50 ألف سائح فرنسي زاروا السلطنة في عام 2014
مسقط-وجهات | أشاد عدد من ممثلي كبريات شركات ووكلاء السفر والسياحة في فرنسا بثراء المقومات السياحية والتنوع البيئي وروح الاصالة لتي تتمتع بها السلطنة . وأشاروا إلى انها تحتاج الى المزيد من الترويج والتعريف بها اكثر لما تتمتع به من خصوصية تميزها عن كثير من بلدان العالم .. وطالبوا العمانيين بالحفاظ على خصوصية بلادهم وطبيعتها الخلابة وطرازها المعماري.
حيث استضافت وزارة السياحة خلال الفترة من 30 يناير وحتى 3 فبراير وفدا من مسؤولي وممثلي عدد من أهم وأبرز شركات السفر والسياحة العاملة في السوق السياحية الفرنسية وذلك في إطار زيارة رسمية تتضمن تنظيم عدد من العروض المرئية الترويجية وحلقات العمل التعريفية واللقاءات الثنائية المشتركة بين ممثلي شركات السفر والسياحة الفرنسية مع نظرائهم في السوق السياحية العمانية .
وقال اعضاء في الوفد المكون من 60 شخصا من اصحاب ومديري كبرى شركات السياحة في فرنسا والذي قام بزيارة للسلطنة انهم فوجئوا بمستوى النظام والامن وحجم البنية الاساسية والتنوع البيئي والعراقة والاصالة وكرم الضيافة التي يتمتع بها الشعب العماني ، اضافة الى الفنادق والمنتجعات الفخمة وحرص وزارة السياحة على تشجيع السياحة المسؤولة ..
واشاروا الى ان السلطنة لا يأتيها الا السائح المثقف ذو الدخل المرتفع وقد بدأت هذه النوعية من السياح تاتي بالفعل حيث بلغ عدد السياح الفرنسيين الذين قدموا الى السلطنة في السياحة العام الماضي حوالي 50 الف سائح بدلا من حوالي الفي سائح قبل انشاء مكتب سياحي للسلطنة في باريس وقالوا ان الدعاية مهمة وضرورية لرفع معدلات السياح القادمين من فرنسا.. واشاروا الى ان هناك نحو 120 شركة في فرنسا حاليا تبرمج رحلات الى السلطنة كما ان الفرص ستتضاعف عندما يسير الطيران العماني رحلات يومية الى من والى باريس بدلا من 4 رحلات اسبوعية حاليا.
مقومات مبهرة
في البداية تقول رانيا خضر مديرة مكتب التمثيل السياحي الخارجي التابع لوزارة السياحة في باريس : ان الوفد الذي يضم 60 فرنسيا يمثلون كبريات مكاتب وشركات ووكلاء السفر في فرنسا اضافة الى اعلاميين وسينمائيين متخصصين في السياحة وقد جاءوا هنا للاطلاع والتعرف على المنتج السياحي العماني وما تزخر به البلاد من مقومات مبهرة.. اضافة الى عرض مرئيات وورش عمل ولقاءات مع نظرائهم العمانيين. برنامج الاستضافة والزيارة لوفد شركات السفر والسياحة الفرنسية يأتي بتنظيم وتنسيق مشترك بين وزارة السياحة ممثلة في المديرية العامة للترويج السياحي ومكتب التمثيل السياحي الخارجي التابع للوزارة في باريس بالاشتراك مع الطيران العماني الناقل الوطني ومنتجع شنغريلا بر الجصة وماجيك آرابيا للسفر والسياحة.
تنوع بيئي
وتشير رانيا خضر الى ان اعضاء الوفد الذي اطلق على زيارته ” كونكت 2015″ قد دهشوا بما شاهدوه من تنوع بيئي ومناخي ومنتجات سياحية تعبر عن الاصالة والعراقة اضافة الى دفء مشاعر العمانيين وترحيبهم وحسن الضيافة.. فلقد زرنا العديد من الاماكن السياحية والمدن منها جامع السلطان قابوس الأكبر في بوشر ودار الاوبرا السلطانية وقصر العلم حيث الفخامة والرقي وكذلك مسقط ومطرح وبيت الزبير، اضافة الى مدينة نزوى عاصمة الثقافة الاسلامية، كما استمتع الجميع في احضان رمال الشرقية الذهبية، الكل منبهر بأن هناك اماكن في الشرق بهذا السحر والجمال، خاصة ان معظم اعضاء الوفد يزورون السلطنة لاول مرة.
وتضيف رانيا: عندما انشئ مكتبنا السياحي في باريس في عام 2002 لم يكن عدد السياح الفرنسيين الذين يصلون الى السلطنة يتجاوز 2.165 سائح سنويا وفي عام 2013 ارتفع هذا العدد الى 47 الف سائح اما عام 2014 فقد بلغ عدد السياح الذين قدموا الى السلطنة من فرنسا 50 الف سائح وهذا رقم جيد خاصة وان السوق الفرنسية تتصف بانها سوق صعبة ويفضل معظم الفرنسيين قضاء الاجازة في بلدهم التي يفد اليها سنويا ملايين السياح.
وقالت رانيا في فرنسا حاليا 120 شركة تبرمج رحلات سياحية الى السلطنة بدلا من 12 شركة فقط في عام 2002.. واشادت رانيا بدور الطيران العماني في تنشيط السياحة العمانية بافتتاحه العديد من الوجهات الجديدة في اوربا ، وقد وعدونا ان يسيروا قريبا رحلة يوميا الى فرنسا بدلا من 4 رحلات في الاسبوع ..
واوضحت أنهم في مكتب السفر بباريس يعملون على جعل النظرة الى عمان نظرة راقية فهي بلد ذو تراث وحضارة ويحافظ على البيئة وتكثر به المعالم السياحية واماكن الاقامة المريحة .. وحول انطباع الوفد الفرنسي بعد الزيارة تقول رانيا خضر ان 80% من اعضاء الوفد قالوا ان عمان تتمتع بروح الاصالة وكانت اراءهم ايجابية للغاية .
نبذة
تقول رانيا خضر قمنا بداية بمخاطبة أكثر من 600 شركة سفر وسياحة متخصصة في السوق السياحية الفرنسية ومن ثم تم تصفيتها بمنهجية باستخدام برنامج “إي ليرنينغ” وصولا إلى العدد المطلوب حيث قمنا بتنسيق وتنظيم برنامج الزيارة “كونيكت 2015″ والذي هو نفسه كمسمى دليل على رغبتنا في التواصل مع السوق السياحية الفرنسية والترويج للمنتج السياحي العماني ذي الجودة العالية والمكون البيئي والحضاري والثقافي الأصيل عن قرب حيث أن أعضاء هذا الوفد البالغ عددهم 60 فردا هم من أصحاب القرار والسلطة وبالتالي نحن نتأمل تحقيق الكثير من النتائج التي نطمح إليها.
السائح موفور الدخل
ويرى جون ليك وهو مدير شركة السياحة الفرنسية أرمني فيوياج: ان السلطنة لا تحتاج لأي سائح وانما فقط السائح المثقف موفور الدخل . فهي ليست سوقا سياحية رخيصة يمكنك قضاء اجازتك فيه بمبلغ 400 يورو، لذا فهو يحتاج كسوق سياحي الى مزيد من الترويج والتعريف به وبتنوعه البيئي والسياحي المذهل، عمان لا يقدم ناطحات السحاب كمنتج سياحي ولكنه يقدم الحياة في احضان الطبيعة. ويستطرق جون ليك قائلا وهو يبتسم : عمان بلد عندما شاهدناه في الواقع وعلى الطبيعة اكتشفنا انه لا يوجد سوى في حكايات ألف ليلة وليلة.
حافظوا
ويقول إنريك بودي المدير التجاري لجريدة ” كوتي ديا توريزم” الفرنسية المتخصصة في مجال السياحة ووكلاء السفر. جمال عمان في الطبيعة وهي بلد خاص ليس له شبيه واطالب الشعب العماني بالحفاظ على هذه الخصوصية، هذه اول زيارة لي ولن تكون الاخيرة فأنا بعد 24 ساعة من وصولي اليها .. قررت العودة لعمان مرة اخرى لكي تشاهد زوجتي واولادي ما شاهدته في هذا البلد الرائع وسأصحبهم في زيارة عند اقرب فرصة.
بلد رائع
أما ليديا ميلي رئيسة شركة كوني للسياحة بفرنسا فتقول، ان ضمن الوفد الفرنسي يوجد ممثلين لافضل 10 شركات تبيع تذاكر سفر للسياحة في فرنسا، هم الاكثر مبيعا في العالم.. وهذا البلد الرائع يحتاج ان يعرفه السائح جيدا وهذا يستلزم مزيدا من الدعاية الترويجية للتعريف به ، فانا لا شك سعيدة للغاية كوني هنا في عمان. ففي عمان كل ما يحتاجه الاوربي وخاصة الفرنسيين من بحر وشمس وجبل وصحراء وفنادق فاخرة.
ويرى جون فيليب سيرانو وهو منتج ومخرج سينمائي متخصص في السياحة والتصوير تحت الماء : لو أتيحت لي الفرصة لعملت فيلما وثائقيا عن هذا البلد ينطلق من بحره الساحر وما تحتوي عليه الاعماق من تنوع وثراء بحري ويحكي عن الناس وتعايشهم وثقافتهم وتراثهم.
انبهار
ويقول بطرس بلوينت منظم الفعالية بأن الوفد يضم 60 مشاركا منهم 40 يمثلون وكالات السفر و السياحة في فرنسا جاءوا للاطلاع على المقومات السياحية في السلطنة و تسويقها في فرنسا ، مشيرا أن الوفد منبهر بماشاهده من معالم سياحية ومقومات تزخر بها السلطنة تتناسب مع الفرنسين الذين يبحثون عن التنوع في البيئات السياحية و تعددها بين صحراوية و جبلية و سهول و شواطئ ، موضحا بأن كل هذه الميزات متوفرة في السلطنة.
واضاف أن الوفد اطلع أيضا على التسهيلات السياحية المتوفرة من الجهات المختصة لجذب السياح وهي جيدة تحتاج إلى زيادة التعريف بها و الترويج لها ، وأكد انه سيعمل مع زملائه للترويج للمقومات السياحية لدى الجمهور الفرنسي الذي يسعى إلى التعرف على السلطنة. وقال: أنصح بالحفاظ على هذه المكتسبات والمقومات من خلال تقنين السياح بحيث لا تستغل هذه الإمكانيات السياحية بشكل تؤثر عليها سلبا.
بشاشة
وأشار جون مايكل مدير عام الرحلة بأن دوره تمثل في اختيار الوكالات السياحية الفرنسية الفعالة وذات الأهمية في السوق الفرنسي الذي يعج بالوكالات السياحية كغيره من الأسواق . وأجرى اتصالات عديدة لاختيار أفضل الوكالات من حيث عالميتها وشهرتها في فرنسا ، والقيمة المضافة التي ستقدمها بعد العودة في جلب السياح للسلطنة.
وقال : أنا مبهور لمستوى الاستقبال والبشاشة لدى الشعب العماني والترحيب والاحترام الذي يعكس ثقافة الشعب وحبه للغير، موضحا بأن هذه ميزة كبيرة للسياحة، فالسائح يزور الشعوب ويخرج بالانطباع الإيجابي عن الشعب قبل الدولة.
وطن ثان
وقال جوليان كولت مدير مبيعات مقيم في باريس يعمل لصالح منتجع شنغريلا للترويج للسياحة في السوق الفرنسي، بأنه سبق وأمضى 6 سنوات في السلطنة واصبح يشعر بأنها وطنه الثاني وتسكن في وجدانه لما تتميز به من مزايا لا تتوفر في الكثير من الدول فهي بلد ذو حضارة و شعبها يرحب بالضيوف و بشوش للغاية ويولد لدى الزائر انطباعا إيجابيا، وحول طبيعة عمله قال ، انه يعمل في السوق الفرنسي لجذب السياح للمنتجع و تعريفهم بالسياحة في السلطنة، وأشار إلى أن هناك تجاوب من السياح الفرنسين وسوف تزداد الأعداد في المستقبل بفضل الجهود التي تبذل على العديد من المستويات.
واوضح أن الوفد السياحي يشعر بالارتياح جدا لما شاهده من تحضر وتاريخ عريق و نوع البيئات السياحية في السلطنة ، وخرج بانطباع إيجابي سوف يسهم بلا شك في زيادة الأفواج السياحية.
تنوع بيئي
وقالت سندلارا من شركة توماس كوك للسياحة العالمية ، أن السلطنة جميلة جدا و بها تنوع في البيئات السياحية كالسياحة البحرية و الغوص والصحراء و المدن الداخلية وغيرها من معالم يتطلع لها السياح الفرنسين ، وتعهدت بانها سوف تنقل كل ذلك لعملاءها في شركة توماس كوك السياحية و تجتذب السياح إلى السلطنة من خلال التعريف بمقوماتها و ما تزخر به.
برنامج
حيث تطمح وزارة السياحة من خلال برنامج الزيارة والفعاليات التي أطلق عليها “كونيكت 2015” إلى تحقيق العديد من الأهداف الترويجية المطلوبة سواء من خلال مواصلة الجهود الرامية لاستقطاب المزيد من الأفواج السياحية الفرنسية التي تدعم خطط السياحة المسؤولة والمستدامة التي تنتهجها الوزارة أو من خلال تشجيع مثل هذه الأسواق السياحية الكبرى على الاستثمار في مختلف المجالات المرتبطة بصناعة السياحة العالمية التي تتلائم مع ثقافة ومقومات هذا الجزء الهام من منطقة الشرق الأوسط. ويأتي تنظيم برنامج الزيارة “كونيكت 2015” ضمن خطة العمل الترويجية التي تشرف على تنفيذها المديرية العامة للترويج السياحي بوزارة السياحة.