مسابقة الولايات القلب النابض لملتقى شمال الشرقية الاقتصادي

بدية – محمد السيفي | 

تعد مسابقة الولايات المقامة بالقرية التراثية بحديقة بدية العامة ضمن فعاليات ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي القلب النابض والعمود الفقري لفعاليات الملتقى نتيجة لتميزها بتنوع الفعاليات التراثية والشعبية والحرفية التي عملت على استقطاب الاف الجماهير حتى الان اثناء العروض التراثية التي تقدمها الولايات الست “وادي بني خالد والمضيبي والقابل وابراء وبدية ودماء والطائيين”.

وتقوم فكرة مسابقة الولايات على قيام كل ولاية من الولايات الست بمحافظة شمال الشرقية على تقديم الموروث الحضاري والثقافي عبر استعراض كافة المقومات التراثية من فنون شعبية وحرف تقليدية واكلات والعاب شعبية وإقامة القرى الزراعية والبدوية الى جانب مشاركة جمعيات المرأة العمانية بالولايات التي تستعرض الأزياء العمانية والمشغولات النسوية .

وبعد تقديم اربع ولايات عروضها حتى الان (وادي بني خالد والمضيبي والقابل وابراء) حققت المسابقة نجاحا واقبالا كبيرا من كافة شرائح المجتمع بولايات محافظة شمال الشرقية و أشاد بها كل من حضر فعالياتها وشاهد عروض الولايات ناهيك عن الاشادات من قبل المغردين بمواقع التواصل الاجتماعي من داخل وخارج السلطة.

ويرجع نجاح المسابقة الى التحضير الجيد والمبكر والخطط والبرامج التي وضعها القائمين على ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي فشكلت لها لجنة رئيسية تشرف على اقامتها ومتابعة كافة تفاصيل المسابقة التي وجهت الدعوة لكافة الولايات من اجل المشاركة في المسابقة فووضعت لها قوانين ومعايير خاصة بالمسابقة .

وقال احمد بن عامر بن محمد المصلحي رئيس اللجنة المشرف على مسابقة الولايات بالملتقى ان مشاركة الولايات في هذا الملتقى جاءت من خلال اطلاق مسابقة تنافسية بين الولايات الست لابراز الموروث التراثي الخاص بالفنون الشعبية والحرف التقليدية التي تشتهر بها كل ولاية والالعاب الشعبية والقرية الزراعية الى جانب ابراز دور جمعيات المراة العمانية في هذه المسابقة من خلال ما تقوم به عضوات هذه الجمعيات في المحافظة على عادات وتقاليد الولايات وابرازها للجمهور.

وأشار الى انه تم تحديد درجة لكل نقاط التقييم لكل عنصر من الخمس عناصر فعلى سبيل المثالث فيما يتعلق بفكرة العرض تم وضع تقييم لكل عنصر كالاعداد والتنظيم والأداء وإبراز المجالات المتوعة للولاية ومشاركة وفعالية العناصر الشابة والنسائية والانضباط بالمواعيد ومدى نجاح فكرة العرض في ابراز المشاركة وتماسك فقراته .

وقال انه تم تشكيل لجنة رئيسية للاشراف على هذه المسابقة التي قامت بتحديد عناصر التقييم الخاصة بكل من فكرة العرض العامة وجدية وفعالية المشاركة والفنون الشعبية والصناعات الحرفية والألعاب الشعبية ومشاركة جمعية المراة العمانية والقرية الزراعية .

واوضح حمد بن سعيد بن علي الحجري العضو في لجنة الاشراف على مسابقة الولايات ان المسابقة تهدف بشكل رئيسي إلى الحفاظ على الموروث الشعبي من فنون تقليدية ومن صناعات حرفية ومن ألعاب شعبية وأيضا تفتح المجال أمام الجيل الحالي للاطلاع عليها والمحافظة عليها مستقبلا لانها هي الإرث الحضاري القائم على امتداد الحضارة العمانية على مدى التاريخ.

وأضاف ان اللجنة لاحظت منذ انطلاق اول مشاركة لولاية وادي بني بني خالد وحتى مشاركة مشاركة الولاية الرابعة والمتمثلة في مشاركة ولاية ابراء ان هناك جدية وحماس من تلك الولايات في ابراز كل ما لديها من ارث حضاري وتاريخي والظهور بشكل جديد وبموروث كان مندثر استطاعت ان تبرزه أمام الجمهور وهذا دليل على نجاح الفعاليات والتكاتف والتعاون بين ولايات المحافظة الذي يعد هدف من أهداف الملتقى.

وأشار الى التحضير للمسابقة لم يكن بسيط وتم تشكيل لجنة خاصة للاشراف على مسابقة الولايات وهذه اللجنة تابعة للولايات ووضعت عناصر لتقيم المسابقة واستعانت بلجنة تحكيم متخصصة من خارج المحافظة لتكون على الحياد مع كافة الولايات لأجل ان تكون على مصداقية في كافة قراراتها ونتائجها وتم حث الولايات على أهمية المشاركة من خلال الجوائز القيمة التي وضعت وكانت حافز للولايات لتشارك في المسابقة.

واكد ان هناك الاقبال الكبير من الجمهور لحضور الفعاليات يعد دليل بان الجمهور متعطش لمثل هذه الفعاليات و يطمح لمزيد من الملتقيات على مدار العام معربا عن امله في استمرار إقامة مثل هذه الملتقيات على مستوى محافظة شمال الشرقية بشكل خاص وعلى مستوى كافة محافظات السلطنة بشكل عام الذي يعد نوع من لمة الشمل للولايات والمحافظة على الموروث الشعبي واطلاع الجيل الحالي على ما هو موجود.

ويشاركه الحديث عبيد ناصر الحجري عضو لجنة الاشراف على مسابقة الولايات وقال ان التحضير لمسابقة الولايات بدأ منذ فترة طويلة وتم وضع جملة من التصورات والتركيز فيها على خمس عناصر ليكون التقييم من خلالها وهي الفنون والألعاب الشعبية والحرف التقليدية والبيئة الزراعية بالإضافة إلى الجمعية التي تمثل العنصر الأساسي .

و أضاف انه شاهده خلال الأيام الماضية التنوع في تقديم العروض التراثية وما تزخر به كل ولاية وان كان هناك بعض التشابه في الفنون والحرف التقليدية معربا عن امله في ان يتم المحافظة عليها .

وأوضح ان الهدف من الملتقى بشكل عام إلتقاء مجموعة شرائح المجتمع في مكان واحد وكل يحاول يقدم ما لديه سواء كان في مجال الحرف او الفنون او في مجال الالعاب الشعبية وأعمال الجمعيات التي تجسدها النساء.

كما يرجع نجاح مسابقة الولايات الى جدية اللجنة الرئيسية المشرفة في تكون المسابقة على مستوى يليق بمكانة محافظة شمال الشرقية حيث قامت بتشكيل لجنة محايدة من خارج المحافظة للتحكيم وتقييم الولايات والمتمثلة في الاستاذة ابراهيم بن سالم المنذري والشاعر خميس بن جمعة المويتي وعبدالله بن ناصر الذهلي والشاعر ربيع بن ملاح الهديفي كما رصدت الجوائز القيمة للمراكز الثلاثة الأولى وجوائز تشجيعية للجمهور عبر التقاط احسن صورة في كل يوم .

وقال إبراهيم بن سالم المنذري رئيس لجنة التحكيم في ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي انه شرف بهذه برئاسة اللجنة لمسابقة الولايات بالملتقى الذي يأتي بعنوان تنمية سياحية والذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة عمان فرع شمال الشرقية مشيرا الى ان الملتقى عمل على إيجاد مساحة شاسعة من الثقافة الحضارية كواجهة ثقافية وفنية وسياحية لولايات شمال الشرقية بحكم المسابقة الفنية للولايات والتي تشترك فيها جميع ولايات محافظة شمال الشرقية ما أبرزته هذه الولايات إلى الآن عبارة عن عادات وتقاليد إحياء لهذا الموروث العظيم من فنون ومن صناعات حرفية وقرى زراعية وايضا مواهب واختراعات حديثة لدى الجيل الحالي.

وأضاف انه لاحظ ومنذ اليوم الأول لانطلاق المسابقة تنافس شديد جدا بين الولايات الأربعة التي تم تقيمها إلى الآن وباقي ولايتين ، والمنافسة أتت نابعة من الاهتمام الكبير من المواطنين من شمال الشرقية للمحافظة على الإرث الضخم العماني سواء كان فني او تقليدي او موروث من العادات والتقاليد في كل البيئات الريفية والبدوية والجبلية والصحراوية .

وأشار الى ان الجماهير التي استقطبتها هذه المسابقة ليست فقط من داخل ولايات محافظة شمال الشرقية وانما من كل ولايات السلطنة كما تردنا اتصالات من كل دول الخليج العربي عبر التواصل الاجتماعي ما شاهد ته اللجنة من الولايات السابقة في التقيم يثلج الصدر لا يضاهيه أي مهرجان خليجي. واكد ان هناك فيه اهتمام كبير جدا من هذه الولايات في تقديم كل ما هو قديم واحيائه بشكل حضاري ومنظم ومخرج ومعد له اعداد جيد حيث هناك تنافس شديد حتى انه هناك بعض من الموروث الشعبي سواء كان العاب شعبية او بعض العادات والتقاليد مندثرة تماما قام أهالي هذه الولايات بأحيائها من جديد وتعليمها للجيل الحالي والذي سيحافظ عليها.

وأشاد بالتحضير الرائع من قبل اللجنة المنظمة لمسابقة الولايات والذي تم لمسه من خلال التواصل معنا عندما تنقل الكاميرات للخارج سواء في حسابات التواصل الاجتماعي (سناب شات ، انستغرام ، تويتر) وما يقال من كل المتابعين وكل التعليقات ان التحضير والاعداد والإخراج الفني العام للقرية التراثية التي تقام فيها المسابقة يكاد يكون يضاهي مهرجانات كبرى.

ويشارك الراي عبدالله بن ناصر الذهلي عضو في لجنة التحكيم بالقول “حقيقة يعتبر مهرجان الشرقية الاقتصادي نقلة نوعية في مجال المهرجانات والذي اعتمد على مشاركة الولايات كجانب تراثي واجتماعي ابرز من خلاله الفنون العمانية التقليدية في كافة مفرداتها واستطاع ان يشارك فئة تحتاج اليها في مثل هذه الفنون والحرف والمهن وهي فئة الشباب وأيضا الأطفال الناشئة حيث يتعلم هذا الطفل او هذا الشاب من اجداده وآبائه هذه المهنة وهذه الحرفة وهذا الفن حتى لا يندثر ورأينا ذلك من خلال مشاركة كل ولايات المحافظة في مهرجان شمال الشرقية وهذا جزء من الشروط التي وضعتها اللجنة مشكورة بمشاركة هولاء الناشئة “.

وأضاف انه لاحظ أيضا تمسك أبناء الولايات بالعادات والتقاليد الذي يعد جانب هام في مثل هذا الملتقى وهذا ما أبرزته هذه الولايات في مشاركاتها ولم تكتفي بذلك وانما أتت بفنون يمكن الظاهر منها فن واحد ولكن من كل فن تتفرع فنون أخرى خاصة في مجال البادية ،كالونة التغرود والطارق والهمبل الماشي كما استطاعوا توظيف بعض الآلات البسيطة التي لم تخدش هذه الفنون كالمزمار والقربة وهي شكل حديث كونه مهرجان جماهيري وهذا جانب من التطوير في فقرات فقط من هذه الفنون ولكن يبقى المهرجان له طعم وميزة ومتفرد.

وأشار الى التنافس كان كبير وكل ولاية تحاول ان تقدم الجديد وان تشابهت وهذا اكد عليه انه هناك فيه تشابه في الفنون ولكن كل ولاية تحاول ان تبرزه بشكل آخر يعني مثلا تعودنا على ان فن التعويبة تؤديه المراة اثناء قيامها بجمع الحطب ولكن اليوم في ولاية ابراء شاهدنا الرجل يشارك المرأة أيضا في ذلك وهذه المفردة نتعلمها نحنا ويتعلمها الحاضر هنا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*