زوايا | هل جهود قطاع الاتصالات “السياحية” كافية؟

بقلم: د. رجب بن علي العويسي | ينطلق تساؤلنا من فرضية الدور الذي يؤديه قطاع الاتصالات في تعزيز كفاءة السياحة الوطنية وقدرتها على تقديم مبادرات نوعية في الأداء السياحي، من خلال عمليات الترويج والتسويق وتعزيز البنية الالكترونية وتمكين التطبيقات السياحية في الهواتف الذكية من تحقيق أبعاد نفسية وفكرية وترسيخ قناعات إيجابية حول المنجز السياحي وتوجيه منصات التواصل الاجتماعي في تعميق البعد السياحي والتعريف بالفرص السياحية المتاحة للمستثمرين والزوار على حد سواء.

 فإن مستوى جودة شبكات الاتصال وتقنياتها وتوفرها  في مختلف البيئات والمناطق السياحية، وتوفر  خدمات الواتس أب وسهولة فتح التطبيقات الالكترونية السياحية في هواتفهم ومعرفة خط سيرهم والأماكن السياحية والتراثية القريبة من الموقع السياحي بما فيه من مطاعم ومقاهٍ واستراحات فندقية ومواقع سياحية  أخرى له انعكاساته الإيجابية على حركة السياحة ونشاطها وقناعات السياح وانطباعاتهم عن البيئات السياحية واكتمال المرافق والخدمات المقدمة بها، وتمكينهم من نقل صورة هذه البيئات عبر منصات التواصل الاجتماعي مع أصدقائهم أو في دعوتهم إلى زيارتها والاستمتاع فيها، والعكس صحيح، فعندما تفتقر البيئات السياحية لأبرز احتياجات السائح من خدمات الاتصالات والانترنت أو شبكات الاتصال أو خدمات الواتس اب والقدرة على استخدام منصات التواصل، قد تعطي انطباعات مغايرة.

 وفي المقابل تمارس السياحة دورا محوريا في تثمير قطاع الاتصالات ورفع درجة الجاهزية والإنتاجية فيه عبر تنوع خدمات الاتصال الدولية والعروض السياحية وغيرها، فتؤسس فيه ثقافة تطوير خدماته وترقية مشغلاته وإضافة مشغلات اتصالات أخرى في ظل الحاجة إلى المزيد من التنويع والتنافسية فيها، أو عبر مساعدة الجهات السياحة في بناء منصات الكترونية داعمة في التعريف بالمفردات السياحية والثقافية والبيئية والحضارية التي تتميز بها مجتمع السلطنة وبيئتها.

وإضافة إلى حزمة الإجراءات التطويرية للقطاع السياحي، وما حققته التأشيرات السياحية من دور في الممارسة السياحية وتسهيل الإجراءات في المنافذ المختلفة، يأتي تعزيز السياحة الإلكترونية لتقديم خدمة نوعية تنافسية متكاملة للسائح سواء من حيث التعريف بعروض الأسعار الفندقية والمميزات التنافسية المتوفرة بها، وتقديم تفاصيل دقيقة تتعلق بالخدمة الفندقية بشكل يلبي احتياجاتهم ورغباتهم ‏وميولهم لتشمل بيانات دقيقة وتفاصيل واسعة حول وسيلة التنقل، ومكان الفندق، ودرجته والأماكن القريبة منه، والأماكن المتاحة للزيارة، وأنواع المطاعم ومحلات التسوق والأسواق التقليدية أو التراثية ومواقعها.

على أن ما نفذته الجهات المختصة من مبادرات نشر الخدمات الإلكترونية وتوظيفها في إجراءات الاستثمار والتراخيص أو غيرها غير كاف، بل مدخل لتعزيز الاهتمام بالمحتوى السياحي الرقمي ذاته، وإيجاد مرصد سياحي وطني يتيح فرص أكبر لجمع المعلومات السياحية وتداول مؤشرات العروض والأسعار والاستثمار في المعلومات السياحية الجغرافية، والتحديث المستمر لها عبر محركات البحث السياحي وغيرها، بالإضافة إلى التوسع في دور الشركات السياحية التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي بما يعزز من حضور الفاعلين بالقطاع والمشاركين فيه ويقوي دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والشركات الطلابية في تعزيز ابتكاراتها السياحية.

 ويبقى التأكيد على مستوى الشراكة والجدية في قراءة جوانب الاحتياج الفعلي وتوفير المسوحات الفنية في حجم استفادة السياحة من منتج قطاع الاتصالات، ليظل التساؤل مطروحا، هل حقق قطاع الاتصالات أولويات السياحة الوطنية،  وهل القطاع السياحي راض ٍ عن جودة الخدمة الاتصالية المقدمة، وما تعني الإشكاليات الناتجة عن الاحتكارية وضعف الشبكة وزيادة الأسعار وقلة تنوع البدائل الاتصالية المعروضة في السوق، وهل سنقرأ في قادم الوقت مبادرات نوعية يتبناها قطاع الاتصالات في توفير أدوات قياس مؤشرات التحول وقياس الرأي العام ورصد أعداد السياح، للاستفادة منها في تنظيم وإدارة الملف السياحي؟

Rajab.2020@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*