بقلم: د. رجب بن علي العويسي | يفرض واقع العمل بمبدأ التعايش مع كورونا ( كوفيد19) على القطاع السياحي الكثير من الالتزامات التي عليه أن يصنعها في البيئات السياحية أو يؤسسها في سلوك السياح، في إطار تعزيز مسؤولية هذا القطاع في اتخاذ التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية التفصيلية الوقائية والتوجيهية والعلاجية الداعمة لتحقيق العودة التدريجية الآمنة للسياحة خاصة في ظل هذه الفترة من العام، غير أن ما يعيشه العالم اليوم من تحديات كورونا، وتأثيره على القطاع السياحي بكل مفاصله وأجندته، يبقى الأمل مفتوحا في منح السياحة الداخلية مساحة حضور باستعادة هذا القطاع لعافيته وحصوله على حريته المشروطة كنتاج لفتح بعض الحزم السياحية.
على أن ما نشر من صور ووسائط في منصات التواصل الاجتماعي لبعض المناطق السياحية بالسلطنة بعد انهاء فترة إغلاق ولاية الدقم بمحافظة الوسطى، ونيابة الجبل الأخضر ومنطقة جبل شمس بمحافظة الداخلية المحددة من اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، من تكدس السياح فيها والاختلاط الذي يتنافى مع متطلبات العودة الآمنة، وما عكسته هذه المشاهد من عدم الضبطية والتقنين، والازدحام الحاصل في أعداد السياح في هذه المناطق، يستدعي اليوم جهدا أكبر ومتابعة أدق ووضع الاشتراطات التي أقرتها اللجنة العليا على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو كذلك الاشتراطات والإجراءات التي حددتها وزارة السياحة والجهات الأخرى ذات العلاقة موضع التنفيذ المعزز بالعقوبات النافذة، وتواجد مكثف للجهات الأمنية والضبطية في هذه المواقع.
وعليه تأتي أهمية تبني سياسات سياحية أكثر نضجا تصنع مددا للسياحة الداخلية وتعيد انتاج مسار عملها وفق مسارات أمان يجد فيها المواطن والمقيم متنفسا له ومساحة أنس لتغيير نمط الممارسة الحياتية اليومية بصورة تحمل في ذاتها معاني الرقي واستنطاق القيم والأخلاقيات وحس المسؤولية وصدق الالتزام وأداء الواجب واستشعار عظمة الموقف وإدراك طبيعة الجهود الوطنية الساعية إلى الحد من انتشار فيروس كورونا.
وأخيرا فإن سلوك المواطن والمقيم والتزامهم بالتعليمات والإجراءات ووقوفهم الفعلي الأمين عليها هو من سيصنع للسياحة الداخلية حضورها التدريجي ويفتح نوافذ الامل لبادرة صيف السياحة، عودا حميدا وبداية مشرقة في قدرتها على التعايش مع كورونا وتحقيق الحلم الذي أشرنا إليه في مقال وجهات السابق بأن “السياحة حتما ستنتصر على كورونا”.