وادي العربيين-خاص وجهات | يعد وادي العربيين من الأودية الجميلة في محافظة مسقط ويبعد 3 كيلومترات عن مركز ولاية قريات على الطريق المتجه ناحية قرى (فنس وبمه). ويشق الوادي أخدود هائل عميق في خاصرة هضبة جبال الحجر الشرقي تتميز المنطقة بغزارة المياه حيث تتواجد بالوادي البرك المائية العميقة. يتكون وادي العربيين من أربع قرى تتوزع على ضفتيه، وتشتهر هذه القرى بزراعة النخيل والموز والليمون والمانجو.
فمن يبحث عن المتعة والفضاء المفتوح على الماء المتدفق، سيجد ضالته في وادي العربيين، هذا الموقع السياحي الذي لا يعرفه الكثيرون، والذي تنحدر مياهه من أعالي هضبة جبال الحجر الشرقي، على مقربةٍ من ولاية قريات، ويعتبر محطة سياحية مهمة للأفواج السياحية القاصدة وجه الشرقية عبر بحارها ورمالها وتكويناتها الطبيعية الخلابة.
طريقة الوصول
الوصول إلى وادي العربيين يتم عبر طريقين، الأول يأتي بعد تجاوز مدخل ولاية قريات من الطريق الساحلي الجميل (قريات- صور) بكيلومترات يجد القادم من مسقط لوحةً على الجهة اليمنى، ثم يسلك الطريق المعبد الذي ينتهي بتقاطعٍ ترابي، ينعطف بعدها يساراً، ويواصل المسير عبر طريقٍ ترابي متعرج، يلزم أخذ الحذر والإنتباه والحيطة فيه، خاصة في ظل وجود بعض الوعورة، ويمتد (17) كيلومتراً، حتى يستشرف الزائر قرية البطحاء من عقبة الجبل، لتظهر له جمال الطبيعة جليةً ورائقة، وهي أولى التقاسيم التي تشد الانتباه للمكان والطبيعة البكر، وبعدها يصل إلى بداية الوادي حيث البركة المائية التي تلازم الجبل كظله.
الطريق الثاني عبر قرية ضباب، من خلال طريقٍ ترابي يبلغ (12) كيلومتراً، وهو أسلك وأسهل من الطريق الأول، يمر على مناظر طبيعية رائعة، ابتداءً من مدخل الوادي الذي يقصده الكثيرون من فئة الشباب لغرض الاستحمام، هذا الطريق يمر على عددٍ من القرى الصغيرة كالصليفي والفرع والحيل حتى يصل إلى قرية البطحاء ملتقى الطريقين، لتبدأ رحلة استكشاف استثنائية الطبيعة في المكان والدهشة المغايرة.
نقاوة المياه
بعد طريقٍ متعبٍ قليلاً، وجراء عناء الرحلة، فإن البركة المائية الكبيرة التي تستقبل الزوار في قرية البطحاء تسرُّ الناظرين، وتبعث الأمل والإنشراح في النفوس، وتأخذ الزائر في أجواء الدهشة المغايرة بمرأى الماء العذب النقي، فما يميز وادي العربيين هو صفاء مائه ورقته، فكل شيء تنعكس صورته عليه بصفاءٍ مثير، ما يزيد من متعة المكان وأناقته وروعته.
بعد البركة وعلى الميمنة، طريق الفلج عبر ممراتٍ زراعية، تنطلق عبره رحلات هواة المشي وتسلق الجبال، فتراهم يعبرون الفجاج بإقدام، وهو طريقٌ محفوفٌ بأشجار المانجو والليمون والموز والنخيل، مروراً على جداول الفلج الجبلية، وصولاً إلى الوادي النمير، حيث تجتمع إمارات الجمال وعناصر الإبداع الكونية، وسط مجرىً الوادي الذي يجري بتدفقٍ في بعض أركانه، وينسل بين الصخور والمسامات الأرضية في أخرى، ليظهر بقوةٍ في مكانٍ لاحق، جريان الوادي يملأ النفس إشراقاً والعين بهجةً وحيوية.
يوجد بالوادي أربعة أفلاجٍ غيلية وهي فلج مطاح وفلج العقة وفلج الناقمة وفلج الحيلة إضافة إلى أفلاجٍ مهمةٍ أخرى كفلج البطحاء وفلج حيل القواسم وفلج الصليفي وفلج الفرع، جميعها تسقي المدرجات الزراعية، التي أضافت للمكان بعداً جمالياً أخاذاً، وعمقاً طبيعياً مدهشاً.
متعة التخييم
هذا المكان، من الصعب أن تجده خالياً من الزائرين، والمثير في الأمر أن الغالبية العظمى من زواره هم من الدول الأجنبية الغربية، في حين فإن الزوار المحليين والعرب لا يوجدون بكثافة في الوادي. ما يميز هذا الموقع السياحي البديع هو غزارة مياهه وتدفقه بقوة على مدار العام، إذ أنه لا يتأثر بتأخر هطول الأمطار أبداً، وعليه فهو يتمتع بقابلية الزيارة في أي وقتٍ وفصلٍ كان.
طول الوادي، جعله مهيأ للتخييم، إذ يمكن للزوار أن ينصبوا خيامهم على امتداده، وهو فسيحٌ تتوافر فيه كل سبل الراحة، فالجبال الشاهقة، والتعرجات الصخرية، والأرض المفترشة بالحصى الصغير، والبرك المائية الممتلئة، والمياه المنسابة بين الصخور والجارية برشاقة تمنحك كل دوافع التخييم وإطالة الإقامة فيه، خصوصاً مع الأسرة.
البحيرة الكبيرة
في نهاية الوادي تجتمع كل الإثارة، ويحضر الجمال بكل عنفوان، حيث البحيرة الطويلة الممتدة، والتي تشبه البحر في طولها واتساعها، بحيرة يقف المرء أمامها مشدوهاً مأخوذاً ببديع صنع الخالق، فهي لوحة فنية طبيعية لا تترك أي أثرٍ في النفس من وشائب الحياة وأدرانها، تأخذ من الزائر كل ما يعتلج بصدره من متاعب وهموم وقلق وتلقي به في بطنها، هنالك على ضفافها لا ينشغل الزائر إلا بتأملها والاستمتاع بالنظر إلى حركة مياهها المتموجة، وكأن هناك من يجذب الماء ثم يعيده بطريقةٍ سلسةٍ ومبهرة.
البحيرة تلعب دوراً مهماً في منح الزائر الاسترخاء الذي يريده، كما أن بلدية مسقط قامت بوضع لائحةٍ كبيرة تحذر الناس من الاقتراب منها لمن لا يجيدون السباحة، فهي عميقةٌ جداً، ويكتمل ذلك الجمال البيئي بمنظر الشلال الذي يستحوذ على لبك، ويأسر كيانك وينقلك إلى عالمٍ آخر، الشلال يصب بغزارةٍ وبقوة في البحيرة التي لا ترتوي أبداً منها، بل تشعر الشلال بظمئها الشديد.
إرشادات سياحية:
1ـ إستخدام سيارة الدفع الرباعي أثنا الذهاب إلى المناطق الجبلية والوعرة.
2 ـ على السائح ارتداء الملابس المحتشمة التي لا تخدش الذوق العام.
3ـ يمنع التقاط صور الأفراد والأسر إلا بعد استئذانهم.
4 ـ يرجى أخذ الحيطة والحذر أثناء الانتقال بالقارب بالبحيرة، أو الصعود الجبلي.
5ـ عدم السباحة بالقرب من المزارع الموجودة على ضفاف الوادي، مما يسبب حرجاً لأصحابها الذين يخرجون يومياً لمتابعة شؤون فلاحتهم خصوصاً النساء.
6 ـ يجب عدم الاقتراب من المزارع الخاصة بالمواطنين وجني ثمارها أو إشعال النار بها لغرض الطبخ وغيره.
7 ـ كون الوادي يقع بالقرب من المباني السكنية يرجى من الزوار عدم إصدار الأصوات المزعجة والضجيج العالي الذي بات يقلق القاطنين بالمكان كثيراً.
8 ـ يرجى عدم العوم والسباحة في البرك الداخلية العميقة لمن لا يجيدون السباحة.
9 ـ يجب الانتباه على الأطفال ويفضل عدم اصطحابهم إلى داخل الوادي لخطورته.
10 ـ يجب على الزائر رمي المخلفات في الأماكن المخصصة لها، مع الاجتهاد في ترك المكان أفضل مما كان.
11 ـ عدم التخلص من القمامة برميها في البرك المائية أو مجرى الوادي .
ما شاء الله .. مناظرة طيبة وطبيعة خلابة … وتقارير ممتازة
كل الشكر وخالص التحية لجريدة وجهات ..
تقبلوا تحياتي / سامي البحري .