رأس الحد العمانية.. مشرق الشمس في الجزيرة العربية

سعود العلوي: تتميز بمناطق الجذب السياحي والأماكن الطبيعية وطقسها المعتدل طوال العام

رأس الحد “صور” – وجهات|

يتدفق السياح إلى نيابة رأس الحد بولاية صور بشكل متزايد إذ بلغ عدد زوار المركز العلمي برأس الجنز في نيابة رأس الحد 70 ألف زائر خلال عام 2019م من مختلف أنحاء العالم، ويعتبر موسم السلاحف في العام نفسه من أفضل المواسم لكونه سجل أكبر عدد زوار في الأعوام العشرة المنصرمة؛ وذلك لما للتمتع به النيابة من بيئة ومقومات جاذبة وهي تعد إحدى أهم الوجهات التي يضعها الزوار في أجندتهم السياحية.

وقال سعود العلوي مدير إدارة السياحة في محافظة جنوب الشرقية: تعتبر نيابة رأس الحد منطقة جذب سياحي تقع في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية وتبعد عن مركز الولاية حوالي 55 كم، وتعد أول منطقة تشرق عليها الشمس في السلطنة والجزيرة العربية وتعد من أهم المناطق التي تجذب السياح من داخل وخارج السلطنة، وتتميز بعدد من الأماكن الطبيعية من شواطئ وتضاريس ورمال ناعمة وطقس معتدل على مدار العام وتكثر فيها الطيور بأعداد كبيرة في الأخوار المائية التي تشكّل ملاذًا لها، كما يتميز الشاطئ بوجود التكوينات الصخرية والخلجان الطبيعية الجميلة.

وحول المنشآت الفندقية في نيابة رأس الحد قال العلوي: تتميز النيابة بوجود عدد من الاستراحات والمخيمات والفنادق إذ إنها تضم 3 فنادق واستراحة و6 بيوت ضيافة إضافة إلى مخيمين، كما أن هناك منشأتين قيد التنفيذ، وتصل نسبة الإشغال بهذه المنشآت السياحية والفندقية في فترة الإجازات الأسبوعية والرسمية إلى 100% نظرًا لكثرة الحركة السياحية بها.

وأكد مدير إدارة السياحة في محافظة جنوب الشرقية أن رأس الحد تعد من الأماكن النشطة سياحيًا طوال العام حيث يرتادها الزوار من جميع أنحاء العالم؛ نظرًا لتميز موقعها على بحرين مهمين هما بحر عمان وبحر العرب وكذلك لوجود العديد من المقومات السياحية الأخرى مثل (خور الحجر وخور جراما والجزر الصغيرة)، كما تتميّز المنطقة بتوافد العديد من الطيور المهاجرة إليها إضافة إلى أنها تتميز بأجوء فريدة، وكون أن النيابة تنفرد بوجود الكثير من السلاحف فإن الحكومة ارتأت إقامة متحف وهو ما يُسمى حاليًا بالمركز العلمي برأس الجنز؛ وذلك للحفاظ على الحياة الطبيعية للسلاحف وسلامة البيئة المحيطة بها وتوعية المجتمع العماني بالثقافة البيئية للسلاحف.

قال ناصر الغيلاني مدير المتحف العلمي برأس الجنز التابع لمنطقة رأس الحد: ينظم المركز العلمي للسياح رحلات يومية لمشاهدة المجسمات الخاصة بالسلاحف الموجودة في السلطنة، كما يوفر المتحف مرشدًا سياحيًا والذي بدوره يقوم بتزويد الزوار بالمعلومات والإرشادات المسموحة والمحظورة للسياح واطلاعهم على عملية وضع السلاحف لبيضها والتي تستمر بين 60-120 يومًا بحسب نوع السلحفاة وأصلها الذي تعود منه، وطرق التمويه التي تقوم بها السلحفاة حماية للبيض من المعتدين.

وأضاف الغيلاني: تقدم المحمية أنشطة متنوعة لجميع زوار المتحف منها دخول شاطئ رأس الجنز برسوم رمزية لأجل التمتع بالجمال الطبيعي الخلاب للشواطئ ورمالها الناعمة وأجوائها الجميلة التي تعتبر عنصر جذب سياحي مقارنة بالأماكن السياحية الأخرى، كما يمكن للسائح السير حول الجبال المحيطة وممارسة هواية الرماية وصيد السمك ومشاهدة الدلافين والغوص وركوب الدراجات الجبلية وكذلك تنظم المحمية جولات ليلية لمراقبة السلاحف أثناء وضعها للبيض ومراقبة النجوم الليلية.

ديار رأس الحد

ويعتبر مشروع ديار رأس الحد المطل على البحر أحد أهم المشاريع في النيابة والذي تبلغ مساحته الإجمالية 2 مليون متر مربع، ويتميز المشروع بأنه محطة للعديد من الأحياء البحرية والطيور وضمن محمية السلاحف.

وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع 250 غرفة فندقیة و346 وحدة سكنیة مع المرافق والخدمات اللازمة، أما في المرحلة الثانية سيتم إنشاء 450 غرفة فندقیة والمزید من الوحدات السكنیة مع المرافق اللازمة.

من جانبه قال علي بن خميس العامري – مالك سفينة قصر الشيخ للجولات البحرية تقوم بنشاطها في نيابة رأس الحد – إنه يقوم بجولات بحرية للسياح على ظهر السفينة على فترتين صباحية ومسائية تبدأ في الصباح الباكر إلى بعد الظهر، ومن ثم الجولة المسائية تبدأ من العصر حتى وقت متأخر بحسب طلب السائح.

ويؤكد العامري أن هناك إقبالاً من العمانيين والأجانب وأن العمانيين هم الفئة الأكثر طلبًا للرحلات البحرية، وتبدأ الرحلة من خور جرما برأس الحد مرورًا بممرات الخيران وإلى وجهات أخرى ومن ثم الرجوع إلى نقطة الانطلاق، كما أنه يمكن القيام بجولات أخرى إلى نيابة الأشخرة أو إلى الوجهات القريبة من رأس الحد. وإضافة لخط الرحلة التي تقوم بها السفينة يمكن أيضًا المبيت في السفينة في المكان الذي يرغب به السائحون إذ يغادر طاقم السفينة تاركًا للسياح مساحة لأخذ راحتهم على أن يعود إليهم الطاقم في اليوم التالي.

وتتكوّن السفينة، التي بدأ نشاطها منذ 8 أشهر، من غرفة نوم وقاعة كبيرة تتوفر فيها أجهزة ترفيهية وجلسة كبيرة ومريحة في السطح ومطبخ تحضيري، وهي تتسع لـ 60 شخصًا. وبإمكان حجز السفينة للعوائل أو المجموعات.

آراء الزوار

وأبدى أحمد البلوشي – أحد السياح – إعجابه بالمنطقة حيث شده بشكل كبير حصن رأس الحد مشيدًا بجماله وروعة تصميمه والذي يعد من المزارات السياحية المهمة، كما أشاد بطريقة استقبال الحارس للزوار والذي يقوم بفتح أبواب المحمية بكل رحابة صدر. ويتميز  المبنى بطرازه التراثي العتيق والذي يضم عددًا من الآثار والتحف والأسلحة القديمة من مدافع وبنادق وغيرها.

وأضاف محمد عثمان – زائر من إحدى الدول العربية – بأن رأس الحد تتميز بتضاريس خلابة وصفها بأنها لوحة فنية جميلة تأوي عددًا من الطيور النادرة على شواطئها وكذلك مرور السلاحف الصغيرة بشكل عجيب بالشاطئ وقد تصل إلى بيوت المقيمين بالمنطقة عند وقت الغروب الشمس.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*