مقال| تصدّر المروجين من خارج سلطنة عُمان في المشهد السياحي الوطني ما دلالاته؟.

يكتبه: د. رجب العويسي|

 ظهرت في الآونة الأخيرة توجهات رسمية وشخصية باستقطاب مروجي الدعاية والإعلانات من خارج سلطنة عُمان في عمليات الترويج والتسويق للفعاليات والمهرجانات والمواسم السياحية في سلطنة عُمان ، على شكل تعاقدات شخصية أو مؤسسية، بغرض الترويج للحالة السياحية. 

ومع القناعة بأن مسألة الترويج السياحي لا يمكن إقصائها على المروجين الوطنيين لاعتبارات كثيرة، إلا أن تراجع دور المروج الوطني في المشهد السياحي تحديدا، يمكن قراءته في أمرين: الأول: تدني مستوى الثقة في المروجين الوطنيين نظرا لضعف المحتوى السياحي لديهم وغياب الأثر والابتكارية والميزة التنافسية فيه، واتجاههم نحو السمعة والشهرة والحصول على المكسب المالي على حساب جودة المحتوى، أو لغياب وجود قاعدة احتواء واعتراف مجتمعية لديهم سواء من خلال المشاركات المجتمعية أو بصمة حضور لهم في الجمعيات الخيرية وفك كربة، أو المبادرات المتعلقة بالترويج للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة في ظل ما يثار من ردود فعل مجتمعية سلبية حول بعض المواقف والتجاوزات التي أفصحت عن غياب صفة الوطنية فيهم، وتراجع ثقة المجتمع والرأي العام الوطني في محتواهم.

الثاني: حجم الأثر والسمعة الإيجابية التي تركها بعض المروجين للدعاية والإعلانات من خارج سلطنة عُمان، والصورة التفاؤلية التفاعلية التي قدمت الترويج السياحي بشكل آخر أبعد عن الشهرة والترند وأقرب إلى التأثير والاحتواء وصناعة الأثر وإثراء السمعة السياحية وتعظيم أثرها خارج سلطنة عُمان، وعبر نماذج بات المجتمع يتداولها عنهم، حتى أصبحت مصدر إلهام وتقريب للصورة السياحية النموذج، إذ أن الكثير من المروجين من خارج سلطنة عُمان كانت لهم بصمات سابقة ومتكررة كما أن صورة المشهد التي تم تقديمها للرأي العام كانت من زوايا مختلفة، وارتبطت بمبادرات جادة ومتنوعة خارج إطار الشهرة مما عزز من السعي نحو استقطاب هؤلاء المروجين وإشراكهم في الرسالة السياحية الوطنية.

 ومع ذلك، وللخروج من عقدة الخواجة، نؤكد اليوم على أن صناعة المؤثرين الوطنيين في المحتوى الترويجي السياحي، سوف يغير المعادلة ويعيد تصحيح الصورة السلبية التي سببها اتساع الداخلين لهذا المسار مع غياب الدراية والممارسة بمفاهيم الترويج والذوق الترويجي وصناعة المحتوى والأثر، الأمر الذي نتج عنه تزايد السقطات والأفكار والأنماط الاستهلاكية الهابطة والهاملة التي أطاحت بالمحتوى السياحي الوطني وتراجعه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*