كتب: حمدان بن علي البادي /
الكويت مركز حضاري وأشعاع تتكسر أمواج الخليج العربي على شواطئها، حيث تجتمع الحضارة والتاريخ والموروث الشعبي مشكلة بذلك نسيجا متمازجا من الهوية التي تتفرد بها دولة الكويت وتكسبها طابعا استثنائياً ، يستقطب سنويا المئات من السياح العرب والأجانب الذين يقصدون العاصمة للإستجمام والترفيه والأعمال .
وأنتبهت دولة الكويت قبل غيرها من دول الخليج، أنه ليس بالنفط وحده تحيا الشعوب ، وأنما للسياحة الجزء الأكبر أن أحسن حياكة هذه الصنعة، لذا عمدت منذ وقت مبكر على توفير وبناء البنية الأساسية للسياحة واليوم بين المنتجعات السياحية والجزر والمجمعات التجارية ومراكز الجذب السياحي والترفيهي يقضي السياح وقتهم مستكشفين تاريخ وتراث دولة الكويت الغني بالكثير من المفردات التي شكلت نسيجه وأعطته هوية خاصة .
الكويت في مفردات السياحة هي المدينة العصرية والبر والبحر والساحل الممتد والجزر المتناثرة في المياه الأقليمية والأبراج الثلاثة التي تقف حارسا للعاصمة وشاهدا للكثير من أحدثها منذ العام ١٩٧٩ لم تكسر شموخها رياح الخماسين ولا الغزو العراقي الغاشم، تقف شامخة عالية تقول هنا الكويت أرض العروبة ودولة الإنسانية وهو اللقب الذي أستحقته موخراً من الأمم المتحدة وحصل أميرها على لقب ” أمير الانسانية ”
أبراج شامخة
تأتي أبراج الكويت الثلاثة كواحدة من أبرز المعالم السياحية في الكويت التي يحرص السياح على أخذ الصور التذكارية على خلفيتها حيث تقف شامخة على أرتفاع ١٨٧ مترا تطل على الخليج العربي بهندستها الفريدة في التصميم والبناءوهي محاولة لدمج التقنيات الحديثة والقيم الجمالية والاحتياجات الوظيفية والخدمات الاجتماعية في منشأة واحدة. حيث يضم البرج الرئيسي ، كرة عليا كاشفة تدور دورة كاملة حول نفسها كل نصف ساعة، لتمنح السياح إطلالة جميلة على المدينة، مع وجود المناظير التي تقرب بعض المعالم البعيدة والكرة السفلية التي تضم عددا من المطاعم والمقاهي ، أما البرجين الآخرين فالأوسط خزان ماء بسعة مليون غالون والاصغر للطاقة للكهربائية، ويسعي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت إلى تسجيل أبراج الكويت على القائمة التمهيدية للتراث العالمي.
جزر متعددة
تشتهر دولة الكويت بجزرها التسع المتناثرة في المياة الاقليمية للكويت أبرزها جزيرة فيلكا التاريخية في الركن الشمالي الغربي من الخليج العربي على بعد 20 كيلومترا من سواحل مدينة الكويت إلى جانب الجزر الأخرى التي لاتقل عنها أهمية تاريخية والتي تشكل جميعها اليوم معلماً سياحياً ومسرحا للكثير من الأنشطة السياحية ورحلات التخييم والصيد والغوص لعدد كبير من السياح من داخل الدولة وخارجها .
أحصائيات
تؤكد الارقام الصادرة مؤخرا أن حركة القادمين والمغادرين عبر مطار الكويت الدولي والمنافذ البرية كبيرة وخاصة في الموسم السياحي الممتد من سبتمبر حتى ابريل نظرا لما تتمتع به الكويت خلال هذه الفترة من أجواء معتدلة ودافئة مع وجود عدد من الانشطة والبرامج السياحية والمهرجانات من أبرزها مهرجان هلا فبراير .
وتشير احصائيات وزارة الداخليــة إلى أن حركة المسافرين لقطاع شؤون أمن المنافذ خلال الفترة من 2/10/2014 إلى 11/10/ 2014 وهي الفترة التي صادفت أيام عيد الاضحى المبارك، تشير إلى أن إجمالي عدد المواطنين المغادرين والقادمين عبر المنافذ البرية ومنفذ المطار بلغ 381.753 الف نسمة وإجمالي عدد المغادرين والقادمين لمواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من المنافذ البرية بلغ 445819 ألف نسمة منهم 220211 ألف مغادر و225608 ألف قادم من منافذ السالمي والعبدلي والنويصيب، وأن أجمال المواطنين القادمين عبر المنافذ الثلاثة خلال الفترة نفسها يبلغ 130126 نسمة وعدد المواطنين المغادرين يبلغ 112148 نسمة.
وأن إجمالي عدد التأشيرات الصادرة من الإدارة العامة لأمن المنافذ البرية عن الفترة نفسها 2405 تأشيرة منها 379 تأشيرة لمنفذ السالمي و1918 تأشيرة لمنفذ النويصيب و108 تأشيرة لمنفذ العبدلي.
بينما إجمالي عدد المغادرين والقادمين في مطار الكويت الدولي عن الفترة نفسها بلغ 327898 ألف نسمة منهم 75924 ألف قادم و63555 ألف مغادر من الكويتيين، و12092 ألف قادم و10756 ألف مغادر من مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، و81058 ألف قادم و84513 ألف مغادر من جنسيات أخرى.
هلا فبراير
تميزت الكويت بتنوع ثقافتها المعنوية من معتقدات وقصص واهازيج تخص أهل البحر وأهل المدينة ورقصات شعبية وعادات توارثتها الاجيال ضمن الفولكلور الكويتي، والتراث الذي يعكس الكثير من حياة الشعب وافكاره واحاسيسه وحاجاته ، وهمومه وآماله. وايضا الثقافة المادية واسهامات الانسان الكويتي في الفنون التطبيقية والصناعات ذات القيمة الثقافية والتاريخية مثل صناعات السدو، السفن، والصناعات اليدوية.
كذلك يحرص المجتمع الكويتي على تركيز ثقافة الديوانية كأحد المظاهر الإيجابية وأبسط أشكال الديموقراطية حيث تأتي الديوانية كمجالس يرتادها الجميع ضمن مفردات الثقافة الكويتية التي تشكل ثقافتة وواحدة من الانشطة الليلة التي يمكن أن يقضى فيها زوار الكويت وقت ممتع لاحتساء القهوة وتحليتها بالدرابيل التي تعد من أشهر الحلويات الكويتية .
ويعد مهرجان هلا فبراير من أبرز المهرجانات السياحية في المنطقة الذي يأتي سنوياً في شهر فبراير الذي تحتفل فيه دولة الكويت بعيدي الاستقلال والتحرير يومي 25 و26 فبراير، ليكمل للأفراح والبهجة بالأعياد الوطنية. بالإضافة إلى أعتدال وجمال حالة الطقس في شهر فبراير، مما يجعله شهراً مناسباً للكرنفالات والاحتفالات والأنشطة الخارجية المصاحبة للمهرجان.
المتاحف
أما في مجال المتاحف والمعارض الفنية تهتم الكويت بالأنشطة الثقافية والفنية ، حيث يوجد عدد من المتاحف الحكومية والخاصة مثل متحف الكويت الوطني الذي يحوى آثار الحقب التاريخية المختلفة التي مرت على أرض الكويت كالحضارة الدلمونية والبابلية الكاشية والإغريقية وغيرها، وأيضًا المتحف العلمي والذي يهتم بالحياة الطبيعية والعلوم المعاصرة، وكذلك المركز العلمي الذي يحتوي على عينات حية من حيوانات وأسماك البيئة البرية والبحرية الكويتية، ومتحف الفن المعاصر، ومتحف بيت لوذان المهتم بالفنون التشكيلية، ومتحف بيت ديكسون الذي كان منزلًا للمقيم السياسي البريطاني هارولد ديكسون،، وبيت الكويت للأعمال الوطنية الذي يتحدث عن الغزو العراقي والتحرير، ومتحف طارق رجب الخاص بالأنثربولوجيا الإسلامية، ومتحف القصر الأحمر بالجهراء.
متعة التسوق
يوجد في دولة الكويت الكثير من الأسواق والمجمعات التجارية الحديثة تناسب جميع أفراد الاسرة لاحتوائها على كل الاحتياجات من ترفيه وسينما ومطاعم وماركات عالمية وصناعات محلية إلى جانب محلات التسوق الاخرى. وقد أخذ بعضها من الشهرة ما جعلها لتكون معلما سياحيا يضعة سياح دولة الكويت في أجندتهم اليومية لقضاء وقت في عالم متكامل من التسوق والترفيه ، إلى جانب الاسواق الشعبية والتقليدية مثل اسواق المحاميد التي تنتشر في أغلب مناطق الكويت وسوق المباركية التي يقصدها السياح بحثا عن عبق الماضي و الهدايا التذكارية والصناعات الكويتية التقليدية .
معلومة اضافية
تلعب شركة المشروعات السياحية دورا مهما في تطور وتنمية السياحة بالكويت منذ أن تأسست في الثالث من ابريل من عام 1976 لتقديم الخدمات الترفيهية والترويحية لكل مواطن ومقيم على أرض دولة الكويت ، وتعتبر الشركة ريادية في مجال الترفيه والترويح ولها باع طويل في هذا المجال وساهمت بشكل ملموس في عمليات تطوير وتنمية السياحة في دولة الكويت ، كما تساهم الشركة أيضا من خلال العديد من الاتجاهات في منح القطاع الخاص الفرص للاستثمار في مرافق الشركة وارتبط اسم الشركة مع أكثر من ثلاثة أجيال منذ تأسيسها وذلك من خلال خدماتها التي تقدم في مرافقها المنتشرة في أنحاء الكويت، حيث تقدم تلك المرافق العديد من الأنشطة المرتبطة بجميع شرائح المجتمع.