بقلم : يعقوب بن يوسف البلوشي | تعد السياحة قطاعا رئيسيا في التنمية المستدامة للبيئات الريفية والحضرية على حد سواء، من حيث قدرتها على خلق فرص عمل مستقرة ومستوى قد يصل الى مرحلة القبول من الأرباح، وذلك قد يكون مشروطا باستقرار النشاط السياحي على مدار العام.وبالمقارنة بين موسمية النشاط السياحي وتأثيره على البناء الاقتصادي لهذا القطاع نجد أن هناك تأثيرا ملموسا في استقرار النشاط في المدينة أو المناطق الريفية، وبالرغم من المقومات السياحية التي تمتاز بها السلطنة من خلال وجود مناطق ذات اعتدال في الطقس في فترة الصيف وهي الجبل الاخضر وجبل شمس وظفار والدقم والاشخرة وجزيرة مصيرة، حيث ان هذا الاعتدال سوف يعمل على خلق اتزان موسمي لنشاط السياحة في السلطنة في حال تم “التخطيط” له على نحو جيد بحيث يحارب العزوف من قبل السياح الاجانب في زيارة بلدان تتأثر بطقس معتدل نوعاً ما. ومما لا شك فيه بأن التخطيط الجيد يجب ان يركز على الأنشطة المراد توفيرها في تلك المناطق ذات الطقس المعتدل صيفاً مبتعدين عن منظومة عمل البلديات في وضع فعاليات غير جاذبة للسياح سواء كانوا محليين أو دوليين، وإنما وجب التركيز على مجموعة مختلفة من الأنشطة السياحية المبتكرة والحديثة التي تمثل في اشكالها بُعداً من التشويق والإثارة والابداع مثل تلك الأنشطة التي توجد في العديد من الدول السياحية ذات نفس الطقس المعتدل والتي تحاكي الاهتمامات لدى السياح في خوض تجربة سياحية فريدة من نوعها لم يسبق لهم تجربتها في بقاع أخرى. في ظل العديد من الامثلة سوف نحيط بموضوعنا هذا مثال يحاكي التأثر بالطقس، وهي جنوب إفريقيا، التي وفرت مخيمات عديدة في فترة الصيف للسياح الراغبين في التخييم وسط محميات طبيعية صحراوية وممارسة نشاط التخييم الحر وكذلك مشاهدة طبيعة الحياة البرية وما تشمله من مشاهدة الحيوانات في البراري المفتوحة.
لذلك فان الموسمية ليست عائقاً امام التخطيط السليم والتنفيذ الجيد للنهوض بقطاع السياحة في السلطنة خصوصاً وان مفهوم منهج الموسمية سمح لنا بتوفير ألية عمل لبناء وتحديد المتغيرات على مستوى الموسمية كل وجهة على حده إلى حد كبير وكل نشاط وايجابياته وسلبياته حسب الوقت المثالي لتفعيله في مختلف مناطق السلطنة، بجانب ان ادراك آليات تقنين مؤثرات الموسمية على قطاعنا السياحي سوف يساهم في توجيهٍ امثل للاستثمارات السياحية المتمثله في قطاع الفنادق وتوطين الانشطة السياحية كلاً حسب ما يناسبه من بيئة. لذا فان الطقس ليس عائقاً في التنمية السياحية في السلطنة حسب ما يدعي البعض وان التنوع الجغرافي والاعتدال في طقس السلطنة عامل مشجع لجذب السياح الدوليين من خلال توظيف التجرية المختلفة لطابع السلطنة التراثي والطبيعي والعربي في الحملات التسويقية دولياً.. فهل من بصير يرى وجريء فينفذ ..!