رأي وجهات | حسب استراتيجية السياحة العمانية فإن مؤشراتها تشير إلى توفير عدد نصف مليون وظيفة بحلول العام 2040، وهذا بلا شك جهد طيب وضعه القائمون على الاستراتيجية.
وبلا شك أيضا فإن قضية توفير فرص عمل للباحثين عن عمل من المخرجات العمانية يتطلب تكاتفا كبيرا وعملا وطينا دؤوبا لا يقتصر على قطاع دون آخر أو مؤسسة بخلاف أخرى.
قضية الباحثين عن عمل تشكل أمن وطن ذات حساسية للغاية أكبر من أي شيء أخر في الوقت الراهن، لان تأمين أمن واستقرار حالة الباحثين عن عمل هو استقرار وأمن للوطن عامة.
وإذا كانت استراتيجية السياحة وضعت هذا الرقم فإنه أيضا مهم أن نعطي أرقاما سنويا من حيث توفير الوظائف في هذا القطاع وعدد العمانيين الذي دخلوا في بيئة عمل قطاع السياحة كل عام حتى نكون واضحين في عمل الاستراتيجية ونكون في حالة متابعة حتى نصل للغايات المرسومة، فنحن نعيش حالة اليوم وليس لمجرد نظرة إلى عام 2040 وفق تلك المؤشرات.
لذلك يتطلب من القائمين على هذا القطاع إعلان عدد الوظائف التي يوفرها قطاع السياحة سنويا ونوعية تلك الوظائف وأعداد الذين اشتغلوا في العام السابق وكم نحتاج في العام الذي يليه خاصة مع دخول مشروعات سياحية كبيرة في قطاع السياحة، وخاصة أيضا إذا ما علمنا أن قطاع السياحة يعتبر أكبر قطاع قادر على استيعاب أعداد الباحثين عن عمل سواء الوظائف المباشرة أو غير المباشرة أو حتى المساندة.
لذلك فإن عمل المرحلة المقبلة يتطلب متابعة حثيثة ومتواصلة ولا نكون رسمنا استراتيجية سياحية من دون متابعة أو أن نلقي الموضوع على وزارة القوى العاملة في جهودها الكبيرة في توظيف الباحثين عن عمل.
نحن اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى في وضع النقاط على الحروف في مسألة زيادة عدد العمانيين في قطاع السياحة والعمل على تشجيع الشباب للعمل في المجالات كافة وليس أن نوفر فرص وظيفية من دون حض الشباب على اقتحام بيئة العمل في تلك الوظائف مع كل مشروع سياحي يتم انجازه سنويا.
فهل نرى في القريب العاجل احصائية سنوية تعطي مؤشرات للتوظيف في هذا القطاع بشكل خاص وجهود أكثر لحض الشباب على العمل في وظائف هذا القطاع الذي يجب أن يستوعب أعدادا أكبر مستقبلا .