165 مليون سائح فما هو نصيبنا

بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | 
تغمرني السعادة كثيرا حينما أرى سياح العالم يعيشون أجواء جميلة في السلطنة تجدهم يجمعون محار البحر او يستمتعون برمال الصحراء وبالأودية وجبال بلادنا، ويلتقطون صورا لهم، في موسم انتعاش السياحة.
مجموعات سياحية تأتي الى ذلك المنتجع المطل على بحر عُمان الذي غير كثيرا من مفهوم السياحة وأشرك المجتمع في التحول السياحي. سياحا من فرنسا وألمانيا وبلجيكا وغيرها من البلدان الأوروبية الذين يسحرهم الإنسان العُماني، برحابة صدره.
وبالأمس شدني الحديث الذي أدلى به الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية للدكتور طالب الرفاعي لوكالة الانباء الكويتية، عن الدراسة التي أكد عليها ان الوطن العربي سوف يستقطب حوالي 165 مليون سائح بحلول العام 2030.
هذه المؤشرات علينا ان ندرسها نحن في السلطنة، ونضع استراتيجية حقيقية، مع استراتيجية 2040، لواقع قطاعنا السياحي الذي ينمو اليوم بوتيرة متسارعة أفضل بكثير من سنوات مضت، بفضل حرص الحكومة على دعم هذا القطاع ليواكب متغيرات العصر منها انخفاض أسعار النفط عالميا مما أثر سلبا على الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني الذي يعتمد على مداخيل برميل النفط بنسبة تتجاوز 80 ‎%‎ .
ومع كل المؤشرات التي نعيشها فإن قطاع السياحة في السلطنة بإمكانه لعب دور مهم وكبير في تغيير كثير من وقائع الأمور التي بالإمكان أن تحول السلطنة إلى وجهة سياحية عالمية تستقطب أفواج العالم لما تملكه أولا من مقومات عديدة تفوق مجرد بحر وصحراء، وإنما على هذه الأرض كنوز عدة بالإمكان لفت أنظار العالم اليها.
تحدثت قبل أيام مع سياحا من بلجيكا يزورون السلطنة لأول مرة بل أني تفاجأت حينما قالوا انهم لأول مرة يعرفون عن عُمان بعد أن أشارت لهم صديقة بزيارة هذا البلد لتعذر حصولهم على رحلة إلى وجهة اختاروها سابقا قبل المجىء إلى السلطنة.
وفي الحقيقة أنبهروا بما لمسوه على أرض السلطنة في أول زيارة لهم من حضارة وتاريخ وأهم من كل هذا الإنسان العُماني الذي أشيد به من قبل السياح وهذا ليس لأول مرة نسمع هكذا اطراء عن العمانيين كشعب مرحب بالسياح، إضافة إلى الإعجاب بالمقومات السياحية التي تزخر بها السلطنة بمحافظاتها التي تشكل تنوعا كبيرا في المزارات السياحية.
هنا وعودة على حديث أمين عام منظمة السياحة العالمية علينا أن نستدرك الخطوات السريعة في تعزيز هذا القطاع الحيوي الذي سيجعل السلطنة بلدا سياحيا كبيرا اذا ما استثمرنا مقوماتها وعززنا ذلك بالانفتاح والتسهيلات وبمزيد من الترويج السياحي الذي يضع اسم عُمان متداولا بين شعوب العالم.
علينا أن نعمل على أن تكون للسلطنة حصة أكبر من رقم 165 مليون سائح وان نعمل بجهد كبير نحو إكمال البنية الأساسية لهذا القطاع وان نفكر بأسلوب أكثر حرصا على إنعاش  السياحة فلا مجال لحقل التجارب والدراسات لسنوات طويلة لان العالم سريع وقطاره لا ينتظر دراساتنا في ظل التحديات الكبيرة للاقتصاد العالمي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*