بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | حينما نقرأ أخباراً عما تدره السياحة من أموال على الدول، يزداد خفقان القلب ونبضاته.. وعندما نقرأ عن تلك المليارات التي تدخل ميزانيات عديد البلدان التي تفتح أبوابها لسياح العالم، نتساءل أين نحن عن كل ذلك.
كثير من بلدان العالم عرفت كيف تجعل من بلدانها وجهة سياحية، وعديد البلدان العالمية عرفت كيف تروض مقوماتها السياحية من أجل استقطاب أفواج السياح. وكثير من بلدان العالم صنعت لها مقومات سياحية من غير أن توجد بها مقومات. وهناك أمثلة عدة منها مقومات اسمنتية من صنع الإنسان مثل برج خليفة في دبي، وأخرى حديدية مثل برج إيفل في باريس، ومسلة واشنطن دي سي، وتمثال الحرية في نيويورك، وملاهي فلوريدا وساعة “بيج بن” في لندن، وغيرها الكثير مثل سور الصين وأبراج ماليزيا.
كل هذا يقودنا إلى سؤال أين نحن من كل ذلك، لدينا القلاع والحصون، والشواطئ والصحارى والجبال والكهوف والمتاحف والأودية، لكن لم نستغل ذلك للجذب السياحي.
رقم مليوني سائح دخلوا السلطنة في 2014، رغم انه مفرح وجديد لجهات معنية من أرقام كانت قليلة في سنوات ماضية. ورغم الجهود التي تبذل من أعلى مسؤول في وزارة السياحة، لكن يظل أمامنا مشوار كبير وكبير جدا، لان ما تزخر به بلادنا يشكل رقم المليوني سائح رقما قليلا جدا، وتلك المليارات التي يسيل لها اللعاب في ميزانيات دول العالم، نتمنى ان يكون لنا منها نصيب حتى ترتاح ميزانية الدولة من ضعف المدخول النفطي الذي بدأنا نكره حتى ذكر اسمه أو تداوله بيننا.
طوال السنوات الماضية، كان ولا يزال النفط شريان حياتنا ومنقذنا من الفقر ومساهما فاعلا في التنمية بملياراته الخضراء التي تدر علينا، لكن لم نحسن التخطيط لقطاع أكثر جدارة من الذهب الأسود، وهو قطاع السياحة الذي يعد قطاعا واعدا لهذه الأرض بما تزخر به من مكنونات يجب ان نستعلها للدفع بالسياحة إلى مسارها الصحيح، وحتى تكون عونا لجيل المستقبل الذي سينتظر كثيرا من أجل تحقيق الوظيفة، ولكن على الجهات المعنية ان تفتح سوق السياحة وتقدم الحوافز للشباب للولوج في مشاريعهم السياحية الصغيرة والمتوسطة التي تحتاجها البلاد اليوم قبل غدا.