استطلاع- حمدان بن علي البادي | تعد صلالة بشكل خاص ومحافظة ظفار بشكل عام واحدة من الأماكن التي يشد اليها العمانيون رحالهم في هذه الأيام للاستمتاع بالأجواء الاستثنائية التي تشهدها المحافظة خلال موسم الصيف.
هناك أكثر من سبب يدفع الكثيرين إلى صلالة لما تحققه لهم من سفر داخلي يتناسب والسياحة العائلية ودرجات حرارة منخفضة تحت رذاذ الخريف حيث السماء ملبدة بالغيوم والعيون المائية التي تتدفق مياهها على شكل شلالات، وقبل كل هذا المسطحات الخضراء على طبيعتها والمراعي والعادات والتقاليد والفنون التي تزخر بها المحافظة والتي تقدمها للزوار يومياً عبر مهرجان صلالة السياحي الذي يأتي بتنظيم من بلدية ظفار في مسرح البلدية الدائم بسهل آتين ليحقق بذلك فرجه إضافية لزوار المحافظة وخاصة خلال الفترة المسائية.
” وجهات” استطلعت آراء عدد من السياح العمانيين، وطرحت عليهم سؤالاً حول رؤيتهم لمهرجان صلالة السياحي خلال هذه الفترة من كل عام ونقصد بمهرجان صلالة- الاحتفاليات والمناشط والفعاليات التي تشهدها المحافظة ومقومات السياحة الطبيعية من المسطحات الخضراء وتوفير المرافق الأساسية للسائح. كل هذا حاولنا أن نختصره في سؤال واحد، ما الذي يريده السائح في مدينة صلالة بشكل خاص ومحافظة ظفار بشكل عام؟.
فأخذنا رأي عينة من الشباب وننقل بعضاً من ردودهم في هذا التقرير وبالطبع هي لا تمثل رأي الأغلبية لكنها تتقاطع مع الكثير من الأماني والتطلعات لدى شريحة واسعة من العمانيين بأن تكون صلالة الوجهة الأولى لدى السياح خلال فترة الصيف من خلال توفير عدد من المناشط والفعاليات والمرافق السياحية.
متنفس
في البداية، قال طارق الحراصي: الخريف بلا شك هو نعمة من الله، وهو متنفس للناس خاصة في فترة الصيف ودرجات الحرارة العالية جداً، والفعاليات المصاحبة للخريف بطبيعة الحال هي مكملة لجمال الخريف، حيث تتنوع الفعاليات لتتناسب وأذواق الناس، وكما هي طبيعة الإنسان والأشياء في تطور، كذلك المهرجان أخذ نصيبه في التطور، مما أدى إلى زيادة أعدد السياح في فترة الخريف.
ويضيف: ” أتمنى زيادة الفعاليات الثقافية والعائلية والتي تُعالج مشاكل مجتمعية، حيث أن أغلب السياح هم عبارة عن العائلات، كذلك يجب على القائمين بأمر المهرجان زيادة المرافق الخدمية، وأقترح الحراصي أيضا استحداث موقع لحجز الشقق والغرف والمنازل خاص لفترة الخريف.
مرافق خدمية
بينمل يقول قاسم اليوسفي: أن المرافق الأساسية مثل دورات المياه الخارجية والاستراحات والمساكن والفنادق لا تتناسب مع ما تشهده المحافظة بسبب الأجواء الاستثنائية، فعدد الفنادق لا يغطي أعداد الزوار وبالتالي يلجأ السائح إلى الخيارات الأخرى، منها استئجار مساكن الأهالي، وهي تختلف من مسكن لآخر من حيث الجودة ومستوى النظافة التي توفره.
ويضيف: ” المشكلة الأساسية هي النقل الجوي وعدم توفره بكلفة معقولة أو تدعيم الناقل الوحيد بعدد من العروض التي تسهل من حركة السفر إلى صلالة، أيضا أعتقد وجود قلة في عدد الحدائق والمنتزهات الخاصة بالعائلة وعدم وجود بعض الأنشطة الجاذبة للسياح، ومدينة صلالة لديها كل المقومات التي تؤهلها لتكون قبلة السياح وهذا يحتاج من القائمين على المهرجان بذل المزيد من الجهد والعمل وتجديد الدماء في الفرق العاملة في المهرجان للخروج بأفكار جديدة تخدم السياحة في السلطنة بشكل عام وفي محافظة ظفار بشكل خاص لأن الرذاذ والخضرة ليست كل شيء بالنسبة للسائح .
أوجه قصور
اما الشاعر عبدالعزيز السعدي فقد توجه في البداية بالشكر إلى بلدية ظفار وإلى رئيس البلدية على ما يبذلوه من جهود وسعيهم لتقديم صورة جميلة للمحافظة.
وقال: “رغم العمل والجهد والصحوة الكبيرة، إلا أن هناك أوجه قصور تتمثل في إسناد توقيت بعض المشاريع خلال موسم المهرجان أو قبله قليلا فيتزامن مع أيام المهرجان مما يسبب بعض الإشكاليات التي تعيق الحركة وهذه المشاريع أغلبها لا تأخذ الكثير من الوقت لإنجازها فأتمنى أن تسند في فصل الشتاء مثلا . أما من الجانب السياحي أتمنى أن يكون هناك منشورات توزع للسياح لتمكينهم من معرفة المنطقة أكثر فأكثر، حيث أن الكثير يجهل معالم هذه المحافظة العريقة.
مطالب
من جانب آخر، قال أحمد بن سعيد العيسائي عن مهـرجان صلالة السياحي: “خريف صلالة يعتبر من النعم التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى على عٌمان، ولكن للأسف الشديد نلاحظ عدم استغلال هذه الطبيعة من قبل وزارة السياحة والجهـات المعنية مثل بلدية ظفار مما يجعل الزائر غير راض عن المهـرجان من جهة تنظيمية وإدارية كوجهة ترفيهـية.
أما، ماذا يريد السياح من خريف صلالة ؟! فيرى العيسائي: ” مهرجان صلالة يفتقد إلى العديد من المقومات الأساسية مثل الخدمات العامة، كدورات المياه والمطاعم والفنادق وأعني بذلك الشقق الفندقية ذات النجوم المتوسطة، وعدم تخصيص أماكن متعددة للعائلات، وعدم توفر ألعاب ترفيهـية للأطفال بشكل راق وممييز، وعدم توفر سيارة أجرة كافية، وعدد رحلات الطيران العماني غير مستوفية للأعداد الكبيرة من الزوار.
ويضيف: من جهة أخرى يرغب الكثير من السياح توفير التلفريك في خريف صلالة لانه سيساهـم في تعزيز الجانب السياحي والترفيهـي. وأيضاً يجب على بلدية صلالة إيقاف المشاريع فترة الخريف مثل مشاريع الطرق الداخلية لأنها تسبب أزدحامات كثيفة مع كثرة أعداد المركبات.
وقال: أن الطبيعة ترضي طموحات الزوار من الأطفال والعائلات وخاصة سهول وجبال المحافظة وشخصيا غير راض عن الخدمات الأخرى والمرافق لذا اتساءل، لماذا لا ينسب المهـرجان إلى شركة تنظيم عالمية مشهود لها بالخبرة إذا كانت الشركات الحالية المتعاقد معها غير قادرة على ذلك، مؤكدا أن تطبيق ذلك بالتأكيد سينعكس أثرة على إدارة المهـرجان بشكل أفضل عما عليه حالياً وسيعمل على توفير أقصى سبل الراحة للزوار .
انتهاكات
أما هيثم الكلباني فقال: “جمال صلالة بخضرتها وطبيعتها يجب على الجهات المعنية أن تعمل في الفترة المقبلة للحفاظ على هذه الطبيعية، حيث يلاحظ وللأسف أن جماليات سهل اتين انتهكت بالمخططات السكنية التي تم توزيعها وكان الأجدر بالقائمين على تطوير مدينة صلالة ابقاء سهل اتين بعيدا عن العمران ليكون متنزها طبيعيا للسياح .
وفي المقابل أشار الكلباني إلى نقطة مهمة وهي ” ان السياح معنين بالدرجة الأولى في الحفاظ على المسطحات الخضراء من خلال الحفاظ عليها وعدم تشويهها بعجلات سياراتهم ومخلفاتهم من الأوساخ وعلى بلدية ظفار أن تضع مسارات خاصة بالمشاة وأخرى للسيارات وذلك وسط المسطحات الخضراء في الجبل .