يكتبه: د. رجب العويسي|
مع قرب اسدال الستار على اللوحة الختامية لخريف ظفار السياحي، تبقى صعوبة ختامية المشهد فيما تطرحه من تساؤلات وهواجس تظل عالقة في النفس، تقض مضاجع المخلصين لعمان وتعكر مزاجهم عندما يجدون أنفسهم بأنهم لم يصلوا إلى الهدف الكلي أو يحققوا طموحات الوطن المتعاظمة، في استشعار للدروس المستفادة مستقبلا من كل المحطات والمطبات والتحديات والمواقف لتتولد فيهم إرادة التغيير وجدية العتاب المؤدي للمراجعة والتحسين، وإعادة انتاج المسار في ظل شواهد الإنجاز، وحجم الأفكار والمقترحات العملية والتوجهات النوعية المبتكرة والمحتوى الراقي، الذي طرح عبر أفواه المغردين وأقلام الكتاب ونبض الأوفياء ومشاعر الأصدقاء، وعفوية زوّار الخريف في المنصات الاجتماعية والرقمية والإعلام التقليدي وغيرها كثير.
ومع الاعتراف بما شهدته فعاليات الخريف هذا العام من تحولات إيجابية وخروج عن الروتين، يأتي التأكيد على أهمية الاستمرار في هذا النهج المتناغم مع المفردة العمانية من جهة، والمتكيف مع مسار الذائقة الجمالية العمانية العامة والخاصة بشكل لا ينفصل عن الهوية والقيم والأخلاقيات بل تجسدها في صفحات بيضاء مشرقة، تصنع للموروث العماني الطبيعي والثقافي والفكري حضورا نوعيا وبلسما حيا في فقه سياحة المستقبل.
ذلك أن صناعة السياحة ترتبط اليوم بالقيمة التي يصنعها المواطن ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص والشركات لخريف ظفار نوعا وكما، وإعادة قراءة مسار التكاملية والشراكة المؤسسية، وتوطين المبادرة المجتمعية، وتفعيل حضور البنى التنظيمية والتشريعية لتؤدي دورها باحترافية عالية.
وتجسيدا لذلك كان على المسؤولية الوطنية اليوم أن تتجه نحو هيكلة مواردها وتحسين البنية الأساسية الصلبة والناعمة والتوسع فيها، وتعزيز الخدمة السياحية وتوفيرها بأفضل معايير الجودة والاستدامة وربطها بتوقعات السائح واحتياجاته، فهي خيار السياحة الأصيل الذي لا مجال للمساومة عليه أو التبرير للحاجة إليه.
أخيرا تبقى الثغرات والمطبات الحاصلة والشواهد الأخرى كما أنها محطات للمراجعة والتقييم والتصحيح والاعتراف بالقصور وجلد الذات وإعادة تقييم آليات العمل، والشفافية في فتح ملفات الأداء والأوامر التغييرية في المناقصات والموازنات، فإنه اختبار للحس السياحي الجمعي ومدى حضور القطاعات والمؤسسات في قلب الحدث السياحي، والصورة الذهنية الأخرى التي يحملها المواطن حول هوية ومستقبل خريف ظفار السياحي.