مقال| سفلتة الطرق السياحية الجبلية

يكتبه: يعقوب بن يوسف البلوشي | 


استبشرنا والمهتمين في القطاع السياحي، خيراً بترسية مناقصة سفلتة الطريق الترابي المتبقي من الطريق المؤدي إلى جبل شمس في محافظة الداخلية، والممتد على 23 كم، مما يعزز من نشاط السياحة الداخلية لدى العديد من الزوار والسياح ويشجعهم لزيارة جبل شمس وجبل السراة الواقع بالقرب منه، وبالتالي سوف تنشط الحركة السياحية في المنشآت السياحية الواقعة في الجبل في ظل الطقس المثالي في الصيف والبارد جداً شتاءً، مما يعزز من الخيارات المتاحة في السياحة الصيفية والشتوية محلياً، أسوة بما حصل من نتائج ايجابية ونمو سياحي ملموس في الجبل الأخضر بعدما تم سفلتة الطريق الجبلي حيث بات بناء أكثر من منتجع سياحي في الجبل الاخضر امراً يسيراً حيث سهلت العملية اللوجستية في النقل والتنقل للبناء والادارة والعمل في الجبل الأخضر من خلال وجود طريق يسير على السياح والزوار.

إن تجربة الجبل الأخضر، تجربة ناجحة نسبياً في تمكين القطاع السياحي في الموقع واستغلالاً للطقس المناسب والمناظر الجبلية الجاذبه وتنوع التضاريس وجودة الخدمات في المنتج السياحي، فالعملية التطويرية للموقع السياحي هي متكاملة من عدة عناصر.

ويمثل شق الطريق المؤدي أحد أهم العناصر الأساسية في بداية التطوير للموقع وبالتالي يشكل تشجيعاً ودافعاً حقيقياً للإستثمار في المنشآت السياحية والأنشطة التجارية المختلفة، والمشاريع الثانوية في الموقع ويعد تشجيعاً لأهالي الجبل للدفع بأبنائهم للعمل في تلك المنشآت والمشاريع القريبة منهم.
وإذا ما نظرنا إلى سلسلة جبال الحجر الشرقي والغربي في السلطنة، سنجد العديد من المواقع السياحية المثالية على سفوح تلك الجبال بأمتداد السلسلة حيث التضاريس الجاذبة والطقس المثالي في بلد عرف بطقسه الحار أغلب شهور السنة، ونذكر هنا عدة طرق جبلية تعد مثالية جداً للتطوير وسوف تخلق الفارق الإيجابي في الحركة السياحية في عدة محافظات وسوف تنشط من خلالها الاستثمارات سواء المحليه أو الأجنبية، ونذكر أولها: طريق جبل هاط – وادي بني عوف، فهذا الطريق سوف يربط بين ولاية الحمراء بالداخلية، بمنطقة وادي بني عوف بالرستاق مما يعمل على تنشيط الحركة السياحية في التنقل وزيارة وادي الثعابين والمرور بالمزارع والافلاج المحلية في الطريق، بالإضافة إلى عدة مواقع مدهشة ومناسبة لمراقبة النجوم خصوصاً تلك الواقعة بين الجبال المحيطة من كل جهة وبالتالي توفر حالة ضوئية مناسبة لمراصد متحركة للنجوم، ناهيك عن وجود عدة مواقع مثالية للقفز المظلي القصير لوجود عدة منحدرات حادة في الطريق.
وأيضا نرى أن سفلتة طريق قرية وكان ( وادي مستل) – الجبل الأخضر سيساهم في تعزيز الحركة السياحية بين محافظة جنوب الباطنة والمحافظة الداخلية عبر تنشيط قرى القورة وحدش والهجار ووكان في وادي مستل مروراً بتمكين مسارات المشي الجبلي وايضاً سوف يعزز من وجود خدمات سياحية في الطريق واضافة بعد اقتصادي لأهالي المنطقة من خلال تطوير خدمات الطريق.
وبالاضافة إلى سفلتة طريق قرية الجيلة ومقابر كبيكب في الجبل الأبيض – إلى وادي الدماء والطائيين، والذي بدوره سوف يعزز من الحركة السياحية في محافظة جنوب الشرقية وربطها بطريق جبلي مسفلت بين المنطقتين خصوصا في ظل وجود عدة مواقع سياحية بارزة اهمها موقع مقابر كبيكب الاثرية، وكهف مجلس الجن، ومواقع التخييم الشاهقة المط على بحر العرب وأيضاً يعد موقع الجبل الأبيض أحد أفضل المواقع لمراقبة النجوم. فهل سنرى اعلاناً لمناقصات لتطوير هذه الطرق السياحية الجبلية في الوقت القريب في ظل ازدياد الحركة السياحية الداخلية في ظل أزمة كورونا والاجراءات المقيدة للسفر للخارج!. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*