د. رجب العويسي|
تمثل فرق الفنون الشعبية والمبادرات الشبابية لإحيائها في مختلف محافظات السلطنة مساحة ترويحية مغناة متجددة تعطي النموذج السياحي الوطني فرصا اكبر للنمو، وإضافة طابع الذائقة الجمالية فيه بما تتيحه من فرص الابهاج والابداع.
لذلك كان لحضور هذه الفرق في المواسم السياحية والمهرجانات والمشاركات في الداخل والخارج أهمية كبيرة، أعطت المشاهد والمتابع مساحة أوسع للاطلاع على التنوع في الرصيد الثقافي المغنى، وما يحمله من سمات الاستدامة والخصوصية والابتكارية والعمق، الأمر الذي صنع في المنتج السياحي قيمة مضافة جسدت لوحة فنية متفاعلة عنوانها : دور الفن في رسم صورة مكبرة للروح الاجتماعية للسياحة، التي تتجاوز مسألة البيئة المادية الصلبة إلى الابعاد الجمالية والذائقة الناعمة، مع المحافظة على خصوصية وخيارات هذه الفرق، والمستوى الغنائي الذي تبدع فيه .
ومع التقدير للجهود الوطنية الساعية إلى إدماج هذه الفرق في الأنشطة الثقافية والسياحية والتراثية والمشاركات البحرية للسلطنة ( سفينة شباب عمان ) في إضفاء البعد العالمي للموروث الثقافي غير المادي، ناهيك عن تسجيله في قوائم منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ” اليونسكو”، إلا أنها بحاجة إلى ممكنات داعمة لضمان الاستدامة والتنافسية وتنشيط حركة التجديد في هذه الفرق.
وعليه يبقى التفكير في البعد الاستثماري المالي لهذه الفرق واحتوائها المؤسسي، وإيجاد صناديق استثمارية في المحافظات تعمل على تشجيع هذه المواهب في إعادة انتاج هذا الموروث، واضافة نكهات الابداع فيه، ونقله من كونه ممارسة غنائية بحته إلى تبني روح الموروث في النفس والقناعة به كمدخل للتغيير، وانتهاجه في إطار سلوك وطني يقوم على اتقانه المخلصون والمبدعون من أبناء الوطن.
أخيرا فإن ما تصنعه الكلمة والصورة والمحتوى الإعلامي الرقمي والتقليدي والحوارات والنقاشات والاستضافات وعدسة الكاميرا وهي تتجول بين هذه الفرق وتصوّر اللقطات الحماسية الجميلة، محطات مهمة في بناء صورة عاكسه لأنموذج متجدد للفن الشعبي العماني المغنّى وهو ينسج خيوط الحب والسلام، والتعايش والوئام، ويعبر عن المفردة الشعبية المغناة في أصدق كلمات وأجمل عبارات، لتستوعب الصورة الذهنية للمشاهد والمتابع أنماط التفاعل وطريقة الأداء فيتفاعل معها بروح مرحة وابهار يفوق التوقع.