أكد على أهمية استغلال القلاع والحصون سياحيا
فندق الوصال بولاية القابل أحد خيارات السياح ومرتادي محافظة الشرقية
حوار- حمدان البادي | “نشاط السياحة في عمان ولله الحمد آخذا مساره الصحيح بشكل مدروس وبخطوات متزنة ووفق فكر وتوجيهات جلالة السلطان المعظم، أعزه الله وأمدّ في عمره، كون هذا القطاع أحد القطاعات الواعدة في السلطنة. وقد رسم جلالته الكثير من ملامح السياحة ولم يفتح الباب على مصراعيه، فالسياحة صناعة ويجب أن نحسن تلك الصناعة وأن تكون منتقاة خالية من الشوائب ويصنع منها ما يتفق مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا فنحن دولة حباها الله بالأمن والسلام وأصبحت مهيأة لاستقطاب الملايين من البشر من مختلف دول العالم”
بهذه المقدمة بدأ حمود بن أحمد الفارسي حديثه عن السياحة في السلطنة وهو أحد المستثمرين في هذا القطاع عبر مشاريع النزل الخضراء وفندق الوصال في ولاية القابل ويعمل على تطويرهم سعيا لإيجاد فسحة من الراحة للعمانيين بشكل خاص والخروج بهم للتخيم والترفية في مشاريع النزل الخضراء حيث قام الفارسي بتهيئة مزعتين وتجهيزهم بكافة متطلبات السياحة من الاقامة ولوازم التخيم والاستراحات.
صناعة مهنية
وقد وصف حمود الفارسي قطاع السياحة بأنه من القطاعات المهمة حيث قال ” يشكل قطاع السياحة أهمية بالغة تتساوى مع قطاعي النفط والغاز لما له من مردود إيجابي في الاقتصاد العام وهناك الكثير من بلدان العالم تعتمد عليه كأحد الموارد الاساسية في أجمالي الدخل والسياحة صناعة مهنية احترافية وينبغي على اصحاب الشركات المضيافة أن يدركوا نصب أعينهم بأن الغاية ليست مادية بحته وانما هو تعريف السائح بالمكنونات التاريخية والثقافية والطبيعية السياحية لضيوف عمان وان يراعوا اختيار المرشدين المثقفين الذين لديهم خلفيات واسعة عند قيامهم بممارسة مهامهم اثناء الشرح للسائحين حتى تصل الرسالة بوضوح وتتعمق في عقول السائحين وذلك لنقلهم صورة لائقة حسنة لرعاياهم في دولهم.
وقال أن جميع محافظات السلطنة تتمتع بمقومات سياحية وذلك يعود للتنوع المناخي الكبير من بيئة إلى أخرى وهو ميزة فريدة في هذا البلد العريق ففي فصل الصيف هنالك محافظة ظفار المتميزة بالاجواء الاستثنائية التي تستقطب السياح من الداخل والخارج وأيضا هنالك محافظة جنوب الشرقية وبالتحديد نيابة الاشخره ونيابة رأس الحد وولاية مصيرة وامتداد الشواطيء المطلة على بحر العرب جميعها تتأثر بهبوب الرياح الموسمية المحملة برذاذ الامطار والرياح الباردة إلى جانب المناطق الجبلية مثل الجبل الأخضر وجبل شمس وغيرها أما في فصل الشتاء فهناك الشواطي الدافئة ورمال الشرقية والمسارات الجبلية ولمن ينشدون سياحة التاريخ والاثار فأن عمان من اقصاها إلى ادناها تتمتع بتلك المقومات حيث القلاع والحصون والافلاج التي تحكي قصة واصاله هذا البلد.
فندق الوصال
وقد تطرق الفارسي إلى فندق الوصال والتحديثات التي أجراها مؤخرا فقال، سعينا الى تطوير الفندق وتوسعته في إضافة بعض الغرف والمرافق وتركيب الديكورات الجيدة في الاستقبال وصالة المطعم وأعدنا تحسين المطبخ وتأثيثه بالآلات والمعدات والطباخات الراقية والخاصة بالفنادق واصبح جاهزا لاستقبال النزلاء، وتشهد الحركة السياحية في هذا الفصل الشتوي نمواً جيدا وان كانت فترة هذا الشتاء جاءت متأخرة بفعل قلة الامطار ولكن نأمل استمرار تدفق السياح الى السلطنة تباعاً، حيث سيكون فندق الوصال بولاية القابل أحدى الخيارات المتاحة اما السياح ومرتادي محافظة الشرقية وخاصة رمال الشرقية.
وأما عن النزل الخضراء في مدينة فنجاء فقال “أنها تسير سيرا حسنا والحمد الله ولكن خلال الاجازات فقط ، اما باقي الأيام تصبح خالية فأكثر مرتاديها هم المواطنون وقد أوجدنا فيها بعض المرافق التي تخدم الأسر أو العوائل أو حتى الشباب وأوجدنا فيها صالة متوسطة لأعياد الميلاد أو المناسبات الاجتماعية الأخرى ، وهنالك نية لإنشاء نزل تراثية في حارة الحجرة القديمة بمدينة فنجاء نظرا لما تتمتع به مدينة فنجاء من آثار ومباني تاريخية وقلاع وحصون وأفلاج ذات مياه معدنية حارة وذلك لاطلاع السائح على تلك الجوانب بما فيها نظام الري التقليدي القديم وكيفية احتساب فترات الري وتقسيم المياه بين اصحاب البساتين واعداد اشجار النخيل من الجوانب ذات الطابع التاريخي والتراثي على حد سوا.
مناشدة
وعن الجهات المسؤولة عن تنظيم السياحة ممثلة بوزارة السياحة قال” فقد تكون شهادتي بحقهم مجروحة مقارنة بما يقدمونه من تسهيلات وتعاون للمؤسسات التي تعمل في قطاع السياحة وخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ويحاولوا جاهدين الأخذ بيدنا وتبصيرنا في الأمور التي نجهلها ومؤازرتهم لنا بالنهوض بهذا القطاع الحيوي ودعمهم الامحدود خاصة إذا كانت تلك الشركات والمؤسسات تديرها أيادي عمانية”.
وفي الأخير ناشد الفارسي المسؤولين عن قطاع السياحة في السلطنة مطالبا أياهم بأن يكون من ضمن اهتماماتهم استغلال جميع القلاع والحصون والحارات القديمة وتفعيلها سياحيا من خلال زيارة الوفود السياحية الأهلية والعالمية لها مقابل رسوم معقولة سواء في الدخول اليها أو حتى الأيواء في بعضها وايجاد المجالس التراثية بها لتقديم القهوة والشاي وحتى الأطعمة العمانية وذلك لفتح مصادر رزق لابناء الولاية أو القرية او الحارة بالاضافة الى العائد المادي للإسهام في الدخل القومي ، وأن تكون هناك رسوم خاصة بالمواطن ورسوم خاصة بالوافد أوالسائح الأجنبي كما هو الحال في الكثير من الدول المهتمة بالسياحة ، وهناك الكثير من المنشئات التراثية قد اهتمت الدولة بصيانتها وترميمها بمبالغ طائلة، ولكنها لم تستغل لاي غرض سياحي بل بات معظمها يتهالك ويندثر لذا يجب اعادة النظر في استغلالها لما يتوقع لها أن تحقق الكثير من الامتيازات المالية من جهة ومن جهة أخرى خلق فرص عمل للباحثين شريطة بان يكون المستثمر وموظفي المشروع عمانيون مئة بالمائة.