أكثر من 4 ملايين سائح زار قطر خلال 10 أشهر من 2024 بزيادة 26 % عن 2023
الحملات الترويجية الدولية لعبت دورا بارزا في تعزيز الوعي العالمي بمقومات قطر السياحية
مونديال 2022 كان له دور رئيسي في تحفيز القطاع السياحي خاصة مع السمعة العالمية الإيجابية
السياحة الثقافية أحد أعمدة استراتيجيتنا لجعل الثقافة عنصرا أساسيا في تجربة الزائر
عُمان وقطر يملكان إمكانات سياحية تكاملية وكبيرة والعلاقات تشهد نموا لتعزيز السياحة البحرية
التأشيرة السياحية الخليجية ستعزز التعاون الإقليمي وتسهيل حركة السياح بين دول المجلس
الدوحة – يوسف بن أحمد البلوشي|
حققت دولة قطر خلال السنوات الماضية نقلة نوعية كوجهة سياحية عالمية رائدة، فمنذ استضافتها مونديال 2022، تغيرت الصورة لتصبح الدوحة قبلة السياح، من الشرق والغرب، في ظل جهود دولة قطر ممثلة في قطر للسياحة والخطوط الجوية القطرية اللتين لعبتا دورا بارزا للنهوض بالسياحة القطرية على مدى آخر 3 سنوات.
جريدة “وجهات“، كانت بصحبة وفد إعلامي من عدد من دول الخليج للتعرف على فعاليات موسم الشتاء في قطر. وكانت فرصة للوقوف عن قرب على النهضة السياحية التي تزداد في قطر يوما بعد يوم.
ولإلقاء المزيد من الضوء على ذلك نلتقي عبر هذا الحوار مع جاسم المحمود، مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال فيVisit Qatar، ليعرفنا على الجهود التي تقوم بها Visit Qatar للترويج للسياحة في قطر، فكان معه الحوار التالي:
– منذ استضافة دولة قطر مونديال 2022، وأصبحت الدوحة وجهة سياحية رائدة عالميا بشكل غير مسبوق، وهو ما عزز نموها السياحي طوال الأعوام الماضية، هل يمكن أن تعطونا نبذة عما تحقق من نمو في قطر في هذا القطاع؟.
* تمكنت دولة قطر من ترسيخ مكانتها كواحدة من أسرع الوجهات السياحية نموا في المنطقة، والأرقام تتحدث اليوم عن أن القطاع السياحي في قطر يشهد نمواً استثنائياً مع استقبال قطر أكثر من 4 ملايين زائر في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، بزيادة 26% مقارنة بالعام السابق، مدعومة بارتفاع نسبة الإشغال الفندقي إلى 66%، ما يعكس نجاحنا في استقطاب المزيد من الأسواق الدولية.
وفي إطار جهودنا لتعزيز السياحة البحرية، استقبلنا أكثر من 378 ألف زائر خلال موسم 2023-2024، مع توقعات بأن يصبح موسم 2024/ 2025 الأكبر في تاريخ القطاع بفضل 95 رحلة بحرية يشملها الموسم. كما استفاد القطاع السياحي في قطر من سهولة تأشيرات الدخول، حيث بات بإمكان مواطني أكثر من 102 دولة الدخول بدون تأشيرة، مما جعل قطر من أكثر الدول انفتاحا سياحيا على مستوى العالم.
مونديال 2022
– كيف استثمرت دولة قطر مونديال 2022 في القطاع السياحي؟ وهل كان ذلك الحدث بوابة الانطلاقة نحو مستقبل واعد لتكون دولة قطر وجهة مفضلة لمزيد من الزوار من مختلف الأسواق العالمية؟.
* بالفعل كان لمونديال 2022 دور رئيسي في تحفيز القطاع السياحي، خاصة مع السمعة العالمية الإيجابية التي ترسخت حول قطر كوجهة سياحية مفضلة خاصة للعائلات، في ظل معدلات الأمان المرتفعة التي تتمتع بها قطر، وكذلك البنية التحتية عالمية المستوى عبر شبكات النقل والمواصلات، بالإضافة إلى بناء مرافق ضيافة فاخرة مثل الفنادق والمنتجعات. وساعدت هذه الجهود في إبراز قطر ليس فقط كوجهة رياضية، ولكن كوجهة سياحية شاملة تقدم تجارب متنوعة مثل السياحة الثقافية، الترفيهية، وسياحة المغامرات وأنها وجهة مفضلة للعائلات تلبي تطلعاتهم دائما.
– ما هي محفزات النمو للقطاع السياحي في دولة قطر خلال الخمس سنوات الماضية؟.
* خلال السنوات الماضية، شهد القطاع السياحي في قطر نموا ملحوظا بفضل مجموعة من المحفزات التي أسهمت في تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية عالمية. كان لاستضافة الفعاليات الكبرى، دور محوري في هذا النمو، حيث جذبت هذه الفعالية ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم وسلطت الضوء على الإمكانيات السياحية والبنية الأساسية المتطورة في قطر. علاوة على ذلك، لعبت الحملات الترويجية الدولية دورا بارزا في تعزيز الوعي العالمي بمقومات قطر السياحية، ونجحت في جذب أنظار الزوار من مختلف أنحاء العالم، خاصة مع تخفيف قيود التأشيرات التي جعلت قطر واحدة من أكثر الدول انفتاحا على الزوار، حيث يمكن لمواطني أكثر من 102 دولة دخولها دون تأشيرة مسبقة. كما ساهم تنظيم الفعاليات السياحية السنوية في جذب المزيد من السياح وتنويع الأنشطة الترفيهية المتاحة لهم.
السياحة الثقافية
– تلعب دولة قطر دورا كبيرا في تعزيز السياحة الثقافية من خلال تنظيم واستضافة الفعاليات الثقافية. فما هي خططكم لتعزيز هذه الفعاليات؟.
* تعد السياحة الثقافية أحد أعمدة استراتيجية قطر للسياحة، حيث تسعى إلى جعل الثقافة عنصرا أساسيا في تجربة الزائر. لتحقيق ذلك، تعمل قطر على إطلاق المزيد من الفعاليات الثقافية التي تستعرض التراث القطري، وهذه الفعاليات لا تقتصر على إبراز الهوية القطرية، بل تسعى لجذب مشاركات دولية تعزز من التنوع الثقافي. وتتنوع مصادر الجذب الثقافي في قطر ما بين المتاحف والمناطق الأثرية والمعارض الفنية وكذلك الأسواق التراثية، والمناطق التي تعني بالثقافة والفنون مثل الحي الثقافي كتارا ومشيرب قلب الدوحة. وإلى جانب ذلك، تسعى قطر للسياحة لتعزيز التعاون مع المراكز الثقافية العالمية لتنظيم معارض ومبادرات مشتركة، مما يعزز من التبادل الثقافي بين قطر والعالم. كما أن الترويج للتراث القطري من خلال الحملات الترويجية والإعلامية وبرامج سياحية شاملة جزء أساسي نعمل عليه دائما لضمان وصول الرسالة الثقافية القطرية إلى أكبر عدد ممكن من السياح.
سياحة المؤتمرات
– تشكل سياحة المؤتمرات والأعمال حافزا للنمو السياحي والاقتصادي. فما هي خطط قطر للسياحة في هذا الشأن؟.
* تضم قطر مراكز مؤتمرات ومعارض عالمية المستوى، حيث تمتلك 128 مركزاً توفر معاً مساحة عرض مشتركة تبلغ 70 ألف متر مربع. وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر صناعة المعارض والمؤتمرات هي الركيزة الثانية الأهم لتحفيز مسيرة نمو القطاع السياحي في قطر، حيث تسعى قطر لتكون مركزا إقليميا وعالميا لاستضافة الفعاليات الكبرى والمؤتمرات المتخصصة. وتمتلك قطر بنية أساسية متطورة تدعم هذا القطاع، بما في ذلك مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، ومرافق الضيافة الفاخرة مثل الفنادق العالمية والمنتجعات التي تقدم خدمات مخصصة لرجال الأعمال. وتعمل قطر للسياحة على جذب المزيد من الفعاليات الدولية، مثل المعارض التجارية والمنتديات الاقتصادية، من خلال تقديم تسهيلات تشمل إجراءات دخول سلسة، ودعما لوجستيا كاملاً للمنظمين. كما تم تصميم برامج سياحية مرافقة لهذه الفعاليات، تتيح للمشاركين استكشاف المعالم السياحية والثقافية في قطر، مما يعزز من تجربة الزوار ويرفع من إنفاقهم داخل الدولة.
تعاون عماني قطري
– كيف هو التعاون بين سلطنة عُمان ودولة قطر في قطاع السياحة، وكيف يمكن للبلدين الاستفادة من الفرص المتاحة ليكونا وجهة واحدة للسياح الدوليين؟.
* العلاقات السياحية بين سلطنة عُمان ودولة قطر قائمة على التعاون المثمر لتحقيق المنفعة المشتركة. ومؤخراً قام وفد من قطر للسياحة بزيارة ميناء السلطان قابوس في مسقط لتبادل الخبرات والتجارب فيما يتعلق بصناعة الرحلات البحرية، وبالتأكيد لدى كل من دولة قطر وسلطنة عُمان إمكانات سياحية تكاملية وكبيرة وتشهد نموا خلال السنوات الأخيرة واهتماما عالميا متزايدا. وتعد سلطنة عُمان في المرتبة السابعة في ترتيب الدول المصدرة للسياح إلى قطر. كما نعمل على تطوير برامج سياحية متكاملة تستهدف السياح الدوليين، تشمل زيارات مشتركة إلى الوجهات الرئيسية في كل بلد، ويمكن ترويج هذه البرامج من خلال وكالات السفر الدولية والأسواق المستهدفة، خاصة في أوروبا وآسيا.
التأشيرة الخليجية
– وقعت دول مجلس التعاون على اتفاقية لتفعيل التأشيرة السياحية المشتركة، لكن إلى اليوم لم يتم تفعيل هذه الاتفاقية. ما هي التحديات والاختلافات في ذلك؟.
* التأشيرة السياحية الخليجية المشتركة هي فكرة رائدة تسعى إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتسهيل حركة السياح بين دول مجلس التعاون الخليجي. وتدعم دولة قطر هذا المشروع لما له من فوائد كبيرة في تعزيز التكامل السياحي بين دول الخليج، وجعل المنطقة أكثر جذبا للسياح من مختلف أنحاء العالم.، والحوار المستمر بين الدول الأعضاء يعكس وجود رغبة مشتركة لتحقيق هذه الرؤية. وعند تفعيل التأشيرة السياحة المشتركة، التي أصبحت في مراحلها الأخيرة، ستشكل التأشيرة المشتركة خطوة نوعية نحو تعزيز السياحة الإقليمية ودعم الاقتصاد الخليجي.