يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني – dailypr
تفتقر الكثير من المناهج الدراسية في الدول العربية إلى “مادة السياحة” لمختلف المراحل المدرسية، وتجدها في المعاهد المتخصصة أو في الجامعة للراغبين دراسة التخصص في كلية السياحة والضيافة، وهذا الأمر بنسب متفاوتة بين الدول التي تعتمد على هذا القطاع بشكل كبير أو التي بدأت مؤخراً في الإهتمام به وجعلت منه مصدراً حيوياً في الناتج المحلي.
جمهورية مصر العربية، الجمهورية الجزائرية، المملكة الأردنية الهاشمية، الجمهورية العربية السورية، الجمهورية اليمنية، وسلطنة عمان كانت لحد سنوات مضت هي أكثر الدول التي أدرجت بعض المواقع الأثرية والحضارات التي شهدتها دولهم كمواد أساسية في المراحل التعليمية الثلاث وأدمجتها بالسياحة، بينما بقيت الدول الأخرى تدرجها في مادة التاريخ أو الاجتماعيات والوطنية بنسب متواضعة جداً بدءا من المرحلة المتوسطة في الغالب، وليست مواد بطرح سياحي جاذب.
تعريف السياحة الشامل أكاديمياً لا يستثني موقع جاذب على حساب آخر، وبالتالي لا يمكن أن تدرج المواقع الترفيهية والمنتجعات والفنادق الفارهة والمجمعات التجارية والمطاعم المتنوعة على حساب المواقع الأثرية والأسواق القديمة التي تؤرخ مسيرة البلاد وتاريخها الطويل وما تتمتع به من مساحات طبيعية شاسعة وغيرها من مواقع لها زبائنها السياح من مختلف دول العالم.
الطلبة والطالبات على مقاعد الدراسة عقول ناشئة متفتحة طرية تشتاق لمعرفة كل الخصائص السياحية القديمة والحديثة التي تتمتع بها بلدهم، والبلاد المجاورة لهم، ومشاركتهم عبر الأنشطة المتنوعة في وضع تصورات لإنعاش القطاع وجذب السياح وفق المقومات حتى وإن كانت محدودة في البلاد إلا أنهم سوف يقدمون أفكاراً عجز عنها كبار المستشارين الذين تم استقدامهم برواتب خيالية من أجل الإنعاش السياحي.
السياحة الوطنية يدرسها طلبة المعاهد وكلية السياحة ولها أهداف عديدة يتم التركيز عليها في هذه المرحلة من أجل تخريج أفواج يعملون في التنمية السياحية في حقولها المختلفة ومنها الإرشاد السياحي الذي يتطلب معايير كثيرة يتم التشديد عليها لما يمثله العامل في هذه المهنة من واجهة حضارية ثقافية شاملة أمام زوار البلاد السياح القادمين من مختلف دول العالم لأجل التعرف على تاريخ الأرض الذي يمتد لآلاف السنين ويشترك مع حضارات عديدة تحتاج للتبيان من دون مبالغة مع إمكانية الإجابة على كل سؤال قد يطرح على مقدم المعلومة الذي أوكلت له هذه المهملة من الكوادر الوطنية لجدارتهم ومعلوماتهم الشاملة.