القرية التراثية في حديقة القرم بين الحياة والموت..!

بلدية مسقط تبذل جهودا لإبراز الحديقة برونق جمالي  
****
غياب الرؤية عن تحويلها إلى قرية للحرفيين والصناعات التقليدية لجذب السياح 
****
مبانٍ جاهزة ومحلات قابلة لانشاء “دكاكين” للحرف العمانية وعرض الصناعات التقليدية 
****
إنشائها في فترة مهرجان مسقط ساهم في نقل التراث العُماني محليا وخارجيا 
****
مسقط – يوسف بن أحمد البلوشي|
حينما تبدأ خطوات الدخول الى حديقة القرم الطبيعية ذلك المزار الجمالي الذي يتوسط مدينة القرم، بأشجاره الوارفة ونظافة المكان الذي تبذل من أجله بلدية مسقط جهودا كبيرة ويتم صرف أموال للحفاظ على المكان الترفيهي الجميل في محافظة مسقط.
تحسينات
مجموعة من عُمال النظافة يقومون بدورهم في تحسين الحديقة كل صباح مساء، وأحد حراس الحديقة يجلس عند بوابة الحديقة مستمتعا بالمكان، لم يكن الطقس حارا خلال زيارتي له، حيث كانت الساعة تشير الى الحادية عشرة قبيل الظهر، أخذت طريقي الى الجهة التي أردت الوصول اليها في الحديقة وهي القرية التراثية بعد المرور على ميدان اليوبيل الفضي الذي انشىء بمناسبة احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والعشرين، حيث تتوسط المكان نافورة تم تبليطها بالرخام العُماني اضافت جمالا اخر للمكان الواسع.
جمال
لوحات موضوعة عند مدخل الحديقة منها لوحة بمناسبة افتتاح ميدان اليوبيل الفضي واُخرى عن مكونات الحديقة. روعة المكان يجذب خاصة مع تلك الورود الجميلة والاشجار فارعة الطول التي أعطت جمالا للمكان وكأن تسير في احدى حدائق أوروبا، بينما نافورة الحديقة تبث رذاذها وسط البحيرة التي تتوسط الحديقة.
أخذت طريقي يميناً الى القرية التراثية، لأرى أطلالا فقط من تلك القرية الجميلة التي كان يبث منها برنامج أصالة بصوت المذيع عبدالله الذهلي وهو يحول وسط تلك الاهازيج الشعبية وبين الدكاكين والمحلات التي كانت يوما ما تنتشر في ربوع ذلك المكان.
مجرد جدران
لكن للأسف أصبحت القرية التراثية اليوم مجرد جدران من طين مهجورة منذ سنوات بعد تحويل فعاليات مهرجان مسقط الى حديقة العامرات. فلم يعد المكان هنا في تفكير أي مسؤول لاستغلاله سياحيا كموقع للصناعات الحرفية التقليدية خاصة وانه موقع جاهز من كل المقومات من حيث المباني الجاهزة، والمحلات التي بالإمكان ان تكون ” دكاكين” لبيع الصناعات المحلية العمانية التقليدية بدلا من ان تكون مهدمة تتساقط مع الزمن اسقفها شيئا فشيئا.
حينما تأخذك قدميك الى تلك القرية تقول في نفسك، لماذا صرفت أموال من دون اهتمام، لتكون الاستفادة من القرية بشكل أوسع وأشمل. لماذا غاب التخطيط عن المسؤولين القائمين على الحديقة او حتى وزارة السياحة او هيئة الصناعات الحرفية لاستغلال هذا المكان ليكون إحدى الوجهات السياحية الجاذبة والتي بالإمكان استقطاب السياح خاصة وأن مسقط لا يوجد بها قرية حرفية.
قرية سياحية
بلا شك ان محافظة مسقط تحتاج اليوم الى وجود مثل هذه القرية التراثية التي تجذب السياح والتعريف بالصناعات العمانية خاصة وان سوق مطرح للاسف لم يعد به مكان للصناعات الحرفية العمانية فكل ما يباع غير عماني حتى أصبح السياح لا يشترون من السوق غير الماء والكمة المصنوعة في الخارج. فهذه القرية يمكن تحويلها الى سوق تراثي لبيع المنتجات الحرفية العمانية خاصة وان المكان مهيأ لاستقبال الصناعات والسياح مع عمل مقهى يقدم الاكلات العمانية من خلال جذب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لانشاء مطعم عماني بدل المطعم او الكافتيريا الموجود حاليا عند مدخل الحديقة.
ساحة للفنون
كما يمكن اقامة فنون تقليدية عمانية في ساحة ميدان القرية التراثية خاصة مع بداية انطلاق الموسم السياحي الشتوي الذي يبدأ من شهر اكتوبر الى شهر أبريل تقريبا، مع اخذ مبالغ لا تزيد عن ريال واحد للدخول الى القرية التراثية لمشاهدة معالمها وفنونها التي تقدم في الفترة المسائية على الاقل حتى الساعة 8 يوميا.
وبلا سك سوف تجذب السياح والمواطنين اذا ما تم ترتيب القرية بصورة يجعل منها قرية سياحية كما هو الحال في بعض البلدان التي انشأت قرى سياحية تقام فيها كل الفنون الشعبية والتقليدية وتباع فيها الصناعات الحرفية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*