يكتبه: يعقوب بن يوسف البلوشي |
استغرقت المناولة لمنح تصريح التلفريك في السلطنة حوالي 17 سنة منذ إنشاء وزارة السياحة في عام 2004 بمرسوم سلطاني والتي أريد لها أن تكون مشرّع للعمل السياحي ومنظم لقانون الاستثمار والعمل على الخدمات السياحية لتطوير المناطق ذات الصفة السياحية، وتسويق السلطنة كوجهة سياحية واعدة، وبعد دمج هذه المهام الإدارية المعنية بالسياحة إلى وزارة التراث نتأمل خيراً أن تفتح الملفات المعلقة بالتصاريح المختصه بالأنشطة السياحية مثل مشاريع التلفريك ومشروع (zip line) الترفيهي في مناطق جبلية مرتفعة.
واستحضر حقيقة أن مستثمرا عمانياً جلب شركة دولية للاستثمار في مشروع تلفريك للجبل الأخضر وقدم طلبه لوزارة السياحة عدة مرات وقوبل طلبه بالرفض في كل محاولاته من دون أسباب واضحة إلى أن حضر هذا المستثمر في أمسية رمضانية تحضرها وكيلة السياحة لينتهز الفرصة ويسألها عن سبب رفض الوزارة لتصريح مشروع تلفريك الجبل الأخضر وأجابت الوكيلة بكل شفافية أن الرفض سببه عدم موافقة وزارة الدفاع على هذا المشروع في الجبل الأخضر، وعلّلت أيضا بأن هناك بعض الأهالي في الجبل يخشون مسألة الخصوصية في منازلهم في ظل أن التلفريك سوف يكون مرتفع نسبياً، ولكن هذه الأسباب ما زالت غير مقنعة لرفض منح تصريح لمثل هذه المشاريع التي تشكل عنصر جذب للمنطقة المُستثمر فبها، فوجود مشروع تلفريك في الجبل الأخضر وجبل شمس وسهل اتين والجبل الأبيض سيشكل عنصر جذب لممارسة الأنشطة السياحية والتمتع بالمناظر من خلال التنقل بعربة التلفريك على جنبات الجبال، ويضيف التلفريك للمنطقة خدمة لوجستية للتنقل بين الجبال لتسهيل عملية الحركة بين المرتفعات الجبلية.
ولو افترضنا أن وجود تلفريك سياحي في جبل شمس في أعلى شق وادي النخر لشكّل ذلك نشاط جاذب للسياح المحليين والدوليين لتجربة رهبة الارتفاعات. إن توظيف هذه التفاصيل الصغيرة في مشاريع سياحية تساهم في عملية التسويق للسلطنة سياحياً، ولو نظرنا إلى تلفريك حديقة جنتنغ في ماليزيا لوجدنا عنصر الجذب في التنقل بين القمم الجبلية عبر عربة التلفريك، وأيضاً التنقل من الميناء القديم في جزيرة سانتوريني إلى مرتفعات الجزيرة يتم عبر تلفريك يسهل الحركة للسياح ويمنحهم رؤية بانورامية للجزيرة كجولة استقبال لهم اثناء وصولهم للجزيرة، والأمثلة لا تعد ولا تحصى في أهمية وجود أنشطة سياحية تضفي عنصر جذب للمناطق السياحية.
فهل سوف تُرفع مسألة الخصوصية لدى هذه المناطق السياحية ويتم السماح لمشروع التلفريك بأن يصبح واقعاً.!