بقلم : د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي | تقع نصف مساحة أراضي هولندا تحت مستوى سطح البحر والنصف الاخر على أقل من متر واحد فوق مستوى البحر – لذا اطلقوا عليها اسم الاراضي المنخفضة او الواطئة. وعلى الرغم من تلك الصعاب الجغرافية إلا انها استطاعت مقاومتها وجعلت من نفسها الواجهة السياحية المفضلة للسياح من أوروبا وباقي دول العالم. وتنتشر في أروقة وشوارع العاصمة أمستردام محلات بيع المنتجات التقليدية المتنوعة وتتزاحم تلك المحلات بعضها البعض بشكل رائع متناغم مما يثير الدهشة .
وترى الشعب مضيافا وهى إحدى سمات هذا الشعب الودود المنظم الذي يعمل بصمت مرحبا بالسياح من كافة الاجناس – وفي احصائيات منظمة السياحة العالمية ان 11 مليون سائح العام الماضي زاروا هولندا بإجمالي عائدات تبلغ 17 مليار دولار أمريكي وهذا مصدر اقتصادي واحد فقط وهو قطاع السياحة فما بالكم بباقي القطاعات ومساهماتها في الدخل القومي لها .
الا انه وعلى الرغم من البرد القارس والذي يصل الى 7 درجات تحت الصفر فإن السياح يتدفقون عليها من شتى بقاع العالم مَن دون الاكتراث للعوامل الجوية ، والشعب يعمل بصمت من دون تبرم او كلل .
وتتنقل القوارب في القنوات المائية التي تشتهر بها العاصمة أمستردام محملة بالسياح كما تتزاحم الطرق بالحافلات التي تقل السياح وتمتلئ المطاعم التى لا تعد ولا تحصى بهم مقدمة كافة انواع الاطعمة من كافة بقاع العالم والتي تتميز بنظافتها ونظافة العاملين والمشرفين عليها ، كما ويتفنن اصحاب تلك المطاعم بكل ذوق في جذب السياح إليهم جاعلين من أطباقهم سيمفونية جميلة وتجربة رائعة لا تنسى.
ومن المفارقات الجميلة اننا كعمانيين نتشارك مع الشعب الهولندي حبنا للتجارة وموقعنا الجغرافي المواجه للبحر مع تاريخ بحري طويل والمهم والاهم هو حبنا للضيف لكوننا شعوب مضيافة ، ولكن لا نتشارك معهم في عدد السياح والعائدات من السياحة وهو الامر الآهم ، سيظن البعض أنني أسخر من المقارنة ولكن العكس صحيح اذ أرى ان تقليد الغير في توفير الخدمات السياحية وتسهيل استقبال السياح ما هو الا أمر جميل ولكن لابد ايضا لكي نكون الشعب المضياف حقا علينا ان نؤمن بصناعة السياحة كمصدر دخل يمنحنا حياة جميلة ويعزز مصادر الدخل القومي ولا نضع اي أعذار سوء كانت اجراءات حكوميه او عوامل بيئية او غيرها من المعوقات كسبب لتعطيل او إبطاء النمو السياحي في عمان . يجب ان نعي ان السياحة هي صناعة بلاحدود لندع النقد اللاذع والتبرم من كل مبادرة ولنكن نحن كمواطنين من يأخذ المبادرة وننطلق بها ، لا توجد مسيرة اقتصاديه ناجحة بدون عوائق.
ان العنصر البشري هو أساس صناعة السياحة، اذا علينا ان لانه نتحرك لانه ليس هناك وقت للانتظار , فالجميع يتسابق لجذب السياح اليه واضعا نصب عينيه ان الوطن بحاجة الى هذه الصناعة الواعدة .