جلالة السلطان يولي اهتماما كبيرا بالتراث غير المادي
قلة عدد الكوادر والباحثين العمانيين أبرز التحديات التي نواجهها
لم يمر علينا أمر مشاركتنا في معرض اكسبو ميلان 2015 ..!!
التراث غير المادي يشكل مصدراً مهماً ومتميزاً لتشجيع السياحة
القناتان التلفزيونية والإذاعية ستعملان على توثيق وتسويق وترسيخ المفهومية القانونية للتراث الثقافي غير المادي
حوار-يعقوب بن يوسف البلوشي | أكد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، مدير دائرة الفنون الشعبية بوزارة التراث والثقافة: ان التراث غير المادي في السلطنة يحظى باهتمام خاص وكبير بداية من نصوص خطابات جلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه؛ مروراً بالمنهجية المتبعة في القطاعات المعنية.
وقال في حوار مع “وجهات” ان قلة عدد الكوادر العاملة في هذا المجال من خلال النواحي الإدارية وعزوف القطاع الخاص عن دعمه بصورة مناسبة أبرز التحديات التي تواجهنا في الحفاظ على التراث غير المادي اضافة إلى قلة عدد الباحثين العمانيين.
وقال نأمل في نهاية هذا العام أن نرى ثلاث ملفات جديدة في القائمة العالمية للتراث الثقافي غير المادي وهم المجالس والقهوة والرزفة خلال اجتماعات اللجنة الحكومية التابعة لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي والمبرمة في نوفمبر 2015م.
مؤكدا ان الدعم الحكومي في مجالات صون وحفظ التراث الثقافي غير المادي يأخذ أشكالا عديدة وتتبناه مؤسسات مختلفة ونرى ذلك جلياً في كثير من المناسبات والفعاليات والبرامج المؤسساتية المقدمة.
وأشار إلى أن الوزارة تنظر بإهتمام لجميع مفردات التراث الثقافي غير المادي وان هناك مجموعة من المعايير التي تستند عليها اليونسكو لتحقيق ملف ما مقدم، وبالتالي فإن العناصر التي تحقق المعايير والتي يتفق عليها الفئة الأكبر المجتمع، أو تم تقديم طلب من قبل المجتمع المدني لتسجيلها.
وحول مشاركة الوزارة في معرض اكسبو ميلان قال السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي لا شك بأن الجهات المعنية تقوم بدورها حسب رؤيتها للمشاركة ولم يمر الأمر حتى الآن علينا في دائرة الفنون الشعبية بالوزارة ، ولا استبعد رغم ذلك أن نرى مشاركة في هذا الجانب رغم عدم التنسيق…
نص الحوار :
-كيف تقيمون المستوى العام للتراث غير المادي بالسلطنة؟.
* التراث غير المادي في سلطنة عمان يحظى باهتمام خاص كبير ويمكن للمتابع أن يلاحظ ذلك ابتداء من نصوص خطابات جلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه؛ مروراً بالمنهجية المتبعة في القطاعات المعنية وصولاً إلى الممارسين الفعليين أو حامل المفردة واعتزازه بها .
وبالتالي فهو تراث ثقافي متماسك ويعلم الجميع بأنه ركن أساسي من الهُوية الوطنية العُمانية.
– ماهي أبرز التحديات التى تواجه الوزارة في الحفاظ على التراث غير المادي وتطويره ؟.
* قلة عدد الكوادر العاملة في هذا المجال من خلال النواحي الإدارية وعزوف القطاع الخاص عن دعمه بصورة مناسبة بالإضافة إلى قلة عدد الباحثين والدارسين العُمانيين للمجالات المعنية به .
– في اعتقادكم، هل المخصصات المالية لتطوير الفنون الشعبية وأنواع التراث غير المادي تفي بالغرض ؟. ام ان هناك نقصا في الدعم الحكومي بهذا القطاع الثقافي ؟.
*الدعم الحكومي في مجالات صون وحفظ التراث الثقافي غير المادي يأخذ أشكال عديدة وتتبناه مؤسسات مختلفة ونرى ذلك جلياً في كثير من المناسبات والفعاليات والبرامج المؤسساتية المقدمة، ولا يمكن أن يقال بأن هناك شيء من النقص في المخصصات ولكن المطالبات والتطلعات تطمح لا شك ودوما في المزيد حتى تحقق الأفضل وتصل إليه والتعاون والجهود متكاملة ولله الحمد.
مهرجانات شعبية
– هل بالإمكان ان تتبلور فكرة المهرجانات الشعبية وتحويلها الى مهرجانات ذات صبغة تجارية، مما يسهم في إمكانية دخول الرعاة التجاريين ( القطاع الخاص ) لدعم تنمية التراث غير المادي مما يؤدي الى امكانيات اعلى للتطوير المستقبلي ؟.
*المهرجانات لها أبعاد مختلفة ولها أهداف مختلفة وإن كانت متمركزة في محتواها على التراث غير المادي فمنها ما هو موجه أساساً لدعم الفرق أو الممارسين لمفردات التراث غير المادي في المقام الأول.
ومنها ما هو مقدم لاستيعاب السياحة وإيجاد مصادر للترفية والمشاركة، وهنا يظهر جلياً أهمية الموروث الشعبي أو التراث غير المادي في مجالات التنمية المستدامة بل، وقد يشكل مصدراً مهماً ومتميزاً أكيداً لتشجيع السياحة من خلال إنجاح الفعاليات الجماهيرية المصاحبة .
– أين وصلت مرحلة الإعداد لملفات السلطنة في اتفاقية صون التراث غير المادي ؟
*إعداد ملفات الترشيح أمر ليس بالهين أبداً وبحاجة إلى تحقيق مجموعة من المعايير التي تؤكد بأن الدولة المتقدمة قد استوفت العديد من الشروط ونفذت البرامج ورصدت الموازنات وأشركت واحترمت حقوق الممارسين، وللسلطنة مجموعة من الملفات المسجلة بالقائمة العالمية للتراث غير المادي باليونسكو وسبقت العديد من الدول وتمكنت من تأهيل كادر من اجل ان يستعان به من خلال المهتمين والمنفذين لملفات دول أخرى وهذا أمر في حد ذاته يدعو للفخر ويؤكد على أن السلطنة أعتمدت على ما هو مناسب من خبرات في مرحلة البداية وكونت من خلال ذلك خبرات محلية مطلوبة دولياً .
تعاون
– كيف تقيمون تعاون القائمين على اعتماد الملفات التراثية غير المادية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة؟ وهل هناك معوقات؟.
*اللجنة المعنية بفحص الملفات تتكون من 12 شخصا 6 يمثلون مجاميع الدول و6 يمثلون الجمعيات الأهلية مع مراعاة التوزيع الجغرافي، وهناك لا شك بعض الأمور التي قد تسبب عرقلة ملف أو أخر ناتجة عن قلة الكادر الموجود باليونسكو أو قلة الخبرة أو عدم فهم الشروح بصورة صحيحة ، إلا أنه وبالمجمل فإن التعاون يتم على مستوى عالٍ من الاحترام والحرفية ولا نغفل هنا دور القائمين بالتواصل مع المنظمات وهم اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم وكذلك المندوبية العمانية باليونسكو.
تشابه ثقافي
– في ظل وجود تقارب ثقافي بين دول المجلس الخليجي وبالتالي تشابه في بعض الفنون وأنواع التراث غير المادي، هل تواجهون صعوبات في توثيق بعض الفنون واعتمادها رسميا في حال وجود ذلك التشابة لبعض الفنون؟.
-الاتفاقية تفسح المجال لأي دولة أن تتقدم بملف الترشيح الذي يتناسب والمعايير المطلوبة ومتى ما تمكنت من إثبات ذلك وشرحه وتوضيحه من حقها أن تراه على القائمة وإن كانت هناك عدة دول تمارس نفس الموروث فيمكن أن تتقدم مستقبلاً وتضم للملف ، إلا أن الأولية للملفات المشتركة يؤكد على التواصل والتفاهم ويحقق مفاهيم الإتفاقية .
– هل هناك تعاون بين الوزارة ودول المجلس لتسويق بعض أنواع التراث غير المادي المتشابه لدى دول الخليج كروزنامه ترويجية واحدة وهوية خليجية واحدة؟.
*دول مجلس التعاون تقدم العديد من البرامج والفعاليات المشتركة والتي تتوزع بين مهرجانات للتراث والفنون والأسابيع الثقافية المشتركة والتي تتضمن العديد من مفردات التراث الثقافي غير المادي وهناك تشجيع حقيقي بشأن العمل على إعداد ملفات مشتركة وقد تم ذلك من خلال إجتماعات وزراء الثقافة وقراراتهم في هذا الشأن.
تقييم الفنون
– ماهي مستويات تقييم الفنون والتراث غير المادي حتى يحظى باهتمام من الوزارة بحيث تسعى لتوثيقة واعتماده دوليا؟.
* في البداية تنظر الوزارة بإهتمام لجميع مفردات التراث الثقافي غير المادي وكما أسلفت فإن هناك مجموعة من المعايير التي تستند عليها اليونسكو لتحقيق ملف ما مقدم، وبالتالي فإن العناصر التي تحقق المعايير والتي يتفق عليها الفئة الأكبر المجتمع، أو تم تقديم طلب من قبل المجتمع المدني لتسجيلها فهي تحمل تلك الأولية.
– هل هناك خبراء محليين متابعين لحالة التطور في تمكين التراث غير المادي في السلطنة؟. وما هي ارشاداتهم ان وجدت؟.
* ما حقق اليوم في السلطنة والمشاريع التي بدء العمل بها فعلياً تخطت أحلام الخبراء ويمكن مقارنتها بما يحدث في دول العالم في هذا الجانب فهناك اليوم :
1- قانون للتراث غير المادي تحت إشراف وزارة التراث والثقافة.
2- قناة تلفزيونية للتراث الثقافي غير المادي تحت الإنشاء تحت إشراف “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون”.
3- قوائم وطنية لحصر التراث الثقافي غير المادي.
4- مرصد لبحوث ودراسات التراث المادي وغير المادي يشرف عليه مجلس البحث العلمي.
5- ملفات منجزة في القائمة العالمية للتراث غير المادي بإشراف وزارة التراث والثقافة.
دعم القطاع الخاص
– رغم الدعوة المستمرة لرفع وتيرة الدعم من لدن القطاع الخاص في تنمية المجتمع واهتماماته خصوصاً في تلك التي ترتبط بهويته وثقافته.. هل تلقيتم اي مبادرات من القطاع الخاص لدعم تمكين التراث غير المادي ؟.
*المبادرات من قبل القطاع الخاص لم تأخذ شكلها المأمول في مجالات التراث الثقافي غير المادي ونتمنى أن يكون هناك دعم من قبل الشركات الوطنية.
– أيهما أسهل في التطوير والتسويق التراث غير المادي أو التراث المادي ؟.
*هما مرتبطان لاشك ويمكن أن يتم العمل على كلاهما في أي واحد من الناحية التسويقية ولا أعتقد بأن هناك صعوبات في هذا الجانب متى ما كانت الإرادة والموازنات متوافرة.
– السلطنة ستشارك في معرض اكسبو ميلان ٢٠١٥ وكما هو معروف ان معرض بحجم اكسبو يساهم في ايجاد مساحة جيده للتسويق والتعريف بالثقافات المتنوعة لدى الدول. هل هناك حيز تم وضعة لتسويق التراث غير المادي للسلطنة ؟
* لا شك بأن الجهات المعنية تقوم بدورها حسب رؤيتها للمشاركة ولم يمر الأمر حتى الآن علينا في دائرة الفنون الشعبية ولا استبعد رغم ذلك أن نرى مشاركة في هذا الجانب رغم عدم التنسيق.
خطط
– ما هي أبرز الخطط القادمة للنهوض بقطاع التراث غير المادي في السلطنة ؟. وما هي أهم المشاركات القادمة دولياً والتي تحقق تعريفا بالفنون العمانية الشعبية ؟
*هناك خطط تركز على ترسيخ المفهومية القانونية للتراث الثقافي غير المادي وهيكلة الإدارة العاملة في هذا الجانب كما هناك مجموعة من المشاريع التي تحدثنا عنها تنصب في مجالات التوثيق والتسويق بالإضافة لمجموعة من الأطروحات الخاصة ببرامج إذاعية وتلفزيونية بالتنسيق مع الجهات المعنية ونأمل كذلك في نهاية هذا العام أن نرى ثلاث ملفات جديدة في القائمة العالمية للتراث الثقافي غير المادي وهم المجالس والقهوة والرزفة خلال اجتماعات اللجنة الحكومية التابعة لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي والمبرمة في نوفمبر 2015م.