روائع عمان الجيولوجية.. تكونات لأكثر من 800 مليون عام

كتاب أصدره 3 مصورين عمانيين بالعربية والإنجليزية والألمانية

مسقط -العمانية | يعد كتاب ” روائع عمان الجيولوجية” الذي دشنته جمعية التصوير الضوئي من خلال حفل اقيم بمقر الجمعية واشتمل على معرض لصور بعض المواقع التي تحدث عنها الكتاب .

وكتاب روائع عمان الجيولوجية هو حصاد اكثر من 3 سنوات من البحث والتقصي حيث تكاتفت جهود الجيولوجيين العمانيين والمصورين الضوئيين لاخراج هذا العمل المميز الذي يهدف الى اثراء المعرفة باجمل الروائع الجيولوجية العمانية وتقريبها للمشاهدين وتشجيعهم على المحافظة عليها وتطويرها اذ انها تشكل جزءا من تراث انساني يعود لأكثر من 800 مليون عام .
استهل الكتاب بمقتطف من خطاب حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم،حفظه الله ورعاه، بمناسبة المؤتمر العالمي للبيئة والتنمية في عام 1992م” ان الحفاظ على البيئة مسؤولية جماعية لا تحدها الحدود السياسية للدول، ثبت ذلك غير مرة، وعليه فإن الإنسان أينما كان، عليه أن يساهم في الحفاظ على البيئة، وأن يتصالح معها، وأن يتعامل معها بعقلانية، وأن يتنبه للمسببات الكثيرة للتلوث، سواء كانت طبيعية أو بيولوجية أو صناعية وكيميائية وفيزيائية . وعلى كثير من الشعوب أن تحد من التكاثر العشوائي، وتحافظ على ماتبقى لها من مرعى ومياه بعيداً عن التصحر والجفاف.. كما ندعو العالم الصناعي الى وقف هذا التزاحم التكنولوجي والتسابق نحوه وان يعمل على تضييق الفجوة الواسعة في الاقتصاد العالمي بينه وبين الدول النامية من اجل الحفاظ على التوازن المطلوب بين التنمية المنشودة والحفاظ على بيئة نقية ” .

جيولوجيا ٢
وفي مقدمة الكتاب تمت الاشارة الى ان التاريخ الجيولوجي للسلطنة يعود لاكثر من 800 مليون عام وبالتالي فانها تستحق ان تلقب بالمتحف الجيولوجي الطبيعي . ويشير الكتاب الى انه عبر هذه السنوات وقعت العديد من الاحداث الجيولوجية كانت السبب وراء تكون مناطق رائعة وعجائب جيولوجية لا يستطيع الزائر لها اخفاء انبهاره بها وبالنسبة للجيولوجيين فان السلطنة تتيح لهم فرصة رائعة و معلما مناسبا لدراسة الظواهر الجيولوجية المبهرة والاقل بروزا في غيرها من البلدان لاسباب مرتبطة بالمناخ الصحراوي و قلة الغطاء النباتي ويتطلب تشكل هذه التكوينات الجيولوجية الخلابة ظروفا استثنائية مكونة لوحات غاية في الروعة والجمال .
ويغطي الكتاب الذي قام باعداده المصور احمد الشكيلي والمصور عمر البوسعيدي والجيولوجي حسام الرواحي 30 موقعا جيولوجيا من مختلف انحاء السلطنة مع شرح مبسط لكل موقع كما يقدم الكتاب معلومات موجزة عن المناطق المختلفة في السلطنة للسياح الاجانب بهدف تشجيعهم على زيارة السلطنة والاطلاع على بعض هذه المواقع .

3 أقسام
تم تقسيم الكتاب الى 3 اقسام : القسم الاول بعنوان الجمال الجيولوجي و هو يركز على المواقع التي تبرز فيها جماليات الطبيعة الجيولوجية و يندرج تحتها مواقع : وادي الخوض- و داي الابيض – جبل يتي- رمال الشرقية – ام السميم – بر الحكمان – رمال محوت- راس مدركة – الربع الخالي – شاطئ المغسيل .
اما القسم الثاني فقد خصص للعجائب الجيولوجية و شمل مواقع : وادي الجزي – جبال صور الحمراء – صخور الصوان في صور – جبال وادي سبت – وادي سبت – راس الرويس – صخور محوت – قارة الكبريت – حديقة الصخور بالدقم – صخور حدبين .
القسم الثالث الذي سمي الجيولوجيا المهيبة فشمل مواقع : جبال مسندم – هوية نجم – وادي مستل – وادي بني عوف – وادي السحتن – جبل مشط – اخدود عمان العظيم – وادي المعيدن – راس الجنز – راس مركز .
كما شمل الكتاب خريطة مفصلة للمواقع. وقال المصور الضوئي احمد بن عبدالله الشكيلي في حديث لوكالة الانباء العمانية هذه الارض الطيبة حباها الله بتضاريس ومناظر جميلة و متنوعة تدعو كل محب للجمال الى ان يقتبس ولوجزءا يسيرا منها بعدسته لكي يحتفظ بتفاصيل المكان وجماله .

لحمة جيولوجية
وأضاف ان كتاب “روائع عُمان الجيولوجية” هو كتاب مصور بلمحة جيولوجية يثري الجانب السياحي والمعرفي لـ 30 موقعا جغرافيا في السلطنة و هو باللغات العربية والانجليزية والألمانية ويحمل بين طياته 170 صورة تبرز روائع عُمان الجيولوجية من الشمال إلى الجنوب.
وقال الشكيلي إن من بين الصعوبات التي واجهت فريق العمل خلال مراحل انجاز الكتاب هي حرارة الجو في فترة الصيف اضافة الى اختلاف مستويات الاضاءة في بعض الاماكن مما يضطر فريق التصوير للبقاء في الموقع لفترات طويلة من اجل انتظار الوقت المناسب للتصوير .
والشكيلي مصور عماني هاو لتصوير الطبيعة وعضو بالجمعية العمانية للتصوير الضوئي و عضو في الاتحاد الدولي لفن التصوير وهو حاصل على شهادة الاجازة من الاتحاد وحاصل على مجموعة جوائز محلية و عالمية في مجال التصوير .
كما شارك في إعداد الكتاب المصور عمر البوسعيدي وهو مصور ضوئي و مصمم جرافيك عضو
في جمعية التصوير و عضو في الاتحاد الدولي لفن التصوير وحاصل على مجموعة من الاوسمة
والجوائز المحلية والعالمية .
يقول البوسعيدي: الأرض هي الكوكب الذي نعيش فيه وهي بيتنا الكبير الذي نحتمي فيه والجيولوجيا هي الموروث المتبقي لنا تاريخ هذه الارض الجميلة وهي البصمات التي توضح لنا مراحل نشاتها و نموها و واجب علينا ان نحافظ على هذا التاريخ وقد سخر الله تعالي لنا هذه الأرض وجعلها مسكنا لنا لنعيش عليها وهنا يجب ان نقف جميعا وقفة تفكر ومسؤولية للحفاظ.

شغف
جانبه قال الجيولوجي حسام الرواحي وهو احد معدي الكتاب ” شغفي لاكتشاف عجائب الجيولوجيا ادى الى تطلعي لمعرفة المزيد مما يخبئه لنا كوكبنا الذي نعيش فيه من كنوز وحقائق وجيولوجية السلطنة تخفي اسرارا عظيمة و خلابة تجعل الحواس البشرية تقف متاملة باعجاب وذهول و هناك اماكن كثيرة لم تكتشف بعد ونحن نتطلع لهذا التحدي لاستكشافها و اظهارها للناس ليشاركونا متعة تاملها “.
والرواحي هو جيولوجي اخصائي رسوبيات وخريج قسم علوم الارض بجامعة السلطان قابوس ويعمل في قسم الخدمات الجيولوجية في شركة تنمية نفط عمان التي قامت بطباعة الكتاب وهو عضو في الجمعية الجيولوجية العمانية .
يقول الخبير الجيولوجي د.الان ب . هيوارد وهو الخبير المختص بجيولوجية سلطنة عمان، لطالما الهمت المناظر الطبيعية القاحلة و جيولوجية عمان المذهلة زاروها،. توصلنا الى معظم المعلومات الجيولوجية عن السلطنة من خلال عمليات البحث عن النفط والكشف عن صخور
القيعان المحيطية التي تكون افيوليت سمائل وترسبات الحواسنة الا ان هناك كنوزا من الاسرار الجيولوجية والطبيعية التي تزخر بها السلطنة بانتظار من يميط اللثام عنها و يفك طلاسمها . كتب ويلفريد ثيسيجر في مقدمة كتابه الرمال العربية “في امكان هذه الطبيعة القاسية ان تسحر المرء بصورة لايستطيع اي طقس معتدل ان يضاهيها”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*