بقلم:نجلاء الرحبية | بدأت في ترتيب حقيبة السفر الكبيرة بعد عودتي من إحدى الدول، وبعد انتهائي قمت بتجهيز الحقيبة الأخرى مباشره، لأتجه إلى إحدى الحدائق المميزة في السلطنة.
هذه هي أنا أينما أذهب لا غنى لي عن الاستمتاع بمناظر بلدي الجميلة فبرؤيتها وبرؤية معالمها تكتمل راحتي .
كنت أعلم أن الرحلة سوف تستغرق خمس ساعات ونص أو أكثر حسب ظروف خط الرحلة ولكن رغم ذلك قررت أن أكمل تجهيزاتي وأبدأ بالتحرك.
كانت الساعة تقارب الرابعة والنصف فجرا عندما قمت بتشغيل سيارتي ليبدأ العد التنازلي للساعات الخمس والنصف، وكالعادة حبيبة قلبي تودعني أمام الباب وتُسمعني دعواتها اللي تثلج الصدر، لأبدأ بعدها بالتوجه إلى وجهتي.
فبلادي، مهما بلغت رحلتك بالساعات والأيام فالطرق غير مملة بتاتا، ولا يمكن أن تخلو من الخدمات بين المسافات، فمحطات البترول والمساجد والمحلات التجارية ومقاهي الكرك التي لا غنى عنها وغيرها من الخدمات تصادفك بين المسافات وتوفر احتياجاتك خلال السفر.
في حدود الساعة الثانية عشرة ظهرا وصلت لوجهتي، محافظة الوسطى، وتحديدا الدقم والتي اعتبرها من أجمل المناطق في السلطنة والتي أعشقها وأكرر زيارتها بلا ملل.
فهي منطقة يسكنها هدوء مميز جدا وفي جميع الأوقات، سواحلها الجميلة ممتدة على بحر العرب والذي يعتبر مصدر رزق لأغلب سكان أهل الدقم من خلال ممارستهم لمهنة الصيد.
أخذت قسطا من الراحة، بعدها ضبطت المنبه على توقيت الرابعة والنصف عصرا، لأتوجه إلى حديقة الصخور فكنت قاصدة التواجد على دخول الفترة بين العصر والمغرب لأجد المتعة الحقيقية بالمنظر.
وصلت إلى الموقع وبدأت بإلتقاط الصور والاستمتاع بمنظر كل صخرة تتواجد هناك، تجد كل صخرة لها شكلا يميزها عن الأخرى وكل صخرة كأنها تحمل قصة تختلف عن الأخرى.
مساحة كبيرة جدا وعدد كبير من الصخور الجميلة والغريبة الشكل حتى أنني بالكاد استطعت ان أصور عدد لا بأس به لأنني لم أكن أتوقع ذاك العدد.
بدأت الشمس بالغروب فتغير المنظر كلياً، فلون الصخور بدأ يميل للون الذهبي وكل صخرة بدأت تعطي انعكاسا مختلفا.
الموقع ربما لا يعرف عنه الكثيرون ولا تتم زيارته كثيراً لأنه غير مهيأ وغير مُستغل سياحياً، فهو يستحق أكثر من مجرد سور نصفه مفقود ولوحة صغيرة تشبه شكل لوحات المناطق المحظورة دخولها.
هكذا مواقع علينا استغلالها لتكون مقصدا سياحيا، فكل ذرة تراب من هذا الوطن تمثل موردا سياحيا، ولكن المهم كيف نستغل كل هذه المقومات بخدمات يجعل منها وجهة عالمية للسياح الذين يبحثون عن وجهات جديدة كل يوم.