المصنعة- وجهات | تبعد ولاية المصنعة عن العاصمة مسقط بحوالي 120 كيلو مترا، من جهة الغرب، وقرابة 120 كيلومترا أيضا عن صحار، من جهة الشرق، كانت عقارب الساعة تشير الى الرابعة عصرا.
مجموعة من الشباب جاؤوا لممارسة كرة القدم على الشاطئ، بينما يهرول اخرون مجموعات وفرادى.
المشي على الشاطئ له فوائد عديدة خاصة حافي القدمين، كيف لا وعمان تمتد شواطئها على امتداد طولي 3 الاف كيلو متر. لذلك ترى العديد يحرص على المجيء الى الشاطىء لممارسة الرياضة.
استعداد
كانت قوارب الصيد على شاطئ مدينة العويد، في اصطفاف جميل، بمواجهة البحر، لتؤكد استعدادها لرحلة صيد، فيما كان صيادون يقومون باصلاح شباكهم، منظر يعيدنا للوراء بعد سنوات افتقدنا لرؤية هكذا صورة.
ما هي الا لحظات حتى بدأ الصيادين بدفع قواربهم الى البحر، يتشارك هنا في العمل الكبير والصغير، الاب والابناء، بل الاسرة جميعها حتى النساء تساهم في دفع القارب، او حمل ال “لواسي / لوسية” وهي الواح تساعد القارب على الانسابية في اثناء الجر، وتوضع تحت القارب خلال عملية دفعه من على السيفة الى البحر.
بينما تقوم مركبات بدفع القارب الى البحر في حال عدم وجود مساعدين لعملية الدفع. المنظر كان جميلا، خاصة وقت العصر، هي اذن رحلة صيد مسائية، كانت اكثر من عشرين قاربا تتهيأ لرحلة الصيد، الملفت ان اغلب من على تلك القوارب شباب لا يتجاوز عمر الواحد منهم 25 عاما، وهو شيء مفرح جدا ان ترى الشباب العماني يمارس ركوب البحر وامتهان صيد السمك كحرفة.
بجانب كل ذلك، كانت رمال البحر تتشكل وكأنها لوحات فنية رسمها فنان تشكيلي، رسومات رائعة خلفتها امواج البحر على ذلك الشاطىء، بعد حالة جزر شهدها البحر في ذلك اليوم.
بينما كانت طيور البحر تغرد الحانها عبر زقزقات جميلة، تقارع الحان بيتهوفن وموتسارت، مع هدير موج البحر الهادئة، والتي تتواصل بانسيابية رقراقة، تسعى تلك الطيور لالتقاط سمكة او جزء من بقايا سمك، تنبش هناك وهناك، وتحلق احيانا بحثا عن صيد تغوص من اجله الى البحر لالتقاط صيدها.
حكايات
هناك حكايات كثيرة يمكن ان يسردها البحارة وهم جالسين يناظرون زرقة البحر التي تغري، وكأنها تدفعه للتحدي لرحلة صيد.
كان الوقت باردا نوعا ما، مع نسمات هواء عليل يدفع لممارسة رياضة المشي، ورؤية مشهد البحارة وهم يمارسون حرفتهم التي يقتاتون منها عيشهم كمصدر دخل اساسي لهم ولافراد عائلاتهم.
بجانب مدينة العويد، تقع مدينة المصنعة الرياضية، حيث فندق الملينيوم، الذي يعد إضافة لقطاع السياحة، بوجوده تتدفق الافواج السياحية الى المصنعة التي باتت على قائمة المواقع الالكترونية للفنادق التي تروج للفنادق العالمية، ترى زوار من الكويت والامارات وفي كثير من الاحيان من دول اوروبا.
هدوء المكان يجذب السياح مع وجود مارينا للقوارب واليخوت، وممارسة هواية الابحار الشراعي التي توفرها “عمان للابحار” لتعليم الأطفال.
مع غروب الشمس يبدأ الجميع في مغادرة المكان لكن تبقى قناديل مراكب الصيادين مولعة من بعيد وهدير محركات القوارب يتردد صداها.