رأي وجهات | للمهرجانات دور في الجذب السياحي، خاصة إذا ما كانت هذه المهرجانات تعبر عن روح الطبيعة التي تفتقدها الكثير دول المنطقة، بينما ترخر السلطنة بعديد المقومات الطبيعية التي يمكن أن تشكل فعاليات ومهرجانات متواصلة.
اليوم مع إعلان تنظيم أول موسم لقطف الورد، فإنه بلا شك سيشكل دفعة جيدة لابراز موروث مهم ويبرز تاريخ سياحي أهم سيضاف إلى روزنامة البرامج السياحية التي يجب أن تتشكل شيئا فشيئا في السلطنة حتى تصبح هذه المهرجانات إضافة جديدة للجذب السياحي.
إن مهرجان قطف الورد يأتي في وقت نحن أحوج إلى مثل هذه المهرجانات فمن جانب أنها تلقي الاهتمام على عادة قديمة وقد لا تزال تُمارس لكن يمكن لها في يوم ما أن تندثر مع تراجع زراعة الورد من جانب وابتعاد الأبناء عن هذه المهن الزراعية، ومن جانب آخر تشكل تسويقا مهما لهذه الصناعة العمانية من حيث قطف الورد وتقطيره من أجل تحويله إلى صناعة ماء الورد، خاصة وأن ماء الورد المعروف بماء ورد الجبل الأخضر معروف بجودته.
إن مهرجان قطف الورد سوف يحيي موروثا عمانيا ومهنة وصناعة وبالتالي تجعل منه موسما سياحيا يضاف إلى مواسم أخرى قد تأتي لاحقا مثل موسم قطف الرمان، وموسم التبسيل وهي عادات يمكن تحويلها إلى مهرجانات سياحية، نظرا لما يصاحبها من فعاليات وأهازيج وغناء وتعاون أسري ومجتمعي.
يأتينا اليوم اعتبارا من إبريل 2020، أول مهرجان لقطف الورد الجبلي، ولكن علينا أن نكون أكثر استعدادا له من كافة النواحي خاصة من حيث الترويج له خليجيا ودوليا بهدف كسب السياح مع فرض رسوم معينة لتحقيق الهدف لمثل هذه المهرجانات، وحتى يتم الترويج لماء ورد الجبل الأخضر حتى يكبر هذا المهرجان من جانب وجعل أبناء الجبل تهتمون أكثر وأكثر بهكذا زراعة وصناعة.
هناك الكثير من العوائد الاقتصادية والسياحية للمهرجانات إذا ما عرفنا استغلالها وتحويلها إلى مهرجان فاعل سياحيا من حيث جذب السياح، وفاعل من حيث عوائده الاقتصادية من خلال المبيعات، بجانب عائده المجتمعي من خلال اهتمام الناس بصناعة ما أو حرفة وبالتالي يجد أصحابها اهتماما وتسويقا لمنتجهم المحلي.
وبلا شك أن هذه المهرجانات تحتاج إلى فعاليات تختلف عن غيرها من المهرجانات، من حيث وجود فعاليات متوارثة تعبر عن روح هذا الموسم بشكل حقيقي وتعطي بعدا اضافيا لتاريخ صناعة ماء الورد.