مقال محطة | خليج صولي ورقصة الدلافين

بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | مع إشراقة شمس الصباح، أو غروب أصيل ذلك المساء، تفوح رائحة اللبان الظفاري الحوجري، وتتمايل أغصان شجرة النارجيل الفارعة بطولها وكأنها تعانق السحاب، بينما موج بحر العرب هادىء هناك حيث خليج صولي في صلالة. هنا تتكون مشاريع سياحية جديدة، بل مدينة سياحية، على شاطئ خليج صولي بمسماه الجديد، حيث دخلت التاريخ حتى الآن ثلاثة مشاريع فندقية هي روتانا صلالة الجويرة والفنار. هذه المشاريع تشكل دعما للسياحة في محافظة ظفار كونها باتت وجهة سياحية عالمية تتدفق اليها الأفواج من كل حدب وصوب. دائما المشاريع الفندقية تشكل بداية لوجهة جديدة سياحيا للسياح الذين يبحثون عن الأمان والهدوء والشمس الدافئة.
في خليج صولي بصلالة تتجمع كل هذه المتطلبات، لذلك يجلس ذلك السائح الالماني القادم من بلاده ذات البرودة القارسة إلى دفء ظفار وخليج صولي. ومنذ الصباح الباكر يهب ذلك السائح الإيطالي الذي وصل مساء إلى صلالة لتناول وجبة فطوره حتى يذهب إلى بحر العرب حيث تداعب قدميه موج البحر الهادئة وكأنها تقول له هنا الأمان هنا راحتك النفسية التي تبحث عنها وهنا وجهة سياحية جديدة لم يعرف عنها الكثيرون في أوروبا.
صلالة خاصة وظفار عامة بل عمان على وجه العموم تحتاج إلى انتفاضة تسويقية تعرف بها العالم، فكل هذه المكنونات والمكونات والايقونات التضاريسية والجغرافيا المتنوعة تحتاج إلى حالة تسويقية نبهر بها العالم.
صلالة بها ترتاح النفس بعيدا عن ضوضاء المدن وصخب السهرات في بانكوك او دبي او ميونيخ او لندن. هنا تسكن الروح وتهدأ، فلا تسمع سوى صوت طيور البحر وموج البحر الهادىء حينما يصل الى الشاطئ بامان وسكينة هنا تستمتع برقصة الدلافين التي ترافق رحلتك البحرية في مياه بحر العرب والمحيط الهندي. اليوم في صلالة 2700 غرفة ايوائية تحتاج إلى من يسوقها سياحيا دوليا، في أوروبا ودول الخليج وحتى تسويقها داخل السلطنة. لماذا لا نبذل جهدا تسويقيا فاعلا يسهم في دفع عجلة هذا القطاع في صلالة على وجه التحديد. صلالة بها فنادق عالمية وخدمات راقية ومتاحف وبيوت أثرية ومراكز تسوق جميلة.
مطار صلالة بحلته الجميلة منجز نهضوي لعصر الدولة الحديثة التي ارساها حكيم عمان والعرب وصانع السلام في قارات العالم، جلالة السلطان المفدى، حفظه الله ورعاه، لذلك بالفعل اننا نحتاج إلى تسويق مكثف لصلالة وكل محافظات عمان.
التسويق يتطلب فكرا جامحا لينهض بهذا القطاع، والدور هنا ليس فقط على وزارة السياحة بل يجب ان تتشارك الفنادق التي نعتبرها مقصرة في هذا الجانب، وشركات الطيران التي تسير رحلاتها إلى السلطنة. إننا اليوم أمام طريق طويل يجب ان نستثمر من خلاله قطاع السياحة ليكون رافدا مهما لتنويع سلة اقتصادنا الوطني.

yahmedom@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*