بقلم: نجلاء الرحبية | في بعض القرى، نسمع حكايات قصها الأجداد، ويتداولها الأحفاد حتى يومنا هذا، حكايا قد وُثِقت بمواقعٍ معينة وأحداثٍ ملموسة المكان. في ولاية أجدادي، ولاية دماء والطائيين، دائما ما أسمع وأرى ما هو فعلاً يُبهر عين الزائر لها، ولكن؛ قيل لي أن قرية سوط هي أجملها وأميزها.
عندما قمت بزيارتي لهذه القرية إلتمست الهدوء المريح الذي تتميز به، كما أنها تتميز بوجود عوامل جذب سياحي متنوع يساعد في أن يجعل السائح والزائر يستمتع بالمعالم المختلفة.
قرية سوط، والتي تبعد عن قلب الولاية بما يقارب مسافة العشرة كيلومترات، هي قريةٌ جميلةٌ تتناثرُ في أجوائها جميع معاني البساطة وسمات الروح الطيبة، سُردت على قاموس أرضها الكثير والكثير من الأساطير الغريبة، تميزت هذه المنطقة بالعديد من المعالم الجميلة المتنوعة كالجبال الشاهقة والتي تشد انتباه متسلقي الجبال والمغامرين ووجود المعالم الأثرية كالحصون والأبراج والعدد الكبير من البيوت القديمة المهجورة وعدد من الأفلاج. كما أنها تتميز بوفرة المياه لذا نجد أن سكان هذه القرية يقومون بزراعة أنواع متعددة من المحاصيل الزراعية كأشجار النخيل ومحاصيل البصل والفجل والباذنجان والفلفل والخس والطماطم والزيتون والتين.
ومن أبرز المعالم في هذه القرية، كهف بو هبان، حيث يسعى إليه عدد من المستكشفين والمغامرين لمعرفة حقيقة وأسرار هذا الكهف، ومحاولة معرفة الإمتداد الذي يقال أنه لم يصل إلى نهايته أحد حتى يومنا هذا. الكهف الذي تتدفق فيه المياه بغزارة ويحتوي على تشكيلات صخرية مميزة ومتنوعة وذات ألوان مختلفة، هذا الكهف العجيب الذي سُرد فيه العديد من القصص الغريبة، ومن الأمور التي تجعل هذا الكهف مخيفاً هو أنه مظلم وكذلك وجود عدد كبير من الخفافيش، وكلما تعمق المغامر بداخله كلما زادت صعوبة الاستمرار في استكشافه، بسبب مواجهته للكثير من الصعوبات التي تعيق تقدمه، ولكنه فعلا كهفٌ قد تميز عن غيره من الكهوف بالكثير من الأمور الغريبة التي تشد الانتباه للقيام بزيارته، ولكن ربما هذا الكهف وهذه القرية هي بحاجة إلى أن تكون محط اهتمام كبير لدى الجهات المعنية بوضع اللمسات التي تستحقها لجذب سياحي أكبر وتسهيل فكرة أن تكون هذه القرية مزاراً سياحياً مهماً وذات قيمة، كما أنها بحاجة إلى أن تقوم الجهات المختصة بتوفير بعض الخدمات المهمة التي يحتاج لها السائح والزائر.