بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | كانت الساعة الحادية عشرة قبيل الظهر، حينما بدأت جلسات المقابلات مع مجموعة من الشباب العمانيين للدخول في دورات تعلم اللغتين الإسبانية والإيطالية بهدف تأهيلهم للدخول في عمل الإرشاد السياحي خاصة ونحن بلد مقبل على انفتاح سياحي لإثراء التنويع الاقتصادي للناتج المحلي الاجمالي.
كنت سعيدا بحضور تلك المقابلات التي يعرف الشباب بأنفسهم لشخصيتين من المركز الثقافي الاسباني احداهما اسبانية والأخرى ايطالية. وبصراحة وجدت الحماس من الشباب من الجنسين للعمل والتعلم والمشاركة في تعريف السياح بمقومات بلادنا السياحية التي تعد ذات مكنون متنوع وثري حتى ان إحدى المجلات العالمية اختارت السلطنة من ضمن الوجهات السياحية التي يجب ان يزورها السياح في 2017.
وجدت في اولئك الشباب العزيمة والاصرار والفرحة للدخول في تعلم لغات تكون عونا لهم في حياتهم واستقبال السياح الذين يزورون السلطنة. وجدت ايضا لديهم حرص على العمل في القطاع السياحي وانه لا مانع لديهم للعمل في الإرشاد السياحي كونه مجال عمل يحقق الرغبات التي درسها بعضهم في الجامعات والكليات لسنوات طويلة.
وان الجلوس في البيت بلا عمل هدر للطاقات الشبابية، كما لاحظت من خلال حضور تلك المقابلات أن هناك فجوة بين الخريجين والمؤسسات، وهنا مربط الفرس ، فبلا شك أن هناك الكثير من المؤسسات لا تتواصل مع الخريجين وكم هم كثر اليوم، والسؤال المطروح لماذا لا نستغل الخريجين للعمل في قطاع الإرشاد السياحي الذي يبحث عن شباب عمانيين مؤهلين من المخرجات من الجامعات والكليات في تخصص السياحة. لماذا لا تقوم وزارة القوى العاملة ووزارة السياحة ووزارة التعليم العالي بدورهما المشترك لتشغيل تلك المخرجات وإلزام الشركات السياحية بتوظيف مرشدين عمانيين.
هناك عدد كبير يود ان يؤخذ بيده نحو العمل وإرشاده إلى الفرص المتاحة وظيفيا.
على الجهات المعنية ردم الهوة والبدء في التواصل مع الخريجين وتحديد ما نحتاجه من الأيدي العاملة لانه في هكذا وضع نحن نضع خططا بلا دراسات حقيقية ويتراكم عدد الخريجين حتى يكونوا قنبلة موقوتة. نعم هناك فئة قد لا تريد العمل في الإرشاد ولكن في المقابل هناك آخرون يودون العمل ولن نخسر إذا ما جذبنا عدد منهم حتى يكونوا قدوة للآخرين من الخريجين والذين بلا شك سيوصلون رسالتهم بمدى الإحساس الذي يجدونه من خلال العمل في قطاع السياحة.