مقال| الجلود والعسل في انتظار السياح

يكتبه: محمود النشيط | إعلامي بحريني – dailypr 

كثبراً ما سمعت من بعض المسافرين خاصة للدول التي يغلب عليها جمال الطبيعة بالريف الواسع، أو ذات الأسواق الشعبية الكبيرة والرخيصة مقارنة بأسعار دول الخليج، عند عودتهم يكتشفون تعرضهم للغش التجاري عبر طرق نصب واحتيال في غاية الدقة، ولكن بعد فوات الأوان حيث صعوبة الرجوع للبلد الذي كانوا فيه ومحاسبة من غشهم.
وتكون البضاعة التي نصب عليهم فيها تتشابه بالعديد من الدول وهي في العسل الطبيعي من أجود المناحل في أعالي الجبال، والجلود سواء في الملابس أو الشنط وبعض الأحيان الأحزمة، وأعزكم الله، الأحذية، على أنها بضاعة مصنوعة بجودة عالية جداً من جلود طبيعية وليست صناعية كما يزعمون بعد أن قدموا لهم شهادات أو تجارب أقنعتهم بدفع مبالغ طائلة مقابل عملية تجارية خادعة لعلمهم بصعوبة المحاسبة بعد إكتشاف الحقيقة.
شخصياً وخلال رحلاتي المتعددة لبعض المناحل ومعاصر الزيتون والمصانع الجلدية أو المصوغات الثمينة والتجميلية في بعض الدول تيقنت من مدى المهارة التي يتعامل بها الباعة لإقناع السائح بجودة ما يعرضه من بضاعة، وأن أضطر لاستخدم كلمات الحلف والقسم بالله للإقناع على تسويق بضاعته المغشوشة لعلمه المطلق بأن مالديه أرخص بكثير مما يوجد في بلد الزبون.
والحق يقال، إن بعض المرشدين السياحيين ضعاف النفوس شركاء في عمليات خداع السياح بالإتفاق مع أصحاب المعارض أو المصانع التي تروج مثل هذه البضائع مقابل مبلغ من المال حال أحضر له مجموعة من السياح للتبضع عندهم بعد أن هيئهم في الطريق بالمديح على جودة وشهرة المكان الذي سيلبي حاجتهم، وغالباً يحصل السائق أيضاً على الإكرامية كلما أشترى السياح أكثر.
هذه القضية والقائمين عليها ليست السائدة طبعاً، وهناك الصادقين الأشراف في تعاملهم بكل أمانة واخلاص، إلا أن عرض مثل هذه القصص لتكون عبره إرشادية لمن ينوى إستثمار إجازة السفر والإستمتاع برحلة متكاملة سعيدة حتى بعد عودته من دون التعرض لمثل هذه المواقف السيئة أو عمليات الغش لمجرد أن السعر رخيص مقابل ما هو متوفر في البلاد.
عمليات البحث والتدقيق ومعرفة آراء السياح والمشترين السابقين لن تكون صعبة إذا ما تم إدخال أسم المكان والمنطقة ونوع البضاعة في محركات البحث على الانترنت لمعرفة المصداقية من عدمها للشراء بأطمئنان أكثر، وتجنب الوقوع في مصائد مثل هذه الفئة القليلكمة من عديمي الضمير والمسؤولية، لتختم الرحلة بذكريات سعيدة متكاملة من كل النواحي كما تمنى.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*