السوادي- عبدالله بن علي البلوشي /
بعيدا عن مسقط بـ 80 كليومترا فقط، تسكن الأمواج بوداعة على ضفاف الرمال بمنطقة شاطئ السوادي. هذا الشاطئ الذي استحوذ على ألباب الكثيرين له من سحر المكان ما يشد النفس للارتماء على رماله الذهبية الصافية ومعانقة أمواجه الحانية والتطلع للذهاب في رحلة الى احد جزره السبع الصامدة وسط بحر عمان، والتي يزخر بها الشاطئ والتي من بينها جزيرة الديمانيات المعلنة كمحمية طبيعية تستقطب الطيور للتكاثر وبناء اعشاشها في فترات مختلفة من العام.
وبين زرقة المياه والرمال الذهبية يستفيد الكثير من السياح في قضاء اجازاتهم في هدوء هذا المكان الفسيح بعيدا عن ضوضاء المدن وصخب الحياة الحديثة والاستمتاع بمغيب الشمس وسط نفحات نسيم سهل الباطنة وبحر عمان.
شاطئ السوداي في ولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة يمكن الوصول إليه بطريقين للقادمين من محافظات الداخلية ومسقط والشرقية من شارع السلطان قابوس دخولا الى ولاية بركاء او الدخول من خلال الشارع السريع الذي يؤدي في نهايته أيضا الى ولاية بركاء وهو المكان المقصود.
ويتمتع المكان بوجود أحد الفنادق الخاصة الذي يمكن حجز غرفة مسبقا نظرا لمحدودية الغرف واتساع المكان أو تجربة التخييم للمبيت على رماله الذهبية والاستمتاع بتجربة حياة بسيطة دون وجود تعقيدات الحياة العصرية.
وقد اكتسب شاطئ السوادي شهرة سياحية بين الزوار من داخل السلطنة وخارجها خاصة في أوقات الاجازات الصيفية و المناسبات حيث يعج المكان بالزوار من كل مكان الذين يأتون إليه ليستمتعوا بنعومة الرمل وهدوء الموج وجمال مشهد الجزر المتقاربة .
وجزر الشاطئ ذي طبيعية بكر تبدو من بعيد أشبه برؤوس الجبال كما أن الطقس المعتدل المتلطف بنسيم جبال الباطنة يشجع على ممارسة هواية التصوير الفوتوغرافي والتقاط مشاهد الشاطئ الرملي والجزر مع أقتران ذلك بمغيب الشمس ما يولد أنعكاسا لضوء الشمس الحاني مع زرقة مياه الشاطئ.
يمتد الشاطئ لمسافة طويلة جدا ويمكن رؤية الجزر القريبة من الشاطئ وان كنت من هواة معرفة اسرار هذه الجزر يمكنك استأجار أحدى القوارب المتوفره في المنطقة والاتفاق اذا ما كنت ترغب في قضاء اليوم بأكمله او أخذ جولة حول هذه الجزر فقط .
يجاور شاطئ السوادي من المنطقة الشرقية مشروع المدينة الزرقاء أحد المشاريع السياحية الطموحة التي ينتظر أن تسهم في رفد القطاع السياحي بنموذج المجمعات السياحية المتكاملة والتي تستفيد هي الأخرى من توفر جماليات محيطة بوجود شاطئ السوادي بالقرب منها.
وبرغم وجود الشاطئ كاحد المتنفسات السياحية لزوار العاصمة العمانية وأيضا يستقطب السياحة الداخلية من المحافظات القريبة ، الا ان العديد من الخدمات الضرورية لا تزال تنقص المكان لاكتمال المفهوم الخدمي كموقع سياحي جاذب للسياح..
اراء
“وجهات” التقت عددا من السياح والمشتغلين على القوارب التي توفر الرحلات وبعض المتابعين والقاصدين للموقع للاطلاع على ما هي المقترحات والخدمات التي يقدمها الموقع أو يمكن أن تساهم في تطويره.
ذكر مالك بن علي السيابي ان الموقع غاية في الجمال بخاصة في الفترات الشتوية نظرا لأن الموقع في الأساس يفتقر الى الأماكن المظللة او الأشجار التي يمكن أن تقى السائح حر الصيف لذلك أغلب السياحة في المكان تقتصر على الفترات الشتوية وأيضا في الفترات المسائية طوال العام نظرا لقرب غروب الشمس واعتدال الطقس وأنخفاض درجات الحرارة..
اما اسامة بن صالح البلوشي فيعتبر ان الخدمات في الموقع لا تزال ناقصة او بالاحرى لم تُحدث منذ فترة زمنية طويلة ومع جهود البلدية في إبقاء المكان نظيفا طوال أيام العام، الا أن المكان لا يزال ينقصه الاستفادة القصوى من مقوماته وزيادة عدد السياح من خلال زيادة المناشط المتواجدة فيه مثل زيادة ألعاب الأطفال او حتى بناء حديقة مائية بالقرب منه او توفير مطاعم متخصصة وزيادة الأماكن المظللة حتى يستفيد السائح في قضاء يوم متكامل في هذا المكان الجميل..
رصيف بحري
خميس الحكماني احد المشتغلين على القوارب ذكر ان توافد السياح لهذا المكان جيد بخاصة في فترات العطل والإجازات الرسمية ومن قبل العديد من الجنسيات ولا يقتصر ارتياد المكان على العمانيين فقط ، ولكن وكمشتغل في هذا المكان ما ينقصه هو توفير رصيف بحري نستطيع نحن كمقدمي هذه الخدمة من إيقاف قواربنا وزيادة مداخيل الرحلات من خلال زيادة المرتادين ومستخدمي هذه القوارب والذي يمكن ان توفره هذه الأرصفة.
وأيضا اردف زميل خميس في المهنة محمد الحراصي بدعوته الجهات المختصة بضرورة ان تدعم المشتغلين في هذا الجانب من خلال توفير قوارب مهيئة ومجهزة للنزهات البحرية كما يجب ان يكون هناك المزيد من وسائل الحماية للركاب فالمشتغلين هنا لا يملكون الامكانيات مع قلة السياح طوال أيام السنة والوضع في المكان بهذه الطريقة ، فهذه الجهات يجب ان تعمل بالتوازي من خلال زيادة العوامل التي تساعد على استقطاب السياح وتوفير الخدمات للمشتغلين في المنطقة ..
ممشى للسياح
وقال سعيد بن جمعة الحراصي : ان المكان ينقصه ممشي مجهز ، فالشاطئ واسع وطويل ومرتادي الشاطئ كثر بخاصة الرياضيين منهم او السياح الذين يرغبون في المشي قرب الشاطئ والتنزه في الوقت نفسه شريطة ان يكون الممشى مجهز بأنواع مختلفة من الأشجار والزهور حتى يكون ذا منظر جمالي يخلب العقول بالقرب من الشاطئ الجميل وزرقته وهذه الرمال المميزه.
وتقول حمدة بنت علي الجهورية: ان شاطئ السوادي أحد المتنفسات للعوائل التي تقطن قرب المنطقة نظرا لكون المكان جميل وواسع في نفس الوقت لكنها اعتبرت ان العديد من الخدمات ما زالت تنقص المكان كزيادة دورات المياه المجهزة وتوفير أماكن للشوي بالإضافة التي توفير محلات تجارية قريبه يستطيع السائح ان يوفر من خلالها لعائلته ما يرغب وهو في المكان دون ان يضطر لتركه.
كما يؤكد سوريش احد السياح الاسيويين الذين يرتادون شاطئ السوادي، أن المنطقة تحتاج إلى المزيد من الاهتمام وإدخال مضلات شمسية يمكن الجلوس عليها قرب الشاطئ كما هو معمول به في أغلب الدول السياحية . مضيفا ان روعة المكان تفرض نفسها وتجعل من الإنسان يقصد المكان باستمرار بخاصة مع أعتدال الأجواء الصيفية في السلطنة.
وأشار طلال بن مبارك البوسعيدي من محافظة الشرقية الذي يزور شاطئ السوادي الى ان المكان قريب من العاصمة مسقط لكن خدمة القوارب ينقصها بعض الأهتمام كوجود أنواع مختلفة من القوارب بخاصة المغطاة والتي تقى أشعة الشمس، ناهيك عن ضرورة وجود دراجات مائية يمكن تأجيرها بصورة أوسع من الحالي من خلال دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في هذا الجانب، كما يمكن عمل جداول لرحلات الصيد البحري أنطلاقا من الشاطئ وهذا يفترض أن يدعم من الجهات الحكومية المعنية وكل ذلك مردودة على أنتعاش الحركة السياحية سواء في شاطئ السوادي او في مناطق أخرى مشابهة في السلطنة.