بحيرات الأنصب.. موطن آمن ل 290 طائرا مهاجرا سنويا

أكثر من 1200 زائر سنويا من الهواة يأتون لتصوير هجرة الطيور

مسقط – وجهات | 
لن يتصور أحدا أن خلف هذه الجبال على خط مسقط السريع بحيرة يلتقي فيها أكثر من 290 نوعا من الطيور التي تهاجر سنويا بين مختلف دول العالم تحط رحالها هنا في بحيرة الأنصب.
كثير من الناس حينما يسمعون عن هذا الموقع يذهبون إلى انه مكان لمياه المجاري، تنبعث منه الروائح الكريهة، وهو بعكس ذلك، كما انهم لا يدركون ان هنا موطن مختلف طيور العالم التي تحط رحالها بأمان في وطن السلام عمان.
“وجهات” زارت بحيرات الأنصب والتقينا مع منال الكندية رئيسة قسم بحيرات الأنصب فتقول: هذا المكان واحدا من المواقع الطبيعية في محافظة مسقط، هنا ترى منظرًا طبيعيًا خلابًا يمكن التعرف من خلاله على بعض أهم عناصر الحياة البرية والفطرية في السلطنة، اطلق على بحيرات الأنصب نظرا لانها تقع في منطقة الأنصب التابعة لولاية بوشر بمحافظة مسقط وهي على بعد بضعة كيلو مترات من مطار مسقط الدولي.
مقصد للزوار
وتضيف: تمثل هذه البحيرات مقصدًا للزائرين من هواة الطبيعة والحياة الفطرية، ومن الباحثين والمستكشفين، وطلبة الجامعات والكليات والمدارس، وهواة تصوير الحياة الفطرية التي وفرت لهم إدارة البحيرات أماكن خاصة لالتقاط بعض الصور للطيور بمختلف أنواعها المهاجرة منها والمحلية، إذ تمثل بحيرات الأنصب ملاذا آمنا لأكثر من 290 نوعًا من الطيور التي ترتاد البحيرات في أوقات مختلفة من العام. لذلك زار هذه البحيرات اكثر من 1200 زائر سواء من هواة متابعة وتصوير الطيور او الطلبة للتعرف على نوعية الطيور التي تزور السلطنة.

كما ان بحيرات الأنصب ليست ملاذا خاصًا للطيور فحسب، بل تمثل كذلك بيئة آمنة للنباتات العمانية والفراشات وأنواعا أخرى من الحياة البرية، حيث توجد بها 4 أنواع مختلفة من الموائل الطبيعية والتي تجتذب إليها أنواعًا مختلفة من الطيور، كالمسطحات المائية المفتوحة التي تجذب إليها عددًا من أنواع الطيور كالبط الأحمر الرأس، وحمراوي أبيض العينين، وحذف صيفي، وطائر النحام الكبير، والغواص أسود العنق، وموائل نباتات القيصوب وحواف البحيرات التي تجذب إليها الطيور التي تخوض في المياه مثل طائر طيطوي البطائح، وطيطوي أحمر الساق أرقط، والشنقب الشائع، ومرعة بيلون، ومرعة منقطة، والوراق الأبيض الصغير، والوراق الصغير، وموائل الأشجار الكثيفة التي تجذب إليها عددا من أنواع الطيور كالنقشارة، وطائر الصرد، وطيور السمنة، والهزاز الأزرق الحلق، وأنواع أبو الحناء، والموائل الصخرية وشبه الصحراوية التي تجذب إليها عددا من أنواع الطيور الجارحة مثل العقاب الإمبراطوري، والعقاب الأسفع الكبير، وطيور القطا المخطط، والقطا الكستنائي البطن، والدرج الرمادي والأبلق، وطيور القبرة.

5 بحيرات
وتقول منال الكندية: يمكن لزائري البحيرات مشاهدة الطيور وهي تخوض في الماء مثل طائر الطوال أسود الجناح والمتواجد على مدار العام، والعقبان التي تصل إلى البحيرات في شهر نوفمبر وتبقى إلى نهاية فصل الشتاء.
وتؤكد انه يوجد في الأنصب 5 بحيرات كبيرة تم حفرها لتجميع الماء المصفى، كما ان يتم استغلال هذه البحيرات لتربية وإكثار الأسماك والهدف من تربية هذه الأسماك هو القضاء على يرقات البعوض، حيث تقوم هذه الأسماك بالتغذي على اليرقات، وتم استخدام هذه الوسيلة تفاديًا لاستخدام المبيدات الكيميائية التي تؤثر على الطيور والنباتات.
وعن أعداد الطيور وتنوعها في البحيرات تقول منال الكندية رئيسة قسم بحيرات الأنصب: أنها في ازدياد مستمر سنويًا، حيث تم تسجيل أكثر من 290 نوعًا من الطيور حاليًا معظمها يأتي في فصل الشتاء، وأغلبها تكون مهاجرة من أوروبا وأفريقيا وآسيا ومن العراق وإيران، كما توجد طيور محلية كالصفرد والقطقاط وأبو المغازل.
وتبلغ مساحة منطقة البحيرات 40 هكتارًا أي حوالي 18 كيلو مترا مربعًا، أما بالنسبة للأشجار المتواجدة في المنطقة فهي أشجار محلية طبيعية متنوعة كالسدر والغاف والقرط والطيق والسوقم والعيتيت واللبان والتين البري العتم والعلعلان والشوع والصوبار والراك والميسيت، وهو ليس موطنها الأصلي، إلى جانب وجود مشتل خاص من أجل إكثار الأشجار العمانية.

وأشارت إلى أنه تم القضاء على شجرة المسكيت “الغاف البحري“ الموجودة في البحيرات وإحلالها بأشجار أخرى محلية من محافظة ظفار والجبل الأخضر وبعض محافظات السلطنة، في حين تم استغلال الأخشاب المقطوعة من أشجار المسكيت لعمل كراس وسياجات طبيعية للبحيرات كي تضفي جمالًا عليها.

حسين بن عبدالحسين: يوم المرأة ترجمة للتوجيهات السامية

يقول حسين بن حسن عبدالحسين الرئيس التنفيذي لشركة حيا للمياه: يعد الاحتفال السنوي بيوم المرأة العمانية أكبر دليل على الإهتمام الذي تحظى به المرأة العمانية والذي جاء تأكيداً على ترجمة التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، حيث أكد على ضرورة إشراك المرأة في مسيرة التنمية وإعتبارها شريك لأخيها الرجل كما  أكد على أن التنمية لا تقوم إلا باكتمال ركنيها وهما الرجل والمرأة معاَ.

ونحن في حيا للمياه نعي تماماً أهمية تعزيز مكانة المرأة ودعهما في مختلف المجالات من أجل أن تكون قادرة على العطاء ومن أجل أن تساهم في مسيرة التنمية. ويبلغ عدد الموظفات في حيا للمياه حوالي 128 وتعملن في مختلف المجالات سواء الادارية مثل العمل المكتبي او  الفنية مثل الهندسة والمشاريع. كما تشارك المرأة اليوم الإدارة العليا في صنع القرارات الاستراتيجية والهامة والتي من شأنها العمل على تطوير وتحسين جودة العمل في حيا للمياه.

كما يتم توفير بيئة عمل مناسبة تتسم بالأحترام والتقدير والشفافية وتوفير فرص التدريب والتأهيل من أجل أن تتمكن المراة من تأدية واجبها بكل إخلاص وأمانة، ويتم الإحتفال سنوياً في حيا للمياه بيوم المرأة العمانية والذي يصادف 17 من أكتوير من كل عام وذلك من خلال تنفيذ العديد من الفعاليات والمناشط والذي تسعى إدارة حيا للمياه من خلاله التأكيد على دور المرأة في مسيرة التنمية.

منال الكندية تشرف على عناصر الحياة البرية والفطرية
تعتبر منال الكندية رئيسة قسم بحيرات الأنصب نموذج للمرأة العمانية التي تقف شامخة وبجدارة في موقع العمل. فهي خريجة جامعة السلطان قابوس تخصص علوم البيئة.
تقول: يعد يوم المرأة العمانية يوم فخر وأعزاز للمرأة التي حظيت في العهد الزاهر لجلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه، بكل ما تسعى اليه المرأة في العالم. وتشير ان هذا اليوم تقدير خاص من جلالة السلطان المعظم لعطاءات المرأة العمانية التي تمثل جزاء من بنيان هذه الأمة على تراب هذا الوطن المعطاء.
وتضيف، نحن هناك في بحيرات الأنصب نعتني بالحياة الفطرية للطيور والنباتات، فمنذ السادسة صباحا ومع بداية تحليق الطيور نتواجد معها نحلق في ميدان العمل بصباح مشرق كله أمل من أجل بناء عمان الوطن والإنسان.
وتشجع منال المرأة العمانية للانخراط في ميادين العمل كافة خاصة القطاع السياحي الذي يفتح افاقا كبيرة لمستقبل عمان خاصة وان القطاع السياحي زاخر بمقوماته المتنوعة والفريدة التي تحتاج الى مزيد من الاهتمام والتطوير حتى تمثل السلطنة نموذجا ووجهة للسياح من دول العالم.

حنان البلوشية: دور فاعل للمرأة العمانية في التنمية الشاملة

 قالت حنان البلوشية مديرة الاتصال المؤسسي في حيا للمياه: إن المرأة العمانية تقوم اليوم بدور فاعل في بناء المجتمع وهي تعيش المفهوم الحقيقي “للتنمية الشاملة” من دون تمييز بينها وبين الرجل .

وأضافت: أصبحت المرأة العمانية المعلمة والمحامية والدكتورة والشاعرة والمهندسة، ونحن في حيا للمياه نعيش ترجمة حقيقية للتوجيهات السامية لمولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، حيث أشار إلى أهمية دعم المرأة وتوفير كافة السبل وتذليل جميع الصعاب من أجل أن تقوم بدورها على أكمل وجه. كما إننا نشارك وبفعالية في دعم عجلة التنمية المستدامة بفضل تشجيع الادارة العليا للدور الهام الذي نقوم به.  

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*