز الحكم المحلي المستقل وكموقع استراتيجي في السنوات الماضية، وواحد من المعاقل العمانية التي وقفت سدا منيعاً في وجه الطامعين وهجماتهم المرتدة للتوغل إلى داخل عمان.
ابراج سبعة
حين يعتلى الزائز أحد أبراج الحصن السبعة التي تحمل مسميات” البومة والعين والصباح والبصره والمراح والمهبة وبرج الكبسة “، يمد بصره إلى الواحات الزراعية التي تحيط بالحصن، وقد يسأل نفسه عن القدر الذي رمى بهذا الحصن في هذه البقعة القصية من أرض عمان، حيث تطوق الجبال جهاته الأربع والتي يشترك معها في اللون والشموخ والعلو في لوحة رائعة يكسر تماثلها اللون الأخضر المتكون بفعل الواحات الزراعية .
يستقبل الحصن زواره بشكل يومي مع وجود بعض الموظفين الذين يأخذونك في جولة سياحية بين بيوت الحصن الأربعة وهي البيت العود مقر الشيخ وبه غرفة المنيظيرة والبيت الشرقي وبيت المراح وبيت البصرة وابراجة السبعة وجدرانة بممراتها التي توصل بين أطراف الحصن وفلج المحيدث والعين وايضا بئرين لتأمين الماء للحصن .
المرشد السياحي هلال بن سعيد القتبي الذي رافقنا في رحلة استكشاف الحصن بدأ حديثه قائلا: حتى وقت قريب كان الحصن مأهولا بالحياة اليومية لوجود الشيخ والقاضي والوالي به وقربه من سوق الولاية القديم وسبلة الزامة قبل أن تتسلمه وزارة التراث والثقافة للترميم والصيانة خلال الفترة الزمنية من 2002 حتى عام 2006 وإعادة افتتاحه امام الزوار من جديد، وهناك خطة لتتولى وزارة السياحة إدارته وتهيئة باللوحات الإرشادية والخرائط التي توضح تفاصيل الحياة التي كانت في السنوات الماضية.
نشاط تجاري
خلال تجوالنا نلاحظ تلك السدرة العملاقة التي تتوسط الحصن، فيشيرهلال بيده للمكان الذي كان ساحة لمن مروا من هنا بنشاطهم اليومي ومعبر قوافلهم والقادمين من أقصى الاطراف يتحركون، يبيعون ويشترون، وأخرون مقيدين يقودهم العسكر إلى مركز التوقيف المؤقت للمشاكل الصغيرة أو إلى سجن الطامورة الكفيل بجعل السكان محترسين من مخالفة القوانين المتعارف عليها أو أن يشكو بهم الاخرين . نقف على الكثير من التفاصيل والحكايات التي تتوزع على البيوت الأربعة المكونة للحصن وغرفتي المنيظيرة والحوقاني والابراج التي تقف كأعمدة في زوايا الحصن ودعائم تؤكد رسوخه وبقائه.
في طريق العودة إلى الخارج يأخذنا هلال القتبي إلى مسجد بيت المراح بأقواسة المتعدده ومساحته الصغيرة يحكي لنا عن الدور الذي قام به المسجد ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم في غرفة البرادة الملحقة بالمسجد. مشيرا إلى الأقواس وجدران المسجد والكتابات التاريخية التي عليه كصحائف للتدوين والتوثيق عن الاحداث والمشايخ الذين كانو هنا.
يذكر أن الحصن القائم اليوم تشكل عبر السنين بمرافقه المختلفة والدور الذي بذلته وزارة التراث والثقافة في إعادة وتأهيلة وصيانتة وترميم ما تداعى منه ثم تقبيته بالحصى وازالة الاستحداثات، مما ساهم في أن يكون احد الوجهات السياحية في السلطنة التي تستحق الزيارة ، وأن الاحاديث العابرة من كبار السن الذين تجدهم بجانب سبلة الزامة أمام الحصن اثناء ممارسة حياتهم اليومية يثري تجربة الزوار بمجموعة من القصص والحكايات التي قيلت عن الحصن وأحداثه ودوره في كتابة التاريخ للكثير من الآحداث.