زوايا | السياحة ذائقة حضارية لأجيال الوطن

بقلم : د. رجب بن علي العويسي | السياحة ذائقة حضارية جمالية راقية، وخيال يبحث في مفردات الثقافة الإنسانية ليضيف إلى جمالياتها شدو القيم وقناديل الأخلاق، وحضور لذائقة الجمال في بيئاتها الحيوية الحياتية، وهي تسرد لنا حكايات العطاء الرباني لأرض عمان الجميلة وسحرها الأخاذ.

وتنقلنا السياحة إلى شواطئها الذهبية وبيوتها الأثرية، وقلاعها السامقة، وحصونها الشامخة، ومتاحفها المذهلة، ليبني في ظلالها أجيال الوطن مساحات العطاء، ومواقف التميز في سلوك متزن يعكس متطلباتها ويراعي حدودها وحقوقها، وهي تضع مؤسسات التنشئة الاجتماعية ومحاضن التربية والأسرة أمام مسؤولية البحث في تأصيل ثقافتها في سلوك الأجيال، ويصبح استيعابهم للمفردات السياحية والمفاهيم الحضارية لها، سبيل وعيهم بمسؤوليتهم السياحية، فإن الخصوصية الوطنية القائمة على تعميق المشترك الإنساني والتوازن المعرفي والتسامح الفكري، مقومات لقدرة السياحة الوطنية على بناء مساحات التعايش لها في عقول أبناء عمان وقلوبهم، واستيعابهم المفاهيم والمفردات الثقافية والبيئية والاجتماعية المعززة للسياحة الوطنية، بحيث تمتلك مؤسسات التعليم والتدريب والتوعية، الأدوات والنماذج والتطبيقات العملية التي تعزز فيهم قيمها ومبادئها عبر تعميق قيم الحوار مع الآخر، وحسن التعامل معه، وتعزيز ثقافة التواصل الحضاري مع كل القادمين لأرض عُمان.
فإن ما تحمله الأجيال من قناعات وما يتولد لديها من مبادرات ومشروعات حول السياحة، تشكل الطريق لاستدامة برامجها، ومدخل نوعي يعزز من مساهمة الأجيال عبر مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة ومبادراتهم بالمدارس والجامعات ومشروعاتهم في تعزيز مستوى الشعور لديهم نحو تعميق دائرة الاهتمام والبحث فيه والاستثمار في أدواته واكتشاف فرصه، لارتباط المنجز السياحي وقوة الاستثمار فيه بمستوى حضور الوعي والقيم والتشريعات، ومستوى التقدير والاحترام الذي يمارسه المجتمع نحو مفردات السياحة الوطنية وبيئاتها الحيوية، وبالتالي البحث في تعزيز البرامج والمبادرات والمشاريع الطلابية الشبابية، التي تخدم السياحة الوطنية، وأن تسهم المبادرات الطلابية في إيجاد مشروعات تساهم في رفد السياحة الوطنية بالبدائل والمرئيات التطويرية المساندة، ونماذج سياحية متطورة قادرة على إبراز الخصوصية الوطنية، عبر جعل الطالب عاملا مساندا للجهود الوطنية المبذولة في تشجيع السياحة، وأن تستهدف عمليات التوعية والتثقيف والبرامج الموجهة التي تنفذها وزارة السياحة والمؤسسات العاملة في القطاع السياحي، في مقاعد الدراسة وقاعات التدريس، في سبيل تعزيز مسارات الوعي السياحي لدى الاجيال كقيمة مضافة، وذائقة جمالية يطل خلالها أجيال الوطن إلى عالم متجدد في مناخاته وبيئاته، متنوع في لمساته الفنية وجمالية ابداعاته، وقراءته للمفردات الثقافية والجمالية، وما تستهويه من شغف البحث وحب الاكتشاف وتأصيل قيم التسامح والوئام والتعايش والتذوق الجمالي للبيئة العمانية وخصوصيتها المتفردة.

*كاتب عماني

Rajab.2020@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*