كتب: يوسف بن محمد البلوشي /
تصوير:خالد العبري
بدأت السياحة تلعب دورا هاما في تطوير الكثير من العلوم والمعارف من خلال اهتمامها وتطويرها بمجالات عدة تخدم مختلف الشرائح العلمية والابداعية كالسياحة الفوتوغرافية والسياحة العلاجية والسياحة التعليمية. وما أن تطورت المنظومة السياحة الا وبدأت مفاهيم ومصطاحات جديدة في الظهور ومن أهمها السيــاحة الجيولوجية والتي تعنى بزيارة المناطق الجيولوجية ودراسة تكونها وتاريخها في السياق العلمي. وتعتبر زيارة السلطنة عبارة عن قصص جيولوجية مختلفة لتباين تركيبها وتضاريسها فتجد فيها الصخور والمعادن والأحافير والتراكيب. والجدير بالذكر أن الوقوف على هذه الظواهر والشواهد الجيولوجية تعد سياحة تاريخية أيضا لما لها من عمر يناهز آلاف الأعوام لتكوينها. ولكون أن موقع السلطنة مر بالكثير من التحولات – بقول العلماء- لذلك تمتعت بعجائب جيولوجية عدة كالوسائد البركانية وأفضل نطاق لتساقط النيازك وأقدم مصادر النفط في العالم التي جعلتها مرصدا للمهتمين في هذه المجالات. وتعد هذه العجائب هي المكون الأساسي للوسط الجيولوجي والذي رافقته ظهور مزارات نشأت نتيجة العوامل الجيولوجية كالكهوف والجبال والسبخات والجزر والخيران والعيون ..الخ. ونظرا الى اهتمام الحكومة للسياحة كمورد متجدد يسهم في تنويع مصادر الدخل في البلاد يشكل هذا النوع من السياحة محور مهم في تطوير القطاع السياحي ككل. لذلك نسلط الضوء على هذا المجال الذي نأمل أن يرفد القطاع على عوائد مستمرة طوال العام وليست حكرا على مواسم معينه. وسنركز على أهم المشاهد الجيولوجية والتي تسهم في تنشيط الوسط السياحي ويعمل على تنمية المشهد ككل سواءا في السياحة الداخلية والخارجية.
الكهوف
وتعد الكهوف متاحف جيولوجية مخبأة في الجبال والتي تشكلت نتيجة لعوامل جيولوجية مختلفة وتعد الملاذ الأول للانسان في القدم. وتنفرد هذه التكوينات بخصائص استغرقت آلاف السنين لتزيينها وتشكيلها على ماهو عليه اليوم وتعد أحد أهم الكنوز الطبيعية والتراث الوطني الذي يتطلب الاهتمام والرعاية للحفاظ عليها. ويعتبر كهف الهوتة وكهف مجلس الجن وكهف دربات من أهم الكهوف في الارث الجيولوجي في السلطنة. ويعد الاهتمام بحالة هذه الكهوف وصونها لتكون صالحة للزيارة رافدا مهما للمورد السياحي العماني. ولا يتوقف الاهتمام في تهيئتها بل لجعلها مراكز سياحة تحتوي على خدمات للوصول اليها بالاضافة الى تهيأتها لتؤدي رسالتها كمتاحف طبيعة تشكلت بفعل الزمن. فتوفير خدمات الترفيه والتغذية بالاضافة الى المرشدين السياحيين تعد من أهم الواجبات التي يجب القيام بها لتسهم بصورة فعالة وتقوم بدورها المنوط على أكمل وجه.
الرمال:
كما تعد الأنشطة الصحراوية والفسحات الرملية الشاسعة في السلطنة باختلاف أنواعها ودرجة نعومتها من أهم المزارات السياحية التي ترفد الحركة السياحية سواءا الداخلية منها أو الخارجية. وتعتبر رمال الشرقية ورمال بوشر بالاضافة الى رملة خبة القعدان من أشهر الفسحات الرملية التي يرتادها السياح. والجدير استغلال هذه المواقع في مسابقات شبابية يتم تنظيمها من قبل جهات رسمية كسباقات صعود السيارات ومسابقات عبور هذه الرمال بتوفير جوائز مجزية. والملح في الأمر توفير خدمات سكنية واستثمارات سياحية في هذه المواقع لترقى بأعداد زوار أكثر يسهمون في تنشيط الحركة السياحة في الموقع. ولا ننسى الاشادة بدور الحكومة متمثلة في وزارة السياحة بالتسويق لهذه المواقع والمزارات لتكون أكثر فعالية.
حديقة الصخور
كما الحديقة التي تم اكتشافها في مساحة شاسعة بولاية الدقم في محافظة الوسطى أحد المواقع السياحية المتميزة لما تحتوي من تشكيلات صخرية نادرة والتي يقول العلماء أنها تشكلت بفعل عوامل التعرية الخريفية منذ ما يزيد عن 30 مليون عام. ويهتم العديد بزيارة هذا الموقع لتفرده بالتكوينات الصخرية التي تسهوي الجيولوجيين لدراسته وتجذب عدسات المصورين لتوثيقه. وتتميز الولاية التي تحتضن هذا المزار الفريد بجمال العناق بين البحر والرمل والصخر لما تبرهن بتكاملية المحيط ليكون أحد أهم الخيارات السياحية بالسلطنة.
العيون:
تعد العيون أحد الموارد المائية التي تنبع من الجبال بصورة مستمرة طوال العام. وتشكل أحد أهم المزارات للسياحة الداخلية لتوفر المياه والطرق الميسرة للوصول اليها. وتعد عين الكسفة وعين الثوارة وعين حمران من أهم العيون التي تشتهر بها السلطنة لما تلقى من ازدحام سياحي لاسيما في أيام العطل لتجذب العوائل والمواطنين بالاضافة الى السياح ليمتزج الجميع في مشهد رائع يبين النشاط السياحي في السلطنة. وينتقص هذه المواقع وجود فعاليات لتنشيط الحركة السياحية بصورة أكبر بالاضافة الى قلة الترويج لأحد أهم المحاور السياحية في السلطنة. بالاضافة الى قلة الخدمات الأولية لتوفير بيئة مريحة يستمتع بها مرتادوا هذه المواقع.
ليس حصرا وأنما ذكرا تطرقنا الى بعض أشهر المزارات الجيولوجية في السلطنة والتي نعول عليها كثيرا في السياحة الجيولوجية العمانية. ويعول الجيولوجيين في العالم على عمان حمايتها لكوكب الارض من الاحتباس الحراري لاحتوائها على مكامن صخرية نادرة بقدرتها تحويل ثاني أكسيد الكربون الى أكسجين. لذلك نتوقع المزيد من الاستقطاب في هذا المجال لدراسة الطبيعة العمانية مما يلزمنا بتوفير البيئة المناسبة لضمان استمرارية ارتياد هؤلاء الى عمان.