استثمارات القطاع الخاص تفتح آفاقا واسعة لإستيعاب نمو أعداد السياح
****
المستثمرون يؤكدون جدوى الإستثمار في القطاع السياحي
مسقط – وجهات|
رفد المستثمرون القطاع السياحي بعشرة مشاريع سياحية جديدة في عدد من محافظات السلطنة تنوعت بين إنشاء فنادق ومنتجعات سياحية وشقق فندقية ومخيمات سياحية ومطاعم ، وذلك بتوقيع وزارة السياحة إتفاقيات عقود إنتفاع لأراضي سياحية حكومية لفترات طويلة قابلة للتجديد، لإستثمارها في مشروعات سياحية لمواكبة التطور المتنامي في القطاع السياحي وتوفير المنشآت الفندقية والمرافق السياحية التي يتطلبها السياح.
وأكد المستثمرين في القطاع السياحي بعد توقيع احمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة إتفاقيات عقود إنتفاع لأراضي سياحة مع 10 مستثمرين من مختلف ولايات السلطنة ، بأن الإستثمار في القطاع السياحي واعد وتعززه التوجهات الحكومية الهادفة إلى تمكين القطاع السياحي في السلطنة ومنح التسهيلات للإستثمار في هذا القطاع ، والنمو المتزايد في القطاع السياحي وفق الإحصائيات التي تعلن سنويا، وأهمية مواكبة هذا النمو بزيادة الإستثمارات في القطاع السياحي خاصة في المحافظات لإستيعاب نمو السياح، بالإضافة لتنامي السياحة الداخلية بشكل لافت في السنوات الاخيرة.
وقال محمد بن أحمد المدحاني المستثمر في مشروع إنشاء فندق فئة ثلاثة نجوم بولاية مدحاء بمحافظة مسندم وبتكلفة تبلغ 3 ملايين ريال تشمل إعداد الموقع وقيمة المباني والمنشآت للفندق بما فيها جميع التجهيزات ، مضيفا أن الفندق يتكون من 89 غرفة تنقسم لأربع فئات وفقا للإستخدام والمساحة ، كما يضم الفندق مطعم ومقهى وملعب مصغر وقاعة متعددة الأغراض لإقامة مختلف الفعاليات مثل الأفراح والمؤتمرات وغيرها من الفعاليات المجتمعية.
مبان ذكية
وأشار محمد المدحاني أن ما يتميز به هذا الفندق هو إرتكازه على مفاهيم المباني الذكية وتطبيقاتها في الغرف الذكية ، ونسعى من خلال تضمينها في تصميم الفندق إلى الدخول في سباق صناعة خدمات الضيافة تحت مسمى (الفندقة والخدمات الذكية) ، وهي تلك التي تعتمد على التكنولوجيا مع تعزيز الرفاهية في الخدمات بمستويات مثيلاتها في العالم المتقدم وبذلك نقدم إضافات مبتكرة لهذا القطاع في المحافظة.
وأضاف أن هذا المشروع يأتي متناغما مع رؤية الحكومة ممثلة في وزارة السياحة لتعزيز دور قطاع السياحة لما نتطلع أن يكون له دور في تعزيز الإقتصاد الوطني بشكل عام ، والقطاع السياحي في ولاية مدحاء بشكل خاص من خلال الإسهام في تنمية الإستثمار في ولاية مدحاء وتطوير المشهد السياحي في هذه الولاية وموقعها الإستراتيجي.
وقال من المتوقع أن يسهم الفندق في تغطية الحاجة للخدمات الفندقية وسيشكل نقطة جذب لزوار الولاية حيث سيساهم في التعريف بها وإستقطاب مشاريع إستثمارية موازية ستسهم بدورها في تنشيط وتعزيز المشهد التجاري بشكل عام في الولاية ، كما سيوفر 20 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وأضاف: أن الإستثمار في القطاع السياحي يمثل محورا أساسياً ورافدا للإقتصاد الوطني وتطويرا للبيئات السياحية الجذابة التي تزخر بها السلطنة ، أما على صعيد المستثمر فالإستثمار في القطاع السياحي لا يختلف عن الإستثمارات الأخرى في مساهمته في تنمية رأس المال العامل ويحقق عائدا وإيجابيات على المستثمر، فضلا عن دور القطاع السياحي في تنشيط القطاعات الإقتصادية الأخرى.
منتجع بيئي
وقال خالد الوضاحي من ولاية قريات، مستثمر في مشروع منتجع بيئي بتكلفة تبلغ 16 مليون ريال، ويعد أول منتجع للسياحة البيئية يشمل الحياة الفطرية في السلطنة ، وهو عبارة عن مساكن وسط بيئة طبيعية مع مراعاة الخصوصية المحلية.
وأضاف أن المنتجع سيضيف بعدا جديدا لقطاع السياحة في السلطنة بإعتباره يتميز بالرقي والفخامة إلى جانب التفرد والخصوصية ، مع المحافظة على البيئة الفطرية في المنطقة ، وأشار إلى أن المنتجع صمم ليضم عدد ثمانون جناحا فندقيا تطل على الواجهة البحرية تتكامل بشكل مثالي مع العمارة والبيئه العُمانية.
مخيم سياحي
من جانبه، قال علي بن محمد الحارثي مستثمر في مشروع إنشاء مخيم سياحي فاخر بولاية القابل بمحافظة شمال الشرقية بتكلفة تبلغ 700 ألف ريال ، أن المخيم يتكون من 57 غرفة مختلفة المستويات بين الفاخرة والعائلية الكلاسيكية ، بالإضافة إلى المرافق السياحية التي يحتاجها السائح مثل نادي صحي واسطبل خيول وعزبة جمال وبرك السباحة ومسطحات خضراء ومكان لألعاب الأطفال ومكان لممارسة الرماية بالأسهم والركوب على المنطاد.
وأشار إلى أن الإستثمار في إقامة مخيمات سياحية ذا أهمية باعتباره منتجا سياحيا متفردا يجتذب السياح وخاصة في الموسم السياحي الشتوي ، مضيفا إلى أن هناك طلبا على المخيمات السياحية للإسترخاء والإستمتاع بالأجواء الصحرواية ، موضحا أن الإستثمار فيها ذا جدوى في ظل تنامي الطلب عليها من السياح من داخل السلطنة وخارجها.
فندق 3 نجوم
وقال سعيد بن عبيد الدرمكي مستثمر من ولاية شناص في إنشاء فندق فئة ثلاثة نجوم ويتكون من 7 طوابق ويتضمن 77 غرفة وجناح ومرافق أخرى كالمطاعم والصالات الرياضية وصالة بولينج وقاعات للمؤتمرات والمناسبات ومكان للإستجمام والترفيه والمسطحات الخضراء أن تكلفة الفندق تقدر بـ 4 ملايين ونصف مليون ريال عُماني ، ويقام على مساحه 11.460 مترا مربعا مُنحت الأرض بنظام الإنتفاع من الحكومة ممثلة في وزارة السياحة.
وأضاف سعيد الدرمكي أن الإستثمار في القطاع السياحي في السلطنة يعد رافد من روافد الإقتصاد الوطني ومعززا للناتج المحلي الإجمالي ، ويسهم في إثراء القطاعات الإقتصادية الأخرى ومستوعبا للعمالة الوطنية والأجنبية ، فالكثير من الدول التي تفتقر للنفط تعتمد على السياحة كرافد أصيل من روافد اقتصادها ، وهذا ما نتطلع إليه في السلطنة لما تتميز به من مقومات طبيعية وتراثية متنوعة يتطلب إستغلالها بنحو أمثل.
وقال محمد بن خيرالله البلوشي المستثمر من ولاية بخاء بمحافظة مسندم، أن مشروعه عبارة عن إنشاء منتجع بيئي هو الأول من نوعه في ولاية بخاء في محافظة مسندم من فئة ثلاث نجوم ، ويحتوي على سوق ومطعم وصالة رياضية بالإضافة إلى أحواض سباحة وشاليهات يبلغ عددها مايقارب 36 ، مشيرا إلى أن تكلفة المشروع تبلغ في حدود 2 مليون ريال عُماني نسبة للتضاريس في منطقة إقامة المنتجع وطريقة تصميمه والفتره الزمنية لإكماله مع مرافقه في حدود السنتين ، وعند إكتماله سيوفر فرص عمل لأبناء الولاية ، بالإضافة إلى إنه سوف يدعم المشروعات المتوسطة للشباب لتوفير بعض الخدمات السياحية.
وأضاف أن الإستثمار في قطاع السياحة له أهمية لاتقل عن أهمية بقية القطاعات الإقتصادية الأخرى ، وقد يتبوأ هذا القطاع المرتبة الأولى بين القطاعات الأخرى لما تزخر به السلطنة من مقومات طبيعية وحضارية رائعه تجتذب السياح من داخل السلطنة وخارجها.
وقال ناصر بن حمد الصارمي عضو مجلس إدارة شركة نخل الأهلية أن الإتفاقية الأولى تنص على إنشاء فندق من فئة 3 نجوم في ولايه نخل. اما الإتفاقية الثانية تتمثل في إنشاء مجمع مطاعم مقابل الفندق، جميعهم على إطلالة رائعة، ويتميز الفندق ومجمع المطاعم بموقع متميز يطل على الطريق المؤدي إلى عين الثوارة المعروفة بمياهها الساخنة ومكانها المميز ومناظرها الخلابة ، مؤكدا أن الفندق ومجمع الفنادق يعدان إضافة كبيرة جدا للولاية حيث يعتبر أول فندق في الولاية بهذا المستوى وكذلك مجمع مطاعم السياحية.
نمو معدلات السياح
وقال أحمد بن عيسى المعشني مستثمر في شقق فندقية من فئة النجمتين في ولاية صلالة بمحافظة ظفار: أن المشروع يقع في مساحة 2.5570 متر مربع عبارة عن 22 شقة فندقية ومطاعم ومقاهي سياحية متعددة تبلغ تكلفتها الإستثمارية أكثر من 370 ألف ريال ، ومدة التنفيذ عام ونصف العام ، وأضاف إلى أن المشروع سيسهم في توفير الغرف الفندقية التي تعمل على سد حاجة القطاع السياحي المتنامي في محافظة ظفار ، خاصة في فترة موسم الخريف حيث يسهم في تلبية تزايد الطلب على الغرف والشقق الفندقية.
وأضاف إلى أن الدراسات السياحية تشير إلى أن معدلات نمو أعداد السياح لمحافظة ظفار في السنوات القادمة ستتضاعف على ضوء التدفق السياحي خلال الفترة الماضية ، مضيفا بأن المشروع يمثل إضافة للقطاع السياحي في محافظة ظفار الذي يشهد ازدهارا محفزا للإستثمار.
وأضاف أن أهمية الإستثمار في القطاع السياحي تتمثل في التركيز على الإستثمار في الاصوال الثابتة والمستدامة ، وليتواكب مع النمو في القطاع السياحي الذي تشهده السلطنة وكذلك الإهتمام الحكومي بهذا القطاع وتسهيل كل سبل الإستثمار فيه. وقال: نتطلع أن تكلل الجهود الحكومية والخاصة بالتوفيق ، وبما يسهم في رفد هذا القطاع بالمزيد من الإستثمارات الهادفة إلى إيجاد خدمات سياحية ومرافق تسهم في إستيعاب التدفق المتزايد من السياح.