موانىء السلطنة تتهيأ لانطلاق موسم السفن السياحية

مسقط – العمانية- فانا|

تستقبل الموانئ الرئيسية في السلطنة في شهر أكتوبر المقبل السفن العملاقة بمختلف أحجامها معلنة بدء موسم السفن السياحية الذي يستمر حتى نهاية شهر أبريل من العام القادم. وتعد السلطنة منطقة جذبٍ سياحي مهم لهذه السفن ؛ نظرًا للموقع المطل على أربع نوافذ بحرية من المحيط الهندي والخليج العربي وبحر عمان وبحر العرب يجعل منها وجهة مهيأة جغرافيا لتكوين قطاع سياحي استثنائي ذي جدوى اقتصادية مستدامة واختيار موانئ السلطنة السياحية منصة رئيسية ومركزا لجولات السفن.

ويمثل سوق السفن السياحية ركيزة مهمة لنمو حركة السياحة الذي من شأنه أن يساهم بفاعلية في تعظيم مردودها الاقتصادي وتعزيز مساهمتها في زيادة الدخل وتنويع مصادره خاصة وأن أبرز السفن السياحية التي تزور السلطنة هي من فئة الكروز التي تحمل عددًا كبيرًا من السياح على متن كل سفينة يصل إلى أكثر من 2500 سائح.

وتقوم وزارة السياحة بدور كبير في تنمية وتطوير قطاع السفن السياحية بهدف الترويج للسلطنة كوجهة للسفن السياحية، بالتنسيق مع القطاع الحكومي وشركات القطاع الخاص، وأيضا بالتنسيق مع السفن السياحية عن طريق توفير بعض التسهيلات والتصاريح والحملات الترويجية المشتركة.

وتقوم السفن السياحية التي تزور السلطنة بزيارة ثلاثة موانئ وهي ميناء السلطان قابوس وميناء صلالة وميناء خصب، ذلك بالإضافة إلى أن هناك خطةً مستقبليةً للعمل على تطوير بعض الموانئ ليتم استغلالها لاستقبال السفن السياحية وهي ميناء صحار وميناء صور وميناء الدقم وميناء السويق.

وتتمثل أبرز مشاريع قطاع السفن السياحية في مشروع الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس الذي يعد أهم هذه المشاريع حيث تم تكليف الشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران) بتمثيل الحكومة للإشراف على مشروع تطوير الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس السياحي، والتي ستجعل منه بوابة سياحية واقتصادية وثقافية فريدة من نوعها للسلطنة.

وسيتم تنفيذ المشروع على أربع مراحل، ويقع المشروع على مساحة إجمالية تبلغ 64 هكتارًا وسيشتمل على 6 فنادق بتصنيفات 3 و4 و5 نجوم، إضافة إلى العديد من الوحدات الفندقية ومحلات البيع بالتجزئة والمكاتب والمتنزهات ومعرض للأحياء البحرية ومرفأ للسفن واليخوت السياحية، فضلاً عن مرافق أخرى للجذب السياحي.

وستتضمن المرحلة الأولى للمشروع الواقعة في قلب الميناء والمواجهة لمنطقة “مطرح” مرفأ للصيادين وفندق فئة (خمس نجوم) وفندق فئة (أربع نجوم) ومجمعًا تجاريًا يضم مجموعة من المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية المتنوعة، ومعرض الأحياء البحرية ومرفأ للسفن واليخوت السياحية، ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى بحلول عام 2020 ليكون مواكباً بذلك الأحداث الثقافية والرياضية الكبيرة القادمة للمنطقة على أن تنتهي أعمال البناء لجميع مراحل المشروع في عام 2027.

وترتكز استراتيجية الحكومة في التطوير السياحي على الشراكة بين القطاعين العام والخاص حيث تعمل مؤسسات القطاع الخاص والمستثمرون جنبًا إلى جنب مع الحكومة للمساهمة في تنمية وتنفيذ المشاريع السياحية بما يحقق عوائد مستقبلية مشتركة ويكفل تحقيق النمو لقطاع السفر والسياحة في السلطنة.

كما قامت وزارة السياحة بتكليف شركة متخصصة في مجال التقنية المعلوماتية بإدارة سيارات الأجرة في فنادق الخمس والأربع والثلاث نجوم في محافظة مسقط وميناء السلطان قابوس السياحي بما يتماشى مع أهداف وزارة السياحة لتنظيم قطاع السياحة وإثراء التجربة السياحية للزوار وتعظيم استفادة المجتمع المحلي من هذا القطاع من خلال سائقي سيارات الأجرة.

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

كما تقوم الوزارة بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ودائرة دبي للتسويق التجاري وهيئة البحرين للسياحة بالمشاركة في الفعاليات والمعارض الدولية تحت مظلة كروز اريبيا مثل منتدى الشرق الأوسط للسفن السياحية الذي تستضيفه عادة دولة خليجية كل مرة وكانت آخر استضافة له في مسقط عام 2014م ومعرض التجارة عن طريق البحر الذي يقام في مدينة ميامي الأمريكية في شهر مارس من كل عام.

وأكد سالم بن عدي المعمري مدير عام الترويج السياحي بوزارة السياحة على أن قطاع السفن السياحية بالسلطنة شهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة ويعتبر من أسرع القطاعات السياحية نموًا حيث بلغ عدد زيارات السفن السياحية في 2015-2016 حوالي 230 زيارة وفي 2016- 2017 بلغ 252 زيارة ومن المتوقع أن يصل عددها خلال موسم السفن السياحية 2018-2019 إلى 260 سفينة.

وقال إن عدد الزوار القادمين لكلٍ من ميناء السلطان قابوس وميناء صلالة وميناء خصب بنهاية 2017 بلغ حوالي8ر221 ألف زائر مقارنة بـ1ر217 ألف زائر في عام 2016 بنسبة نمو قدرها 2ر2 بالمائة.

مشيرًا إلى أن عدد الزوار قد بلغ خلال الأشهر الأولى من عام 2018 حوالي8ر110 ألف زائر.

وأوضح أن هنالك رهانًا مستقبليًا على قطاع السفن السياحية كأحد القطاعات السياحية الواعدة والمستدامة في الاستراتيجية العمانية للسياحة 2040 خاصة وأن هناك توقعات بدخول موانئ عمانية أخرى في هذا القطاع.

وأشار سالم بن عدي المعمري إلى أن للسلطنة شراكات استراتيجية في قطاع السفن السياحية وهي مبنية على استراتيجيات وخطط عمل عالمية بسبب خصوصية هذا القطاع وعمليات الترويج والتسويق وعقد اتفاقيات العمل الثنائية والمشتركة المتعلقة به.

من جانبه أوضح مرهون بن سعيد العامري مدير عام السياحة في محافظة ظفار أن أعدادًا كبيرة من السفن السياحية الكبيرة تتوافد على محافظة ظفار سنويا تُقل آلاف السياح الأوروبيين، مشيرا إلى أن هذه السفن تبدأ جولاتها من محافظة مسندم ثم مسقط وتنتهي بمحافظة ظفار.

وقال إنه عند وصول هذه السفن لمحافظة ظفار يتم التنسيق مع الوكيل المحلي من شركات السياحة لتوفير حافلات لنقل السياح إضافة إلى توفير المرشدين السياحيين في جولات تستغرق نصف يوم لزيارة الأسواق المعروفة في صلالة والحصون والقلاع التاريخية والاستمتاع بالمواقع السياحية المعروفة كمتحف أرض اللبان الذي يستهوي العديد من السياح الأوروبيين القادمين عن طريق السفن السياحية.

وبين مدير عام السياحة في محافظة ظفار أن عدد السفن السياحية التي تصل إلى صلالة تتراوح ما بين 35 إلى 45 سفينة، مشيرا إلى أن كل سفينة سياحية لا يقل عدد السياح بها عن 1500 سائح. وتقوم شركات القطاع الخاص بالتعاون مع الجهات الحكومية بتنظيم الزيارات لتلك السفن السياحية وإعداد برامج مختلفة للسياح القادمين على متنها من خلال تنظيم بعض الزيارات السريعة إلى بعض المواقع السياحية بمحافظة مسقط والمحافظات القريبة منها.

ويقول بانكاج كيمجي عضو مجلس الإدارة في مجموعة كيمجي الرائدة في مجال تنظيم عمليات السفن السياحة إن المجموعة تعد من رواد جذب السفن السياحية إلى سلطنة عمان حيث بدأت عملياتها في عام 1995. مشيرا إلى أنه تم تدريب فريق متخصص لهذا العمل في كل موانئ السلطنة إلى جانب شراء الأصول اللازمة لدعم صناعة متطلبات السفن السياحية، فتم تأسيس شركة مشتركة مع شركة “تشتت” العالمية الشهيرة للسفينة “فوجي” التجارية لدعم السفن مع جميع متطلبات مخازن ومتطلبات السفن، موضحا أن المجموعة أصبحت ممثلة لعدد من السفن السياحية العالمية مثل جراند وكوستا وعايدة كروز وتي يو أي والأميرة كروز وماريلا كروز وفريد اولسن والرحلات البحرية الفضية وجميع السفن السياحية والترفيهية التي تديرها “في شب”.

وقال إن الموانئ العمانية أصبحت مدرجة في جدول الرحلات البحرية في العالم نظرا لمرونة وسهولة اللوائح المعمول بها بالموانئ وما تتمتع به السلطنة من تاريخ ثري في التجارة البحرية ، والثقافة العربية الأصيلة ، والهندسة المعمارية الإسلامية ، والتسامح الديني ، والسلامة ، والنظافة الفائقة ، والضيافة العربية الأصيلة ، والمدينة الحديثة دون فقدان أصالتها، والفنادق ذات العلامات التجارية العالمية ، والمطاعم المتخصصة، والجبال الصخرية ، والصحاري ، والشواطئ البكر مما جعل تلك الموانئ تستقبل سنويا الكثير من السفن السياحية العالمية وازدياد عدد السياح الذين يرغبون في زيارة السلطنة .

وأوضح أنه عند الانتهاء من تنفيذ الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس واكتمال البنية الأساسية من طرق ومطارات وشركات طيران واتصالات وفنادق ومطاعم عالمية فإن قطاع الرحلات البحرية سوف يرفد الاقتصاد العماني بإيرادات كبيرة نتيجة لارتفاع عدد السفن السياحية والسياح الراغبين في زيارة السلطنة.

وقال إنه وفقا للدراسة الاستقصائية التي أجريت على 76 بالمائة من السياح الذين قاموا بزيارة السلطنة لأول مرة فإن 45 بالمائة منهم أكدوا أنهم سيعودون بالتأكيد على متن رحلة بحرية أخرى و 31 بالمائة منهم أكدوا العودة في إجازة و 45 بالمائة أكدوا أنهم كانوا سيبقون فترة أطول في عُمان و 49 بالمائة أكدوا أنهم سيوصون بزيارة السلطنة للآخرين.

وأكد أن مجموعة كيمجي تحضر لزيارة 144 سفينة خلال هذا الموسم، 86 سفينة في مسقط، و 29 في صلالة و 29 في خصب بنسبة نمو قدرها 33 بالمائة عن العام الماضي مشيرا إلى أنه جارٍ عمل الاتصالات مع الجهات المختصة من جهات حكومية وقطاع خاص ومالكي سيارات الدفع الرباعي من أجل تقديم خدمة عالية الجودة وحركة سلسة لجميع المسافرين القادمين على متن هذه السفن السياحية.

ويتبع السياح المتنقلون عبر السفن السياحة برامج سياحية مختلفة في زياراتهم التي تجوب الكثير من الموانئ العالمية ومنها موانئ السلطنة، إلا أنه في الغالب ما تتركز الأعداد الكبيرة من السياح في اتباع ثلاث وسائل في زياراتهم والتي يمكن تطبيقها لما هو قائم في ميناء السلطان قابوس حيث تقوم إدارة السفينة السياحية بالتعاقد مع إحدى شركات تنظيم الرحلات السياحية في السلطنة وتقوم الشركة بتقديم العديد من الرحلات والبرامج السياحية، وعلى أثره تقوم إدارة السفينة ببيع تلك البرامج والرحلات للسياح الذين يتحركون بطرق منظمة بدءا من استقبالهم من على أرض الميناء حيث يتم نقلهم بواسطة حافلات مجهزة من داخل الميناء وأخذهم في جولات سياحية متفق عليها مسبقًا ومن ثم إعادتهم إلى موقع الميناء في نهاية البرنامج السياحي وهذا طبعا يعتمد على مدة مكوث السفينة في الميناء.

وهناك مجموعة أخرى من السياح عادة ما يفضلون البحث عن برامج سياحية في مواقع الشبكة الإلكترونية (الإنترنت) وبالتالي يقومون باختيار الشركات المنظمة للرحلات السياحية بحكم أنها أقل تكلفة، وفي بعض الأحيان قد يتفق هؤلاء السياح مع أفراد أو شركات مرخصة أو يتفق بعضهم مع أشخاص غير مرخص لهم لمزاولة مهنة تنظيم رحلات سياحية. ويتم نقل هذه المجموعات من السياح من بوابة السفينة إلى بوابة الميناء لعمل برامجهم السياحية مع الشركات والأفراد الذين عادة ما يستقبلونهم خارج حدود الميناء أو على مقربة من البوابة.

كما أن هناك مجموعات من السياح يخرجون من الميناء ومن ثم يبدؤون بالبحث عن وسيلة نقل لهم تقلهم إلى الوجهة التي يخططون لزيارتها أو أنهم يتجولون في محيط الميناء عن طريق المشي على الأقدام.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*