مسؤولون: محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم ومحمية الرستاق للحياة البرية اضافة مهمة لصون الطبيعة العمانية

مسقط – العمانية |

ثمن مسؤولون ومتخصصون بوزارة البيئة والشؤون المناخية صدور المرسومين السلطانيين الساميين بإنشاء محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم في محافظة الداخلية، وإنشاء محمية الرستاق للحياة البرية في محافظة جنوب الباطنة.

وفي هذا الجانب، أكد محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية بأن هذين المرسومين جاءا من مبدأ الحرص السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، للمحافظة على البيئة الطبيعية للسلطنة وحماية الحياة الفطرية فيها. حيث أن الموقعين اللذين شملهما المرسومان السلطانيان الساميان من المواقع الطبيعية والتي تحتوي على الكثير من الأحياء البرية المتنوعة والأشجار ومختلف الأنواع من الحياة الفطرية، وتعتبر محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم الأولى من نوعها في الجزيرة العربية، وهو ما يعكس اهتمام السلطنة بحماية البيئة الطبيعية من جميع المتغيرات وبقاء هاتين المنطقتين ضمن المحميات الطبيعية يجسد الاهتمام الكبير الحاصل والتنمية التي تتمتع بها السلطنة خلال 49 عامًا من عمر النهضة المباركة.

من جانبه، قال نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية إن إنشاء مثل هذه المحميات يعزز الدور المنوط لوزارة البيئة والشؤون المناخية والجهات الحكومية الأخرى المختصة بحماية البيئة، حيث أن تخصيص محميات طبيعية يحقق الأهداف التي تسعى السلطنة لتحقيقها من خلال الحفاظ على البيئة الطبيعية لسنوات طويلة قادمة، بعيدا عن المتغيرات التي تصيب البيئة الطبيعية وحمايتها من العبث والتجاوزات.

وأضاف أن وزارة البيئة والشؤون المناخية عكفت خلال الفترة الماضية على تعزيز قدراتها في حماية البيئة وصون مواردها الطبيعية، وذلك من خلال تأهيل كوادرها سواءً العاملين في المحميات الطبيعية أم المفتشين البيئيين، وهذا يأتي في ظل وجود القوانين المنظمة للعمل البيئي في السلطنة، وحققت الوزارة والجهات المعنية الأخرى سواء الحكومية أم القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني تقدمًا كبيرًا في ممارسة العمل البيئي، مما جعل السلطنة في مصاف الدول المعنية بحفظ البيئة ، وحققت تقدمًا كبيرًا في هذا المجال، بل وأصبحت نموذجًا يحتذى به.

من جانبه، قال المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي مدير عام صون الطبيعة بالوزارة إن الوزارة قامت خلال الفترة الماضية وبالتنسيق والتعاون مع عدد من الجهات بدراسة الموقعين اللذين حددهما المرسومان السلطانيان الساميان، وقامت الوزارة بإجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالتنوع الأحيائي فيهما، وذلك من خلال اختصاصات الوزارة في اقتراح إنشاء المحميات الطبيعية والمواقع المحمية المؤقتة والمواقع ذات الأهمية الخاصة وإعداد خطط إدارتها، حيث أن المحافظة على النظم البيئية المخـتلفة في إطار الأهداف الأساسية للتنمية المستدامة للعمل البيئي في السلطنة هو العمل الرئيسي للمديرية العامة لصون الطبيعة.

وأضاف الأخزمي بأن الوزارة قدمت دراستين حول موقع محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم في محافظة الداخلية، ومحمية الرستاق للحياة البرية في محافظة جنوب الباطنة، وتم دراسة الخصائص الجيولوجية للمنطقتين ودراسة المساحة وأبعادها والحياة الاجتماعية هناك، ثم تم تحديد الحياة الفطرية من نباتات وحيوانات وبرك مائية وغيرها، وذلك من قبل المختصين من الوزارة، بحيث تمت دراسة المناطق وفق الاختصاصات المطلوبة.

وأشار الأخزمي إلى أن الوزارة خلال الفترة القادمة ستقوم بزيارات التفتيش الميداني ومتابعة مدى تطبيق القوانين والاشتراطات البيئية داخل الموقعين المذكورين، مشيرا الى أن هذين الموقعين سيساهمان في تطـوير آفاق البحث العلمي في المجالات البيئية والمناخية .

وأوضح علي بن ناصر الراسبي المدير المساعد لدائرة المحميات الطبيعية حول محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم، أن المحمية تقع في جبال الحجر الغربي بين محافظات الداخلية والظاهرة وجنوب الباطنة وتقع في السلسلة الأعلى لجبال الحجر، حيث تعتبر جزءًا من جبال الحجر الرسوبية والتي تتكون من قمم صخرية وأودية عميقة وجروف صخرية شديدة الانحدار وتقع المحمية على ارتفاع 1300 – 3000 متر فوق مستوى سطح البحر.

وذكر الراسبي أن الهدف من وضع خطة إدارة الإضاءة هو وضع القوانين والخطوط الإرشادية للإضاءة الخارجية في المحمية والنطاق العازل لها حيث تعتبر المحمية أحد أهم المناطق المتعلقة بظلمة السماء في المنطقة وتمثل قيمة عالية في هذا المجال ومن الواجب حمايتها ومن الأساسيات المهمة منع الإضاءة الخارجية التي تأثر على الطبيعة (الكائنات الحية) والسماء في آن واحد.

كما أوضح أن عملية إدارة الإضاءة في المحمية تعتبر تحديا على مستويات مختلفة وتعتبر الحاجة للتوازن بين توفير بيئة آمنة والسلامة والحفاظ على الكائنات الحية مسألة مشروعة ومبررة، وتعتمد خطة ادارة الإضاءة في المحمية (LMP) على الأخلاقيات الأساسية في التعامل مع الإضاءة داخل حدود المحمية وحولها في استخدام الإضاءة وقت الحاجة والمكان الذي نحتاج أن نستخدم فيه الإضاءة , والكمية المناسبة، ويستخدم فقط الإضاءة التي لا تزيد درجة حرارتها عن (3000k) ولا تستخدم الإضاءة الزرقاء (blue- rich)، ويجب أن تكون تجهيزات الإضاءة الخارجية مغطاة بالكامل وأن تستخدم قدر الإمكان حساسات الحركة والمؤقتات، وأي استثناءات يجب أن تأخذ تصريحا من قبل وزارة البيئة والشؤون المناخية، كما يجب الالتزام بخطة الإضاءة من قبل الشركات والمواقع الصناعية وأن تأخذ مبادئ السلامة وتطبيق خطة التخفيف من تأثير الإضاءة.

وحول مميزات المحمية الطبيعية ذكر الراسبي بأن المحمية تتميز بوجود غابات أشجار العلعلان المهددة بالانقراض في المناطق المرتفعة منها وخاصة في جبل السراة الذي يتميز بوجود غابات أشجار العلعلان السليمة، كما تتميز المكونات البيئية في المحمية نتيجة التنوع الجيومرفولوجي والارتفاع عن مستوى سطح البحر بوجود تنوع في المجتمعات النباتية حيث توجد الأشجار المعمرة والشجيرات والنباتات الموسمية، كما تعتبر المحمية مأوى للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض وكذلك منطقة عبور وتغذية للأنواع المهاجرة وتعتبر البيئة التي توجد في المحمية بيئة مناسبة لأنواع مختلفة من الطيور لتوفر الغطاء النباتي والغذاء ووجود الكثير من المناطق الرطبة في المحمية وكذلك المنحدرات الصخرية والتي تعتبر مهمة لأنواع الطيور الجارحة وغيرها.

ومن الثدييات التي تم تسجيلها في المحمية الوعل العربي حيث ينتشر في السفوح الشمالية للمحمية ويتواجد في المناطق البعيدة عن الأنشطة البشرية،وتوفر الموئل المناسب له أما في السابق فقد كان انتشار الوعل في أماكن أوسع مما هي عليه اليوم، كما سجلت مشاهدات للوشق في الروافد العليا لأودية الرستاق وقد تم القبض على حيوان الوشق في قرية يصب عام 2016م وتسليمه للوزارة وهذا دليل آخر على تواجد الحيوان في المحمية كما تتواجد الثعالب الحمراء والجبلية في المحمية.

وقال ماجد بن سعيد الخنبشي أخصائي محميات طبيعية بدائرة المحميات الطبيعية حول محمية الرستاق للحياة البرية بأنها عبارة عن سلسلة جبلية ممتدة من وادي بني خروص شرقا إلى وادي السحتن غرباً ومن المراوح الفيضية لوادي الفرع والسن ووادي السحتن شمالا إلى روافد وادي بني عوف والسحتن جنوبا، والسلسلة الجبلية تتميز بالارتفاع الشاهق الذي يصل إلى أكثر من2000 متر فوق سطح البحر .

وذكر الخنبشي بأنه تم تسجيل في منطقة المحمية أكثر من 110 أنواع من النباتات والأشجار البرية في النطاقات التي تم ذكرها، وكذلك أنواع نباتية تندرج في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (Red List) كنبات الضج، ومن الملاحظ أن السفوح الشمالية تحتوي على كثافة أكبر من الغطاء النباتي وتزداد فيها الأعشاب المعمرة والحولية والتغطية الشجرية في هذه المنطقة جيدة لولا الأحجار الكبيرة والصخور في بعض المواقع ويعتبر نبات السعتر أحد أهم النباتات التي تتواجد في المحمية.

كما تنتشر الثدييات البرية في المحمية على مساحات متفرقة وصعبة التضاريس حيث أثرت التضاريس الوعرة في معظم أرجاء المحمية على توزع الثدييات البرية، ومن خلال المسوحات الميدانية التي أجراها المختصون بصون الطبيعية فقد سجلت (6) أنواع من الثدييات ثلاث منها من الثدييات الصغيرة (الثعلب الجبلي والقنفذ والخفافيش) والاخرى من الثدييات الكبيرة (حيوان الوعل العربي وحيوان الوشق والنمس أبيض الذيل)، ويعتبر الوعل العربي أحد أهم الثدييات البرية في المحمية، كما سجل في المحمية (16) نوعاً من الطيور البرية ، وجميع الطيور التي تم تسجيلها مستوطنة في السلطنة، وتعيش النسور والعقبان في أعالي الجبال الشاهقة والصعبة الوصول .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*