بقلم: حمد بن محمد المحرزي | ظهر فيروس كوفيد 19 (COVID19) نهاية العام المنصرم في مختلف مناطق العالم. لاحقاً سجل الفيروس حضوره القوي فيما يزيد عن 200 قُطر في انحاء المعمورة، مسجلاً أسرع انتشار وبائي في العصر الحديث. أحد أهم ما تم ملاحظته في هذا الوباء هو سرعة الانتشار، وخطورة العدوى، وانتقال الفيروس عبر العديد من الوسائط أو المخالطات. العديد من الكُتّاب والنقّاد بشكل مباشر أو غير مباشر، أشاروا إلى انتقال الفيروس عبر مختلف وسائل النقل، حيث أخذ النقل الجوي النصيب الأكبر من اللوم في انتشار هذا الوباء العالمي. ومثل ما هو معلوم صناعة السياحة تقوم على انتقال البشر من مكان إلى آخر، ولذلك لم يكن من المستغرب ابداً أن تكون صناعة السياحة في عمق المشهد العالمي سواءً المتأثرة أو التي يجب أن تتعاطى مع هذا الوباء العالمي بشكل سريع. لتصور التأثيرات على قطاع السياحة سوف أسرد مقارنة بسيطة بين عدد الزوار الدوليين لنفس الفترة بين عامي 2019 و2020. منذ بداية هذا العام ومع ارهاصات ظهور الوباء، كان قطاع السفر والسياحة من القطاعات الأكثر تضرراً، حيث تشير أرقام منظمة السياحة العالمية إلى انخفاض عدد الزوار الدوليين في شهر يناير المنصرم بنسبة 2 % مقارنة بأرقام نفس الشهر من العام السابق، ليصل الضمور في عدد الزوار الدوليين ما نسبته 97 % في شهر إبريل بالمقارنة مع أرقام نفس الشهر لعام 2019، كانت أعلى هذه النسب في منطقة أوروبا والشرق الأوسط، حيث بلغت نسبة الانخفاض في عدد الزوار الدوليين لما نسبته 98 % في شهر إبريل ، مما قد يشير إلى الترابط الوثيق بين هذه الأسواق. ففي السلطنة على وجه الخصوص، تم إيقاف اصدار التأشيرات السياحية بداءً من منتصف شهر مارس، وإيقاف استقبال البواخر السياحية في نفس الفترة، بالإضافة إلى إيقاف كافة الفعاليات والأنشطة السياحية. في حين أن التأثيرات على قطاع السياحة والضيافة واضحة، يبقى السؤال الأهم كيف يمكن لمكونات القطاع التعاطي مع هذه التأثيرات، وشق الطريق للتّعافي والتعامل مع التحديات التي فرضتها هذه الجائحة. سوف تقدم هذه السلسلة من “مقالات الرأي” وجهة نظر عدد من المختصين الأكاديميين في مجال السياحة والضيافة فيما يمكن لمكونات القطاع في السلطنة تبنية من سياسات وإجراءات في سبيل التعاطي مع التأثيرات، وبما يخدم هذا القطاع في السلطنة. ستركز السلسلة على مواضيع عدة منها سياسات المرونة والتعافي، بالإضافة إلى تأثيرات الجائحة على مكونات قطاع الضيافة، كما سوف تناقش تأثيرات الجائحة على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وآليات التعاطي معها، بالإضافة إلى تطرقها إلى كيفية تقليل المخاطر للتعاطي مع الجائحة سواءً للسائح أو لمقدمي الخدمات، على أمل أن تساهم هذه السلسلة في اثراء وتعزيز المكوّن المعرفي وكيفية نقله للواقع والممارسة بما يخدم هذا القطاع الواعد، شاكراً كل الكُتّاب سلفاً على مساهمتهم المعرفية في هذا الشأن.