يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني dailypr
تتمتع سلطنة عُمان بفضل موقعها الاستراتيجي جغرافياً عن غيرها من دول مجلس التعاون الخليجي بأنها تجمع أنواع السياحة والمغامرة، وتلبي كل الأذواق لجميع الفئات العمرية، وهي مقصد السياح القادمين من أقصى دول الشرق والغرب على مدار العام بفضل الاهتمام بهذا القطاع الحيوي الذي أخذ مؤخراً ينمو بشكل كبير ليشمل جميع أرجاء محافظات السلطنة، فلا تكفي زيارة واحدة إلى هذا البلد الجميل لمعرفته والاستمتاع لاستكشاف كل ما لديه من مقومات سياحية.
هذه الخصائص السياحية البينية جعلتها محل أنظار صناع السياحة في العالم، فاهتمام الحكومة العمانية بتوفير الدعم اللوجستي ساعد على وجود مستثمرين يستفيدون من التسهيلات المقدمة لتحويل بعض المناطق، والسواحل، والجبال بل حتى الصحراء إلى مشاريع حديثة وفرت فرص عمل للشباب العماني ليكون الواجهة الجميلة في مختلف المواقع إبتداءً من وصوله أرض المطار بتحية الابتسامة بزيه العماني المميز.
في سلطنة عُمان يوجد مرشدون سياحيون من الشباب النشيط خريجي الجامعات العمانية من الجنسين ويقدمون تاريخ وحضارة السلطنة الذي يمتد إلى قرون ما قبل وبعد الإسلام، ويتكلمون بعدة لغات عالمية، وعلى خبرة واسعة بجميع المواقع التي تلبي حاجة السائح والمغامر أيضاً خاصة عشاق تسلق الجبال أو الغوص لاكتشاف أعماق السلطنة الجميلة مثل أفلاجها التي تمتد إلى عشرات الكيلومترات لتصب في واحات وأودية لا نظير لها في أي مكان.
وزارة التراث والسياحة والطيران العماني مع جهود سفارات السلطنة ومكاتب التمثيل السياحية في الخارج تلعب دوراً بارزاً في الترويج السياحي بمساندة مختلف القطاعات الأهلية والاستثمارية المعنية بخدمة السياح لإقامة مواسم ومهرجانات على مدار العام وفي مواقع مختلفة، وأشهرها مهرجان صلالة السياحي في ظفار التي تتمتع بأجواء مناخية في غاية الروعة في الأشهر من يونيو حتى سبتمبر من كل عام، وتستقبل الآلاف من السياح من الداخل والخارج مما جعلها تسرع في عملية التطوير وإنشاء الفنادق والشاليهات مع تهيئة البنية الأساسية التي سهلت إقبال المستثمرين بشكل كبير.
الجائحة التي خلفت الخسائر الفادحة في القطاع السياحي بالعالم لم تستثني السلطنة من الضرر، وبعد إغلاق الحدود الجوية والبحرية والبرية، وبعد الإجراءات المخففة للحجر انطلق العمانيون والمقيمون إلى المواقع السياحية الداخلية لاستكشافها عن قرب والتمتع بأجواء الطبيعة والتاريخ والتراث مع التسوق في المجمعات التجارية الحديثة والأسواق الشعبية التي ما زالت تحافظ على الطابع التقليدي لها رغم عمليات الترميم والتطوير التي شهدتها.