تحويل بيت في الرستاق عمره 300 عام إلى متحف

زكية اللمكية: هدفي المحافظة على الموروثات ونقلها للسياح 

*****

14 غرفة تضم كنوز عُمان الأثرية وخطط للتطوير والتوسعة

الرستاق – يوسف بن أحمد البلوشي

بين أزقة ذات عمارة تراثية قديمة يقع “البيت الغربي” في قرية قصرى بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة ليشكل وجهة سياحية وثقافية في حاضرة محافظة جنوب الباطنة، ومحطة من المحطات التي يقف عندها الزائر لولاية الرستاق.

عند وصولي إلى البيت، مررت قبله على قلعة الرستاق التاريخية، وسوق تراثي يتجمع حوله مجموعة من الناس يشترون منه حاجاتهم اليومية، بعدها أخذت سكة لا تتسع إلا لمرور سيارة واحدة، بين واحات المزارع والنخيل. بينما هناك ايضا فلجا ينساب بين تلك السواقي الممدودة تحت الأرض، لايصال المياه الى المزارع والبيوت. 

حياة جميلة، لا صوت الا زقزقة بعض العصافير في المكان، ورائحة الأشجار، بينما هناك عبق الماضي القديم الذي يشعرك بإحساس غريب وفخر كبير.

دخلت السكة من بوابة كبيرة كتب فوقها البيت الغربي في قصرى، أبنية من طين كبيرة تعانق الزمن الماضي بكل تفاصيله. نوافذ لا تزال صامدة وتنتظر يد الترميم والمحافظة عليها من السرقة او الخراب.  

300 عام 

دخلت الى البيت المتحف حاملا معي آلة تصوير ودفتر أدوّن عليه معلومات لنشرها في عدد “وجهات” التقيت مع زكية بن ناصر اللمكية، مؤسس هذا المتحف، الذي حولت منزل الأسرة الى متحف تراثي يضم 14 غرفة ومجموعات عديدة من التحف التراثية، عملت زكية على حويل منزل أسرتها القديم الذي يصل عمره الى حوالي 300 عام، إلى متحف أثرى يضم الكثير من المقتنيات التاريخية التي كانت جزءا من أدوات الانسان العماني، حيث بذلت جهوداً كبيرة ليظهر البيت بالصورة التي عليها الآن، وليصبح معلمًا سياحيًا وأثريًا بالولاية إلى جانب قلعتها الشهيرة وحصن الحزم وعين الكسفة.

وتقول زكية خلال حوارنا معها، ان فكرة تحويل البيت الأثري الى متحف تراثي جاء من خلال عشقي للماضي ومكوناته وتفاصيله، ومن خلال حرصنا على المحافظة على المكنونات الأثرية التي خلفها لنا الأجداد، فكانت بداياتي في تنفيذ هذه الفكرة منذ أكثر من ثلاث سنوات عندما زرت منزلنا القديم، والذي كان آيلا للسقوط وكان مهجورًا منذ سنوات عديدة أيضا.

ترميم 

وتضيف اللمكية أن بعض أجزاء البيت قد تهدمت وسقطت بعض أسقف غرفه وتكدست الأتربة في جميع مرافقه فجاءت الفكرة أن أجعل البيت أثريًا مليئًا بالمقتنيات القديمة فقمت بترميم الأماكن قدر استطاعتي وإمكانياتي، وعملت على وضع المقتنيات الأثرية بمساعدة الأهل والجيران واهالي الولاية ليصبح قبلة للزوار من داخل السلطنة وخارجها.

وتضم غرف المتحف مجموعة من المقتنيات الأثرية التي يزخر بها كل بيت في الماضي، ونظرًا لاحتفاظ بَعضُنَا بتلك المقتنيات ارتأيت جمعها تحت سقف واحد، ليكون هذا المكان متحفا تراثيا قادرًا على الحفاظ على موروثاتنا القديمة، مشيرة الى ان الكثير من السياح الذين يأتون للمكان يعجبون بهذه وما يضمه من مجموعة من التحف الأثرية سواء من أدوات طبخ او تقديم الطعام وغرف الجلوس “المجلس” وغرف النوم قديما ومجالس الذكر لتحفيظ القرآن الكريم وكذلك المطبخ قديما وكذلك دورات المياه في المنزل العُماني في القدم .

14 غرفة 

تقول اللمكية ان البيت الغربي يضم 14 غرفة موزعة، تم استخدامها الان الى غرف متخصصة تضم مجموعة من المقتنيات التراثية القديمة كجزء من حفاظنا على مكنونات التراث العُماني القديم التي اندثر بعضها الان، وتؤكد الى انها تسعى على ترميم الجزء الآخر الآن من المنزل ليكون غرفة نوم للزوار الذين يودون المبيت في المكان بجانب ترميم جزء آخر ليكون جلسة مطلة على تلك المزارع والنخيل الباسقات. 

وتشير زكية اللمكية إلى منزل آخر قريب من منزل أسرتها، وهو منزل الامام نور الدين السالمي، الذي يقف شامخا محافظا على تاريخه الأصيل. 

وقبل مغادرتنا المكان، رأينا مجموعة من الزوار يتوافدون الى متحف البيت الغربي، وهم يأخذون جولة بين غرفه ويلتقطون الصور التذكارية. وتقول زكية أنني لا أتقاضى مبلغا من السياح، فكل همي احياء الموروث العُماني حتى يتعرف عليه السياح.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*