جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
يكتبه: د. رجب العويسي|
يَفترض تناولنا للموضوع أن التحدي الأكبر الذي تواجهه منظومة العمل الوطني، وتحديدا ما يتعلق منها بالمشروعات التنموية والخدمية السياحية وغيرها، يكمن في تلك الحلقة المفقودة الناتجة عن عدم وضوح مسار المتابعة لهذه المشروعات (القبلية منها والبعدية)، وجهة المتابعة واستراتيجياتها، الأمر الذي أوجد مساحة واسعة من الهدر والفاقد في المنجز السياحي، بحيث تجد في الواقع مشروعات سياحية صرفت عليها المليارات من الريالات ولكنها غير مفعلة أو مستثمرة، أو لم تعد تمثل قيمة مضافة في حياة المواطن، ذلك أن المسألة في تقديرنا الشخصي لا ينبغي أن تقف عند حد التنفيذ ولكن.. ماذا بعد التنفيذ؟.
تأتي أهمية إيجاد منظومة واضحة للمتابعة الميدانية للمشروعات السياحية خاصة والخدمية والإنتاجية عامة، في الخروج من حالة الركود والتكرارية التي باتت تعانيها الكثير من المشروعات، والتباين بين طموحات النموذج النظري قبل التنفيذ مقارنة بحجم ما تحقق منه بعد التنفيذ بما يعزز من قدرتها على استيعاب الواقع ومد جسور التواصل مع المجتمع، وتعميق روح الانتماء الاجتماعي للمشروع السياحي، والجدوى المتحققة منه، وبناء سلوك اجتماعي يتفاعل مع المشروعات السياحية بكل أريحية، ويؤسس للمزيد من المسؤولية، واستشعار الحس السياحي.
إن ما تنتهجه عملية المتابعة من أساليب التشخيص والتقييم والرصد والتحليل في فترات مختلفة، خطوط عريضة مهمة للوقوف على محطات التحول الحاصلة فيه، وفهم الفرص التي يحققها من منظور واقعي، يبرز مستوى الاقبال عليه، وما إذا كان يمثل قيمة مضافة في حياة المجتمع وفرصة حقيقية يشعر السائح : المواطن والمقيم بأنها تستحق العناء منه، وأن يتجشّم المسافات البعيدة من أجلها، خاصة أنها لم تصبح مجانية، بل أصبح المواطن يدفع لها.
عليه يأتي التأكيد اليوم على ضرورة وجود جهة للمتابعة الميدانية للمشروعات السياحية والخدمية من خارج المحافظات لها صفة الدعم والضبطية، وفق جملة من المعايير والموجهات التقييمية، تستهدف تقييم مستوى التفعيل للمشروعات السياحية في فترات متعاقبة، وكيف تنجز الخدمة السياحية، وجودة العمليات في الخدمة المقدمة، وأفضل الممارسات المبتكرة في استقطاب السياح، وتلقي الملاحظات والأفكار التطويرية بشأنها عبر المسوحات الميدانية والتقييمات الدورية.
